وكل هذه المخلوقات مختلف أكله والمراد متنوع طعمه ومثال ذلك ثمار النخل فالبلح منه متشابه اللون كالبلح الأحمر أو البلح الأصفر ومنه ما هو مختلف اللون كالأصفر والأحمر ومنه متشابه الطول ومنها مختلف الطول فهناك بلح طويل الثمرة وهناك بلح صغير الثمرة
تشابه القلوب :
إن الكفار فى كل العصور قالوا نفس الطلبات للرسل(ص)ومنهم محمد(ص)مثل طلب تكليم الله أو طلب آية معجزة ومن ثم فأقوالهم متشابهة والقلوب هى الأقوال وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم"
الشبه فى الفقه :
اختلف الفقهاء فى الشبه ما بين نافى وما بين مثبت له ظنيا ويقال أنه اعطاء الشىء حكمه شبيهه القريب وقد استعملوا هذا فى مسائل منها :
قالوا فى كفارة قتل الصيد كما قالت الموسوعة الفقهية الكويتية:
" منْ ذلك جزاء صيْد الْمحْرم، قال اللّه تعالى: {ومنْ قتله منْكمْ متعمّدًا فجزاءٌ مثْل ما قتل من النّعم يحْكم به ذوا عدْلٍ منْكمْ} أيْ يحْكمان فيه بأشْبه الأْشْياء "
وهنا لا يوجد شبه بين الصيد والنعم إلا أن كل منهما حيوان وكلمة النعم تطلق على الأنعام صغيرة وكبيرة ولو قلنا بالحجم فالمسألة لن تصلح لأن الصيد البرى فيه الحيوانات متعددة الأحجام والأنعام ليست متماثلة أى شبيهة بها في الحجم إلا في النادر من الأحوال
المثال الثانى كما قصت الموسوعة في النسب وهو رواية وهو قول الموسوعة :
" ومنْ ذلك في النّسب ما روي أنّ عائشة رضي اللّه تعالى عنْها قالتْ: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم وهو مسْرورٌ تبْرق أسارير وجْهه فقال: أيْ عائشة.، ألمْ تريْ إلى مجزّزٍ الْمدْلجيّ دخل فرأى أسامة وزيْدًا وعليْهما قطيفةٌ قدْ غطّيا رءوسهما وبدتْ أقْدامهما، فقال: إنّ هذه الأْقْدام بعْضها منْ بعْضٍ .
وذلك يدل على أنّ إلْحاق الْقافة يفيد النّسب لسرور النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم به، وهو لا يسرّ بباطلٍ. وقدْ أخذ بهذا جمْهور الْفقهاء خلافًا للْحنفيّة"
قطعا تشابه الأقدام لا يدل على النسب فقد يكونان هناك اثنان يشبهان بعضهما تماما ومع هذا لا يكون هناك نسب بينهما كما في المسيح(ص) وشبيهه
والمثال الثالث هو أن الصفات الجسمية بين المولود وغيره سبب في النسب أيضا وفيه قالت الموسوعة:
" وقدْ قال النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم في قصّة الْمتلاعنيْن: إنْ جاءتْ به أكْحل الْعيْنيْن، سابغ الأْلْيتيْن، مدْلج السّاقيْن، فهو لشريك ابْن سحْماء، فجاءتْ به كذلك، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم: لوْلا ما مضى منْ كتاب اللّه لكان لي ولها شأْنٌ "
والرواية كاذبة فالناس يتشابهون في الأشكال رغم تباعد البلاد وعدم الصلة بينها
والفقهاء عندهم فن اسمه ألأشباه والنظائر وعنه قالت الموسوعة :
"الْمراد بفنّ الأْشْباه والنّظائر في علْم الْفقْه:
10 - الْمراد بفنّ الأْشْباه والنّظائر - كما ذكر الْحمويّ في تعْليقه على أشْباه ابْن نجيْمٍ -: الْمسائل الّتي يشْبه بعْضها بعْضًا مع اخْتلافها في الْحكْم لأمورٍ خفيّةٍ أدْركها الْفقهاء بدقّة أنْظارهمْ .
وفائدته كما ذكر السّيوطيّ أنّه فنٌّ به يطّلع على حقائق الْفقْه ومداركه ومأْخذه وأسْراره، ويتمهّر في فهْمه واسْتحْضاره، ويقْتدر على الإْلْحاق والتّخْريج، ومعْرفة أحْكام الْمسائل الّتي ليْستْ بمسْطورةٍ، والْحوادث والْوقائع الّتي لا تنْقضي على مرّ الزّمان.
وقدْ كتب عمر بْن الْخطّاب إلى أبي موسى الأْشْعريّ: اعْرف الأْمْثال والأْشْباه، ثمّ قس الأْمور عنْدك، فاعْمدْ إلى أحبّها إلى اللّه وأشْبهها بالْحقّ فيما ترى"
قطعا اختلاف المسائل يؤدى إلى اختلاف الأحكام وكل وظيفة الفقيه هو تطبيق أحد الأحكام على الحادثة وفى بعض الأحيان تتشابه المسائل في كون بعضها ينتمى لحكم والبعض ينتمى لحكم أخر ولكن في النهية يختار الفقيه المنطبق على المسألة من كل النواحى وليس من بعضها
هل يوجد 40 شبيه للإنسان ؟
مقولة شائعة أصل لها فى الوحى ولكن هناك عدة أشباه للإنسان ساء كان فى عصره أو فى عصر سابق أو تالى فعيسى (ص) كان له شبيه إسرائيلى هو من اختلط أمره على اليهود وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"ولكن شبه لهم "
كيف يمكن التفرقة بين المتشابهين ؟
المتشابهون فى صورة الجسم خاصة الوجه لابد أن بينهم فروق أولها الفرق الشهير فى البصمات وثانيها فروق جسمية لا يعلمها إلا المعاشرين لكل واحد وكذلك الفروق النفسية والبعض ممن لديهم توائم متشابهة يقومون بعمل فرق جسمى ليعرفوا هذا من ذاك مثل إطالة شعر واحد وتقصير شعر الأخر أو تعمد ترك ظفر طويل فى يد أحدهم مع قص كل أظفار الأخر
ما الواجب عمله فى القضاء لتحاشى عقاب واحد بدلا من شبيهه ؟
يجب أخذ البصمات منذ الولادة ووضعها فى قاعدة البيانات وذلك لتحاشى هذا الخطأ الوارد حدوثه نادرا ولكن يجب سؤال المحيطين بالاثنين أو الأكثر عن عاداتهم ولوازمهم الكلامية حتى يمكن للقاضى التفرقة بين المذنب وغير المذنب
|