العكف فى الإسلام
العكف فى الإسلام
العكف فى القرآن:
عكوف قوم إبراهيم (ص) على تماثيلهم:
بين الله للنبى(ص) أن الله أتى إبراهيم (ص)رشده والمراد أن أوحى لإبراهيم (ص)حجته وهو هداه أى كتابه من قبل وكان به عالما أى خبيرا إذ قال لأبيه والمراد حين قال لوالده :ما هذه التماثيل أى الأصنام التى أنتم لها عاكفون أى عابدون ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن عبادتهم للأصنام خطا كبير ،فقالوا له:وجدنا أباءنا لها عابدين والمراد لقينا أباءنا لها مطيعين وهذا يعنى أنهم يقتدون بالأباء فى الدين
وفى هذا قال سبحانه :
"ولقد أتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين إذ قال لأبيه ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا أباءنا لها عابدين "
وطلب الله من نبيه (ص)أن يتلو عليهم نبأ والمراد أن يقص عليهم قصة إبراهيم (ص)إذ والمراد وقت قال لأبيه وهو والده وقومه وهم شعبه :ما تعبدون أى ماذا تطيعون؟فأجابوا :نعبد أصناما فنظل لها عاكفين أى نطيع أوثانا فنستمر لها طائعين ،وهذا يعنى أنهم يعبدون آلهة متعددة ولا يتركون عبادتها
وفى هذا قال سبحانه :
" واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين "
تطهير البيت للعاكفين:
بين الله لنا أنه عهد أى أوحى لإبراهيم (ص)وإسماعيل (ص)ابنه أن يطهرا البيت أى يرفعا أى يجهزا الكعبة من أجل الطائفين وهم الزائرين الحجيج والعمار والعاكفين وهم المقيمين فى جوار المسجد والركع السجود وهم المصلين المتجهين للكعبة فى الصلاة والمعنى وأوحينا إلى إبراهيم (ص)وإسماعيل (ص)أن نظفا كعبتى للزائرين والمقيمين والمصلين
وفى هذا قال سبحانه :
"وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود"
عكوف قوم على أصنامهم:
بين الله لنبيه(ص)أنه جاوز أى عبر ببنى إسرائيل وهم أولاد يعقوب(ص)البحر وهو اليم أى الماء فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم والمراد مروا فى طريقهم للأرض المقدسة على ناس يعبدون أوثان لهم فقالوا لموسى:اجعل لنا إلها كما لهم آلهة والمراد اصنع لنا وثنا كما لهم أوثان وهذا يعنى أنهم يريدون إلها متجسدا فى صورة صنم فقال لهم موسى(ص)إنكم قوما تجهلون والمراد إنكم ناسا تكفرون بحكم الله وهذا اتهام لهم بتناسى حكم الله الذى منع عليهم عبادة أى وثن ،وقال إن هؤلاء متبر ما هم فيه والمراد إن عابدى الأوثان مدمر الذى هم فيه وقال أنه باطل ما كانوا يعملون أى محرم الذى كانوا يفعلون وهذا يعنى أن أوثان الكفار سيدمرها الله وأما أعمالهم وهى عبادة الأوثان فهى محرمة ،وقال أغير الله أبغيكم إلها والمراد"أغير الله أبغى ربا"كما قال بسورة الأنفال والمراد أسوى الله أختار لكم ربا؟والغرض من السؤال إخبارهم أنه لن يختار لهم إله سوى الله وقال وهو فضلكم على العالمين أى اختاركم من الناس مصداق لقوله بسورة الدخان"ولقد اخترناهم على علم على العالمين" وهذا يعنى أن الله ميز القوم باتباعهم لدينه .
وفى هذا قال سبحانه :
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين"
العكوف على العجل :
بين الله لنبيه(ص)أن القوم ردوا على هارون (ص):لن نبرح عليه عاكفين والمراد لن نتخلى عن العجل عابدين إياه حتى يرجع أى يعود إلينا موسى (ص)،وهذا يعنى أنهم أخبروا هارون (ص)أنهم لن يتخلوا عن عبادتهم للعجل حتى يعود موسى (ص)لهم وهو كلام جنونى فهم اعتبروا موسى (ص)الدليل على الله وليس أيا شىء حتى ولو كان مفهوما .
وفى هذا قال سبحانه :
"قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى "
عكوف السامرى على عجله :
بين الله لنبيه(ص)أن موسى (ص)قال للسامرى :فاذهب والمراد فارحل من هذا المكان فإن لك فى الحياة وهى الدنيا أن تقول لا مساس أى لا لمس وهذا يعنى أن العذاب الذى أنزله الله بالسامرى هو أن يسقط جلده إذا مسه أحد ومن ثم كان عليه أن يقول طوال يقظته :لا مساس أى لا يلمسنى أحد ،وقال وإن لك موعدا لن تخلفه أى وإن لك أجلا لن تنقضه والمراد وإن لك عهدا عند الله لن تستطيع الهرب منه ،وقال وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا والمراد وشاهد عجلك الذى استمررت له عاكفا أى عابدا لنحرقنه أى لنوقدن عليه ثم لننسفنه فى اليم نسفا والمراد لندمرنه فى البحر تدميرا وهذا يعنى أن العجل أشعل موسى (ص)فيه النار وبعد ذلك رمى التراب المتخلف عن حرق العجل فى الماء.
وفى هذا قال سبحانه :
"قال فاذهب فإن لك فى الحياة أن تقول لا مساس وأن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه فى اليم نسفا "
العاكف في البيت الحرام والباد:
بين الله لنا أن الذين كفروا أى الذين كذبوا حكم الله وفسرهم بأنهم يصدون عن سبيل الله والمراد ويردون عن دين الله والمسجد الحرام والمراد والمصلى الأمن الذى جعلناه للناس والمراد الذى وضعناه للبشر أمان من الضرر والمراد بالبشر هنا العاكف فيه أى المقيم فى مكة والباد وهو الزائر لمكة من أجل الحج والعمرة ويبين لنا أن من يرد فيه بإلحاد أى من يفعل فى مكة وهى البيت الحرام ظلم أى فساد يذقه من عذاب أليم أى يدخله فى العقاب الكبير مصداق لقوله بسورةالفرقان "نذقه من عذاب كبير".
|