بيان أخطاء مقال خيانة الوعي: حين تحوّل «ٱلنَّبِىّ» إلى «النبي»
بيان أخطاء مقال خيانة الوعي: حين تحوّل «ٱلنَّبِىّ» إلى «النبي»
صاحب المقال هو الباحث عن الحقيقة المنسية وقد استهل مقاله بشيوع كذبة خطاب النبى بمعنى خطاب كل إنسان عاقل وليس خطاب محمد(ص)فقال :
"من نكذّب؟
هل نكذّب الرسول الذي أُرسل إلينا بلسانٍ قومه يقول فيه: "يا أيها ٱلنَّبِىّ"،
ولم يقل: "يا أيها النبي"؟
كيف تحوّل الخطاب من وحيٍ موجَّهٍ إلى كل عقلٍ واعٍ متنبئٍ، إلى خطابٍ ذكوريٍّ ضيّقٍ موجهٍ إلى شخصٍ اسمه محمد؟
ولماذا لم يقل النصّ صراحة: "يا أيها النبي محمد" إن كان القصد فردًا بعينه؟
أم أن الحبر قد نفد من أقلامهم؟
أم أن القصد لم يكن يومًا شخصًا بعينه، بل كلّ من يتنبّأ ويُنبِّئ الآخرين بالنبأ الإلهي؟
لقد ضيّقوا الكلمة، وضيّقوا المعنى، وأضافوا حرف الياء،
فحوّلوا «ٱلنَّبِىّ» إلى «النبي»، وبدّلوا المفهوم الكوني الواسع إلى قيدٍ لغويٍّ بشريٍّ محصورٍ في الزمن والمكان."
والباحث هنا يبين ما يعتقده وهو أن ما كتب في المصاحف من النبى بياء منقوطة هو خلاف النبى وهو كلام يكذبه أن المصاحف الأولى في التاريخ المعروف لم يكن فيها نقط ومن ثم كانت النبى ككلمة تكتب بياء واحدة دون أى نقط
وتحدث عن اختلاف قراءة المصحف عن كتابته فقال :
"قال الرسول في النص: "خاتم النبين"، ونحن نقول: "خاتم النبيين".
أضفنا حرفًا فغيّرنا البنية والمعنى، ثم صدّقنا الوهم وقلنا إن "خاتم" تعني النهاية،"
وبالطبع سواء كانت الكلمة بالياء أو بياءين فمعناها واحد لأنها تقصد محمد (ص) وليس كل شخص لأنها تقول :
" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبين "
وقال نافيا انقطاع الوحى" وكأن الرسالة انتهت، والوحي انقطع، والعقول أُغلقت."
وكأنه يقول أن الرسل وهم الأنبياء(ص) موجودون بعد محمد(ص) مع وجود نص أخر يثبت انقطاع رسالات الوحى لأن رسالة محمد(ص) حفظت في الكعبة الحقيقية ومن ثم من أراد أن يعرف الوحى وأحكامه عليه الذهاب إلى هناك إلى بيت الله كما قال تعالى :
" وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله "
والنص النافى هو قوله تعالى :
" قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ"
وتجد الرجل يأخذنا إلى أن هناك فهم خاطىء لنهى الله عن قتل النبيين (ص) فقال :
"لكن كيف يُنهينا الرسول في النص عن قتل "النبين" و"الأنبياء" إن كانوا قد ماتوا فعلًا؟
وهل يُعقل أن ينهانا عن قتل أموات؟
النبوة إذًا ليست موتًا ولا تاريخًا، بل فعل وعيٍ حيٍّ يتجدد في كل كائنٍ يتنبأ ويدرك وينبّه.
