وهما نقوله عن أخطاء النسخ أو الطباعة كان موجودا حسب كتب التراث فى مختلف العصور وهم يحكمون فى بعض كتب التصحيف الكثير من تلك النوادر
قال ابنُ دُريد في الجمهرة:
صحّفَ الخليل بن أحمد فقال: يوم بُغاث (بالغين المعجمة) وإنّما هو بالمُهملة.
ونظيرُ ذلك ما أورده العسكري في كتابه (التّصحيف والتحريف) قال:
حدّثني شيخ من شيوخ بغداد قال:
كان حيّانُ بنُ بِشر قد وُلِّيَ قضاء بغداد، وكان من جُملة أصحاب الحديث، فروى يومًا حديثَ أنّ عَرْجَفة قُطِعَ أنفُه يوم الكِلاب، فقال له مُستمليه:
أيها القاضي، إنّما هو يوم الكُلاب، فأمر بحبسه، فدخلَ إليه النّاسُ فقالوا: ما دَهَاكَ؟
قال: قُطع أنفُ عَجْرَفة في الجاهلية، وابتليتُ به أنا في الإسلام.
قال الأصمعيُّ كنتُ في مجلس شُعبة، فروى الحديث، فقال:
(تَسمعون جَرْشَ طير الجنة) بالشّين.
فقلتُ: جَرْس، فنظرَ إليّ وقال: خذوها منه، فإنّه أعلمُ بهذا منا."
ومن ثم لا يمكن اعتبار تلك النقوش دليل على التحريف كما ذهب امبرت وغيره إلى النتيجة التالية :
أن المصاحف الأولى كان بينها اختلافات كثيرة وإنه بتطور الزمن تم القضاء على تلك المصاحف المختلفة وبقى المصحف المعيارى الموجود حاليا
وأن الدليل على وجود تلك الاختلافات هو :
الروايات الموجودة فى كتب الحديث
النقوش التى وجدت فى الخرائب وعلى الصخور فى مواضع متعددة من عالمنا المعاصر خاصة فى المنطقة التى يسمونها بالعربية
قطعا أى كافر لا يمكن أن يكون مدافعا عن القرآن وإنما هم القوم هو :
اظهار أنه محرف ككتبهم التى تم تحريفها
الخلاف هو :
أن كتبهم لا تختلف فى حرف أو حرفين أو كلمة أو كلمتين وإنما تختلف فى جمل وأحداث وأزمنة حتى أن سفر متى وسفر لوقا كل منهما كتب نسبا مخالفا تماما للأخر للمسيح (ص)
أتى هذا الموضوع فى إنجيل متى (1:1 –17 )وفى لوقا (23:3 –38 )والفروق بين النصين هى :
ذكر لوقا الأجيال من آدم (ص)لإبراهيم (ص)بينما لم يذكر متى هذه الأجيال.
أن سجل النسب عند متى من أول داود(ص)حتى يسوع يختلف عما عند لوقا اختلافا بينا وهذه قائمة متى "داود أنجب سليمان من التى كانت زوجة لأوريا وسليمان أنجب رحبعام ورحبعام أنجب أبيا وأبيا أنجب آسا وآسا أنجب يهوشافاط ويهو شافاط أنجب يورام ويورام أنجب عزيا وعزيا أنجب يوثام ويوثام أنجب أحاز وأحاز أنجب حزقيا وحزقيا أنجب منسى ومنسى أنجب آمون وآمون أنجب يوشيا ويوشيا أنجب يكينا واخوته فى أثناء السبى إلى بابل وبعد السبى إلى بابل يكينا أنجب شألتئيل وشألتئيل أنجب زربابل وزربابل أنجب أبيهود وأبيهود أنجب ألياقيم وألياقيم أنجب عازور وعازور أنجب صادوق وصادوق أنجب أخيم وأخيم أنجب اليود وأليود أنجب أليعازر وأليعازر أنجب متان ومتان أنجب يعقوب ويعقوب أنجب يوسف رجل مريم التى ولد منها يسوع الذى يدعى المسيح "(6:1 –17 )وأما قائمة لوقا فسنذكرها من الأسفل لأنه مبدوءة بعكس قائمة متى وهى :
داود أبو ناثان أبو متاثا أبو مينان أبو مليا أبو يونان أبو يوسف أبو يهوذا أبو شمعون أبو لاوى أبو متثان أبو يوريم أبو أليعازر أبو يوسى أبو عير أبو ألمودام أبو قصم أبو أدى أبو ملكى أبو نيرى أبو شألتئيل أبو زربابل أبو ريسا أبو يوحنا أبو يهوذا أبو يوسف أبو شمعى أبو متاثيا أبو مآت أبو نجاى أبو حسلى أبو ناحوم أبو عاموص أبو متاثيا أبو يوسف أبو ينا أبو ملكى أبو لاوى أبو متثاث أبو هالى أبو يوسف .
والاختلاف مظاهره كالتالى :
عدد الأجيال فى قائمة متى 27 وعدد الأجيال فى قائمة لوقا 41 وذلك من أول داود(ص)لأنهم 41 عند لوقا ككل .
تختلف القائمتان فى كل الأسماء عدا أربعة هم أول القائمة وهو داود (ص)وأخر القائمة هو يوسف وشألتئيل وابنه زربابل .
ونحب أن نذكر أمرا هاما هو أن متى أخطأ فى عد الأجيال من المسيح(ص)إلى السبى البابلى فهو يقول "فجملة الأجيال من إبراهيم إلى داود 14جيلا ومن داود إلى السبى البابلى 14 جيلا ومن السبى البابلى إلى المسيح 14 جيلا "(17:1)فقد جعلهم 14 جيلا بينما هم 13 جيلا فقط وللقارىء أن يعدهم فى النص وهو "وبعد السبى إلى بابل يكينا أنجب شألتئيل وشألتئيل أنجب زر بابل وزربابل أنجب أبيهود وأبيهود أنجب ألياقيم وألياقيم أنجب عازور وعازور أنجب صادوق وصادوق أنجب أخيم وأخيم أنجب أليود وأليود أنجب أليعازر وأليعازر أنجب متان ومتان أنجب يعقوب ويعقوب أنجب يوسف رجل مريم ".
وما ذكره أمبرت ومن قبله أمثاله من النصارى واليهود المهتمين بدراسة الإسلام لتشويهه لا يعدو كونه اختلافا لا يغير المعنى لأنه مجرد حروف أو كلمة هنا أو كلمة هناك أو تغيير المعنى من غائب لحاضر ولكن يظل المعنى واحد فى النهاية بينما كلمة واحدة فى كتبهم تغير المعنى عندما يقصد بالإله بشرى كالمسيح(ص)بدلا من الله
|