من قال أننا لا نملك عنصرية في السعودية ؟ من قال أن الناس سواسية وأن العدالة منتشرة في أرض الجزيرة ؟ قل هل يتكافئ العتيبي مع المطيري ؟ قل هل يتحد السني مع الشيعي أو أن يتسامح السنة عن إخوانهم الإسماعليين ويتغاضى عنهم ؟ أو أن يتفق أهل الحجاز مع أهل نجد ؟ قل هل يستوي أصحاب الطبقات المخملية بإخوانهم من الطبقات المعدومة ( الفقيرة ) ؟ وهل يستوي الأمير الذي يأكل من غير وجه حق بمواطن يكد ويتعب ؟ وهل يتساوى المرأة بالرجل ؟
لن يستطيع أحد الإجابة عن تلك الأسئلة لعدة أسباب منها أن المجتمع السعودي بمختلف تركيباته الهلامية يظن أنه مجتمع ملائكي . فالعتيبي لا يكافئ المطيري والزهراني يعتبر نفسه أفقه من الغامدي والخوالد يعتبرون أنفسهم قوة الأسرة الحاكمة في المنطقة الشرقية واليامية نصبوا أنفسهم مجاهدون لوقف الزحف اليمني إلى المملكة و للأسف ستجد أن العنزي لن يتحد ( أهل الحجاز ) وكذلك فبقايا الحجاج لن يتكيف بوجود بدو في المحيط الذي يسكن فيه كاليامي وغيرهم من القبائل البدوية ، مجتمعنا الملائكي تعود على أن يكون القبلية هو رمز عز وكرامة فيفتخر الأحمق أنه يعود إلى الفخذ الفلاني الحاصلين على الجنسية بأنسابهم وأجدادهم الذين نزحوا الى الحجاز وسكنوا في الساحل الغربي عروسة للبحر الأحمر ، ويفتخر أهل الجنوب أنها منبع للفن والحس الأدبي وصد منيع لتجار القات ومتسللي أفريقيا ، ماذا استفدنا من العنصرية القبلية ؟ لا شيء سوى اقتتال وصراع إمتد أكثر من تلك الحروب التي ذُكرت في التاريخ و إن لم يكن هناك اقتتال بالأسحلة أو حروب حقيقية فيكفيك تلك الحروب التي تشاهدها إما استغلال أماكن حساسة كالسلطة أو الإستيطان في منطقة معينة ، فالنجديون بمختلف قبائلها من العوائل يأتون بعد آل سعود في دفة الحكم بحكم أن من يمسك المناصب الحساسة هم من تلك المنطقة فالعنزي مثلا سيوظف أخوه او ابن عمه في نفس الحقل الذي يعمل فيه حتى يضمن أن تتسلسل العائلة الكريمة لشغل هذا المنصب وكذلك حال شعب المنطقة الغربية و الشرقية والجنوبية ، يرثى له الحال وتشيب الرأس ويجن العاقل الرصين ، عنصرية لأبعد ما يكون ، حتى أخشى أن يأتي اليوم الذي يحتل فيه قبيلة كاملة وزارة بأكملها وهذا ما لا أتمناه أبدا وسأقطع دابر من يفكر هذا التفكير العقيم فنحن شعب واحد مهما اختلفت القبائل ومهما الأعراق و المحزن في الأمر كله أننا مازلنا نقول أننا الدولة الوحيدة التي صاحت و كتبت و طبعت منشورات بل تجد تلك المقولة في كل كتاب و دستور ( أنه لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى ) وأن العدالة هي الصورة الأساسية للدولة ويأتيك شعبنا يتنابز بالألقاب ، وليت تلك الألقاب قدمت شيء يشفع لهم التاريخ سوى مواطنون وظيفتهم كيف يرفع رأس قبيلته وليس رفع علم الدين و الوطن ، منافقون نازحون لأبعد درجة ولو سنحن لهم الفرصة لمزقوا البلاد تمزيق ووزعوا الخيرات على أهوائهم كما رأيت تلك المواقع المدسوسة وهي تنادي بمملكة الحجاز ومملكة عسير ومملكة الإحساء و القطيف مواقع تزرع الكراهية وتثير النفس على الخروج عن طاعة أولياء الأمر ، أغبياء لدرجة الجنون .. ليتهم يتفاخرون بشيء يستفيد منه الأمة بأكمله ليتهم يتفاخرون بأن القبيلة قامت باختراع صاروخ بعيد المدى أو اكتشف أحد أبناء أحد القبائل وغلمان النازحون كيفية الإستفادة من أشعة الشمس الحارقة ، عقول طفولية تفكر في كيفية ركوب الجمل والترجل منها و القيام بمسابقة أجمل جمل وأجمل عنزة وكأن تلك الحيوانات ستقدم من مرتبة تلك القبيلة.
