نظرات في مقال السرقة المزعومة لسورة مريم
نظرات في مقال السرقة المزعومة لسورة مريم
صاحب المقال مجديوس السكندري وهو يدور حول أن خاتم النبيين(ص) سرق سورة مريم(ص) من شعر أمية بن أبى الصلت
وقد استهل مقاله بأن أمية ادعى النبوة وذكر في أشعاره حكايات الرسل المختلفة ومنه نقل خاتم النبيين(ص) وفى هذا قال :
"قول جواد علي في “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” جـ 5 ص 399:
” قد عدّ الأخباريون في زمرة الحنفاء: قس بن ساعدة الإيادي، وزيد بن عمرو إبن النفيل، وأمية بن أبي الصلت، وأرباب بن رئاب، وسويد بن عامر المصطلقي، وأسعد أبو كرب الحميي، ووكيع بن سلمة سيف بن ذي يزن اليمني، وورقة بن نوفل القرشي…”.
ادّعى النبوّة قبل محمد، حيث أورد في شعره الكثير من الأخبار والأساطير التي اقتبسها أو بالأحرى سرقها منه نبي الإسلام ووضعها في قرآنه."
وكما هى عادة النصارى أو اليهود أو غيرهم عندما يقولون بالسرقة فهم لا يقولون أنها سرقة كاملة ولكنها كما يقول كع اضافة التوابل والبهار وهو قوله :
"نورد فيما يلي أبياتاً من إحدى قصائده ويذكر فيها قصة السيدة العذراء مريم وفيها بعض التشويه، لكن محمداً أبقى على نفس القصة مع بعض التعديلات من توابل وبهارات والكثير من المغالطات والافتراءات في قرآنه تحت عنوان سورة مريم.
قمنا بترتيب قصيدة أمية على طريقة قرآن محمد بهدف المقارنة، لاحظ الشبه الكبير بين محمد وأمية سواء في النظم أو المعنى أو الكلمات.
فهل جاء أمية بمثل ما جاء به صلعم من قرآن، أم جاء بأفضل منه، خياران لا ثالث لهما ولك أنت أن تحكم."
قطعا هؤلاء الجهلة يتناسون أن الحكايات حول الرسل(ص) منتشرة في أى بقعة يتواجد فيها أهل أديان مختلفة ولكن هذه الحكاية ليست واحدة فما عند فرق النصارى يخالف بعضه بعضا فهناك من يقول مثلا بالصلب ومنهم من ينفيه وهناك من يعتبر المسيح ابن الله وهناك من يعتبره الله وهناك من يعتبره ثالث ثلاثة وكل هذا في دين واحد
إننا مثلا في بلد فيه نصارى ومن ثم لابد أن يكون البعض سمع منهم حكايات عن الرسل (ص) وغيرهم وعندما يحكيها قد يحكيها منتقدا إياها أو يحكيها كما سمعها ولا يعتبر هذا شىء اسمه سرقة
النصرانية كانت موجودة في مكة بدليل وجود أمثال صهيب الرومى وغيره من النصارى الذين وصلوا إليها نتيجة الحج أو نتيجة البحث عن الحقيقة أو نتيجة البيع في أسواق الرقيق
ومن ثم تناقل الحكايات بين الناس أمر عادى ولكن هناك من يقف متصديا لما في بعض الحكايات
وطرح مجديوس الجاهل سؤالا عن أن خاتم النبيين كاذب سارق لأنه أخذ الحكاية من رجل سبقه بعشرات السنين فقال :
"لكن السؤال يبقى ما الجديد الذي أتى به رسول الإسلام إذا كان رجل من الجاهلية قد سبقه صلعم بعشرات السنين، قد أخبر نفس القصص التي ذكرها صلعم في قرآنه؟ ألا يصبح تحديه صلعم في البقرة جملة رقم 23 ” وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مّمّا نَزّلْنَا عَلَىَ عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مّن مّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَآءَكُم مّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ” مجرد هراء وكلام فارغ ؟"
قطعا ما قاله السكندرى ليس له قيمة لأن أمية قد يكون هو السارق لأن قصة مريم وعيسى (ص) كانت معروفة قبله فلماذا ينطبق عليه نفس القول وهو السرقة ممن سبقه إن كانت الأسبقية الزمنية دليل صدق وهى ليست كذلك
السكندرى كما قال في كلامه يثبت أن خاتم النبيين(ص) لم يسرق باعترافه أن بوجود بهار وتوابل ليست عند أمية فالسارق يسرق الشىء كاملا وليس يكسره ليسرق بعضه ويترك بعضه فعندما يجد اللص المال أو المجوهرات يأخذه ولا يدع منه شىء وهذا هو المعروف في السرقة
ذم ذكر شعر أمية في حكاية مريم (ص) فقال:
وهذا ما كتبه أمية ابن أبي الصَلت عن مريم
"وَفي دينِكُم مِن رَبٍ مَريمَ آيةٌ مُنَبِّئَةٌ بِالعَبدِ عِيسى اِبنِ مَريمِ (1)"
اَنابَت لِوَجهِ اللَهِ ثُمَّ تَبتَّلَت فَسَّبَحَ عَنها لَومةَ المُتَلَوِّمِ (2)
لا يوجد في سورة مريم أى نص في تبتل مريم ولا إنابتها كما زعم السكندرى ثم قال ناقلا :
"فَلا هِيَ هَّمَت بالنِكاحِ وَلا دَنَت إِلى بَشرٍ مِنها بِفَرجٍ وَلا فَمِ (3) "
وحكاية عدم نكاح وهو زواج مريم ليس مذكورا نصا في السورة
ثم قال :
ولَطَّت حِجابَ البَيتِ مِن دُونِ أَهلِها تغَيَّبُ عَنهُم في صَحاريِّ رِمرِمِ (4)"
لا يوجد دليل على أن المرأة عاشت في الصحارى في السورة وإنما الموجود هو وجودها في جهة الشرق كما قال تعالى :
"واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا "
ثم قال :
"يَحارُ بِها السارِي إِذا جَنَّ لَيلُهُ ولَيسَ وإِن كانَ النَهارُ بِمُعلَمِ (5)"
وهذا الكلام ليس في السورة ولا يمت بما فيها بصلة فلم يذكر السارى في الليل والنهار
ثم قال :
تَدّلى عَليها بَعدَ ما نَامَ أَهلُها رَسولٌ فَلم يَحصَر ولَم يَتَرَمرَمِ (6)"
وتدلى الملاك ونوم الأهل لا وجود في السورة وإنما أرسل الله إليها جبريل (ص) كما قال تعالى :
"فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا"
ثم قال :
|