رابعًا: بل حلْق الْمُحْتضر بالْماء:
11 - يُسنُّ للْحاضرين أنْ يتعاهدُوا بل حلْق الْمُحْتضر بماءٍ أوْ شرابٍ، وأنْ يتعاهدُوا تنْدية شفتيْه بقُطْنةٍ لأنّهُ رُبّما ينْشفُ حلْقُهُ منْ شدّة ما نزل به فيعْجزُ عن الْكلام. وتعاهُدُهُ بذلك يُطْفئُ ما نزل به من الشّدّة، ويُسهّل عليْه النُّطْق بالشّهادة .
خامسًا: ذكْرُ اللّه تعالى:
12 - يُسْتحبُّ للصّالحين ممّنْ يحْضُرُون عنْد الْمُحْتضر أنْ يذْكُرُوا اللّه تعالى، وأنْ يُكْثرُوا من الدُّعاء لهُ بتسْهيل الأْمْر الّذي هُو فيه، وأنْ يدْعُوا للْحاضرين، إذْ هُو منْ مواطن الإْجابة؛ لأنّ الْملائكة يُؤمّنُون على قوْلهمْ قال رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم: " إذا حضرْتُمُ الْمريض، أو الْميّت، فقُولُوا خيْرًا، فإنّ الْملائكة يُؤمّنُون على ما تقُولُون فتعيّن عليْهمْ ذلك، أخْذًا منْ قاعدة النّصيحة الْواجبة. وهذا الْحال منْ أهمّها ."
وكل هذا ليس عليه دليل من القرآن فما يفعله الحاضرون هو :
الاستغفار للميت وهو لا ينفعه ما لم يكن مسلما عند الله فالتلقين لا يفيد بشىء فقد نطق فرعون الشهادة ودخل النار كما قال تعالى :
"وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ"
فالمهم أن يموت الميت على طاعة الله وهى دينه وأما بل ريقه فهو أمر لا يفيده بأى شىء لأنه إما مقدم على الجنة حيث الارتواء العظيم أو مقدم على النار حيث العطش الشديد
وأيضا توجيه للقبلة أو عدم توجيه لها لا يفيد بأى شىء فالمفيد للميت هو عمله كما قال تعالى :
"وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"
ما يُسنُّ للْحاضرين أنْ يفْعلُوهُ عنْد موْت الْمُحْتضر:
سن الفقهاء أن يعمل الحاضرون الموت التالى :
"إغْماض عيْنيْه، والدُّعاء لهُ، وشدّ لحْييْه بعصابةٍ عريضةٍ تُشدُّ في لحْييْه للأْسْفل وتُرْبطُ فوْق رأْسه، لأنّهُ لوْ تُرك مفْتُوح الْعيْنيْن والْفم حتّى يبْرُد بقي مفْتُوحهُما فيقْبُحُ منْظرُهُ، ولا يُؤْمنُ دُخُول الْهوامّ فيه والْماءُ في وقْت غُسْله، ويُليّنُ مفاصلهُ ويرُدُّ ذراعيْه إلى عضُديْه ثُمّ يمُدُّهُما، ويرُدُّ أصابع يديْه إلى كفّيْه ثُمّ يمُدُّها، ويرُدُّ فخذيْه إلى بطْنه، وساقيْه إلى فخذيْه ثُمّ يمُدُّهُما . ويقُول مُغْمضُهُ: " باسْم اللّه، وعلى ملّة رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم. اللّهُمّ يسّرْ عليْه أمْرهُ، وسهّل عليْه ما بعْدهُ، وأسْعدْهُ بلقائك، واجْعل ما خرج إليْه خيْرًا ممّا خرج منْهُ ". ..وعنْ شدّاد بْن أوْسٍ: قال: قال رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم: إذا حضرْتُمْ موْتاكُمْ فأغْمضُوا الْبصر. وإنّ الْبصر يتْبعُ الرُّوح. وقُولُوا خيْرًا، فإنّهُ يُؤمّنُ على ما قال أهْل الْميّت. "
وسيان أغمضت العين أم لم تغمض فالواجب هو تغطية الجسم بما يغطى جسمه وهو الكفن الذى هو ملابسه التى كان يلبسها في حياته وليس غيرها من احضار نسيج جديد وتكفينه به
وأما ما يقال فهو الاستغفار للميت
كشْفُ وجْه الْميّت والْبُكاءُ عليْه:
قطعا كشف وجه الميت وتقبيله عملية سواء حدثت أم لم تحدث هى لا تغير شىء وإنما يفعلها الناس تعبيرا عن محبتهم للميت وقد أجازها الفقهاء بناء على أحاديث مثل :
عنْ جابر بْن عبْد اللّه قال: لمّا قُتل أبي جعلْتُ أكْشفُ الثّوْب عنْ وجْهه أبْكي، ونهوْني، والنّبيُّ (ص)لا ينْهاني، فأمر به النّبيُّ (ص)فرُفع فجعلتْ عمّتي فاطمةُ تبْكي. فقال النّبيُّ صلّى اللّهُ عليْه وسلّم: تبْكين أوْ لا تبْكين، ما زالت الْملائكةُ تُظلُّهُ بأجْنحتها حتّى رفعْتُمُوهُ.
وهو حديث لم يحدث لأن الملائكة لا تنزل الأرض لتظليل الميت لكونها في السماء كما قال تعالى :
"قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا"
|