من قال أننا لا نملك عنصرية طائفية ؟ من قال لك أن السنة و الشيعة متساون في بلاد الحرمين ؟ وهل يتساوى اليامي ( الإسماعيلي ) بالغامدي ( السلفي ) ، شاهدت الكثير من التصرفات الغير مقبولة والتحزبات الدينية في مختلف أنحاء المملكة فللأسف تجد السني يتحاشى الشيعي وكذلك هو حال الشيعي و في الغربة تجد أفظع من ذلك يتناحرون ويتغامزون حتى المساجد لم يتركوها والله وصل الحال وكأن الدنيا توقفت على الدين و الجنة و النار وأي الطوائف على حق وهل يظن الشعب أن السعودية خلقت فقط للسنة وباقي التيارات هي زائدة ومرتدة و منحرفة ؟ لن يستطيع أحد الحكم على بقية الطوائف كائن ما كان ولو وصل به الحال أن يكون شيخ حامل دكتوراة في علم الإفتاء أو خريج من جامعة الإمام أو مرجع من المراجع الشيعية فمهما فعل الإنسان فهناك رب يحاسب فلن أستيطع أن أحاسب شيعي يضرب مؤخرة رأسه ولن أستطيع الحكم على سني كيف يؤدي المسائل الفقيه وكذلك الأديان الأخرى فهناك قيامة نؤمن بها والله هو الذي يحاسب ولسنا نحن ، تأسف أن ترى طالب سعودي شيعي يحكي معاناته مع الخوالد بسبب العرق الديني ومدى الإظطهاد الذي وصل بها الحال في السعودية ، تخيلوا شاب لم يكمل العشرين من العمر وقف أمام جمع غفير من الأمريكان والأجانب من دول أخرى وهو يحكي تلك المعاناة أمر مخز للغاية ، كيف لدولة أن تكون رائد السلام ونجد فيها عنصرية طائفية وهل يحق لحكامنا أن يحكموا لطائفة دون أخرى ؟ لا والله لن يستطيع أحد أن يغير دين أحد بالقوة والعنف مهما امتلك من أسلحة ومعدات فالدين إيمان ومادام أن الإنسان وصل درجة الإيمان فيستحال أن يتغير كم هو الحال عن السنة و الشيعة فالشيعي يظن ان السنة على خطأ وكذلك السني.
من قال أننا لا نملك عنصرية جنسية ؟ فهل تستطيع المرأة القيادة ؟ وهل يستطيع الرجل مزاحمة النساء أليس ما نراه في بلادنا عنصرية جنسية فالمرأة لا تستطيع أن تشغل مناصب وزارية بل المحزن أيضا أن ليس لها رأي لا في الدين ولا المجتمع كبتوها وحرموها من كل شيء بسبب رعاع الدين وغلمان تورا بورا ؟ أليس هذه عنصرية ؟ أليس من حق المرأة مزاحمة الرجل في الحكم و السلطة ؟ أليس من حق المرأة أن تفعل ما تراه مناسبة ؟ كما يفعل بنو الذكور ؟
إن من يفند تلك النقاط فللأسف هو مقيم سعودي وليس مواطن فمن لم يرى تلك العنصرية فإما أنه يعيش بين ربوع كاليفورنيا أو ضواحي باريس إن السعودية يا سادة للأسف تملك عنصريات بشتى الأنواع والأشكال وليس هناك قانون يحمي الطوائف والأفراد من تلك التسلطات العنصرية أفليس من حقنا الأن نطالب صناع القرار بإعلان ( قانون يحمينا من العنصريات ) ؟