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَكۡفُرُونَ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ وَیَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِیِّـۧنَ بِغَیۡرِ حَقࣲّ وَیَقۡتُلُونَ ٱلَّذِینَ یَأۡمُرُونَ بِٱلۡقِسۡطِ مِنَ ٱلنَّاسِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِیمٍ﴾ [آل عمران ٢١]
" بِأَنَّهُمۡ كَانُوا۟ یَكۡفُرُونَ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ وَیَقۡتُلُونَ #ٱلنَّبِیِّـۧنَ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّۗ ذَ ٰلِكَ بِمَا عَصَوا۟ وَّكَانُوا۟ یَعۡتَدُونَ"
والرجل هو من يحاول أن يأخذنا إلى فهم أخر فهو لم يربط الآيات بما قبلها وبعدها فالآيات تتحدث عن اهل الكتاب الذين قتلوا أنبياءهم كما في الآيات التالية:
"إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ"
والآية الثانية تتحدث عن بنى إسرائيل وقيامهم بقتل بعض النبيين (ص) وهى :
"وإذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ"
وحكاية أن النبيين مكتوبة النبين في المصحف لا تغير المعنى لأن الآية نفسها وردت بلفظ يبين كونهم الأنبياء وهم النبين والنبيين في قوله سبحانه :
"ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ"
وعليه أصبحت الآيات الثلاثة واحدة المعنى :
"إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ "
" ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ"
" ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ"
وقال مستدلا على أن النبى (ص) المخاطب ليس محمد(ص)
"﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ شَـٰهِدࣰا وَمُبَشِّرࣰا وَنَذِیرࣰا﴾ [الأحزاب ٤٥]
أين هو النبى الذي أرسله شَـٰهِدࣰا وَمُبَشِّرࣰا وَنَذِیرࣰا كيف يرسل النبى شاهدا ومبشرا ونذيرا ثم لا يكون هذا الشاهد موجود وحاضر فهو شاهدا زور اليس كذالك وهذا غير صحيح لاكن المرقعين سيحاولوا صناعة أي خرافة وترقيعات ليبرروا للآخرين خرافتهم وترقيعاتهم والبعض قد يقول النص محرف لاكن الحقيقة أن عقولهم هي التي محرفة وليس النص"
والرجل يبين بهذا عدم معرفته بالنص القرآنى فالشاهد وهو الشهيد يشهد على قومه المسلمين كما قال تعالى :
" وجئنا بك على هؤلاء شهيدا "
ونجد أن شاهد تكررت في حى وميت كما في محمد(ص) وموسى(ص) في قوله تعالى :
"إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا"
وموسى(ص) نبى في قوله تعالى :
" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا"
فالنبى كل نبى شاهد على على المسلمين في عصره
وحاول الرجل أن يخبرنا أن النبوة موجودة في كل إنسان لأنها كانت موجودة في آدم(ص) فقال :
" ألَا ترَ أن أول من تَنبّأ هو آدم حين أُمر أن يُنبِئ؟
"يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فلما أنبأهم..."
أليس هذا التنبؤ فعلًا أصيلًا في الخلق الإنساني؟
فالنبوة إذًا ليست خارج الإنسان، بل داخله.
إنها الوعي المتنبئ فينا جميعًا.
فـ"آدم" لم يمت، بل هو فينا، في وعينا، في ذراتنا، في الفعل المعرفي الأول حين أدرك الأسماء.
#أما الشيطان، فهو لم يمت، لا يزال يوحي ويُضلّ.
فكيف يُقطع وحي الوعي ويتواصل وحي الضلال؟
أليس في هذا مفارقة تستحق التوقف؟
نحن اليوم نتنبأ في اليوم مئة مرة، ننبّه الآخرين، نقرأ الإشارات، نستشعر القادم،
لكننا لا نسمي ذلك "نبوة" لأنهم أخبرونا أنها انتهت!"
وكلام الرجل يتغافل عن أن آدم(ص) كان مصطفى من الله أى رسول أى نبى كما قال تعالى :
" إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ"
وقال :
"إن الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس"
ومن ثم الحديث عن آدم (ص) كإنسان يتناسى أنه في نفس الوقت نبى مصطفى
وشغلنا الرجل بحكاية الموروث والخرافة فقال :
"بين الموروث والخرافة: من الذي ننتقد؟
لقد أشغلونا حتى صرنا لا ندري من ننتقد:
|