ولو تمسكنا بالإسلام لاستطعنا مواجهة كل القوي الكافرة ليس إسرائيل فقط وإنما الشرق والغرب معا؛ لأن الإسلام بما يمتلكه من قوة إيمانية ومعنوية عالية يستطيع حسم الكثير من الخلافات ووضع حد للمشاكل والصعوبات التي تعاني منها الأمة كما أن الإسلام هو القوة القاهرة التي تتكفل الوقوف بوجه كل المستكبرين والطغاة
وما إسرائيل إلا (نصل) للأنظمة الطاغوتية، وكل قوي التجبر العالمي موجه إلي صدر الإسلام والمسلمين، وسننتصر بعون الله، وستنجلي هذه الغمة في الغد القريب ان شاء الله إذا اهتم المسلمون وتضامنوا وعملوا جادين في سبيل ذلك"
ويضحكنا الشيرازى بأن يطلب منه أن ندعو الله لإزالة إسرائيل ومن يناصرها فيقول:
وعلينا بالدعاء أيضا مبتهلين ومتضرعين إلي الباري عزوجل طالبين منه المدد لنصرنا علي كل هذه الدوائر التي أحاطت بالإسلام
«اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا (ص)وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وشدة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصل علي محمد وآله، وأعنا علي ذلك بفتح منك تعجله، وبضر تكشفه، ونصر تعزه، وسلطان حق تظهره، ورحمة منك تجللناها، وعافية منك تلبسناها، برحمتك يا أرحم الراحمين»"
وهو كلام يذكرنا بمشايخ السلطة عندما يدعون على الظالمين والكفار وما زال الناس يدعون من قرن وأكثر على إسرائيل وعلى حكامهم وعلى حكام الكفار فهل تغير شىء؟
قطعا لا لأن التغيير يكون جماعيا يتطلب عودتنا لدين الله والقضاء على العدو الداخلى أولا وهم حكام المنطقة فلو زالت الحكام وجيوشهم لسقطت إسرائيل فى ساعة
والرجل لم يعطينا الحكم مباشرة فى المسألة ولكنه ذكرنا بآيات القرآن فى عدم موالاة الكفار فقال :
"من هدي القرآن الحكيم
النهي عن موالاة ومودة الكافرين
قال سبحانه: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصاري أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم"
وقال تعالي: "يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق"
وقال عزوجل: "فلا تكونن ظهيرا للكافرين"
وقال سبحانه: "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء"
وقال تعالي: "أشداء علي الكفار رحماء بينهم"
اليهود والفساد
قال سبحانه: "وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين"
وقال تعالي: "وقضينا إلي بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا"
وقال سبحانه: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"
وقال عزوجل: "ولتجدنهم أحرص الناس علي حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون"
ذم المكر والسعي في الفتنة
قال تعالي: "وما كيد الكافرين إلا في ضلال"
وقال سبحانه: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
وقال عزوجل: "ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون " فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين"
من هدي السنة المطهرة
النهي عن موالاة أعداء الله
قال رسول الله (ص): «إني بريء من كل مسلم نزل مع مشرك في دار حرب»
وقال أمير المؤمنين «من أتي ذميا وتواضع له ليصيب من دنياه شيئا ذهب ثلثا دينه»
وقال الإمام الرضا «ومن والي أعداء الله فقد عادي أولياء الله، ومن عادي أولياء الله فقد عادي الله تبارك وتعالي، وحق علي الله عزوجل أن يدخله في نار جهنم»
الاستسلام والغدر والخيانة
قال أبو عبد الله «قال رسول الله (ص): يجيئ كل غادر بإمام يوم القيامة مائلا شدقه حتي يدخل النار»
وقال الإمام أمير المؤمنين «جانبوا الخيانة فإنها مجانبة الإسلام»
وقال «ألا وان الغدر والفجور والخيانة في النار»
وقال «رأس النفاق الخيانة»
معرفة العدو ومعاملته
قال رسول الله (ص): «ألا وان اعقل الناس، عبد عرف ربه فأطاعه، وعرف عدوه فعصاه»
وعن الإمام أمير المؤمنين قال: «لا تغترن بمجاملة العدو فانه كالماء وإن أطيل اسخانه بالنار لم يمنع من اطفائها»
العودة إلي حكم الإسلام
عن الإمام الحسين قال: «لو صبرتم علي الأذي وتحملتم المؤونة في ذات الله، كانت أمور الله عليكم ترد وعنكم تصدر، وإليكم ترجع، ولكنكم مكنتم الظلمة من منزلتكم واستسلمتم أمور الله في أيديهم، يعملون بالشبهات ويسيرون في الشهوات، سلطهم علي ذلك فراركم من الموت واعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم» "
ومجمل الكلام هو رفض الصلح مع إسرائيل وهو كلام لا يتفق مع كتاب الله فأولا لكى يصح الكلام لابد من وجود دولة للمسلمين وهى دولة لا وجود لها من قرون طويلة
ومن ثم فالصلح الذى يتم حاليا ليس بين المسلمين وبين إسرائيل وإنما هو صلح بين حكام المنطقة وبين إسرائيل
وأما إذا وجدت دولة المسلمين فساعتها يطبق كلام الله وهو :
إذا حاربنا إسرائيل وانتصرنا وطلبت الصلح وجبت مصالحتهم كما قال تعالى :
"وإن جنحوا للسلم فاجنح لها "
وبعد الصلح إن نقضوا بند من عهد السلام حقت الحرب معهم مرة أخرى على الفور ولا مجال للمصالحة مرة أخرى حتى يستسلموا ولا تكون لهم دولة فيدخلوا تحت حكم المسلمين لأنهم كما قال الله فى الكفار :
" وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ "
الصلح وهو عقد السلام يكون من المسلمين عند انتصارهم وليس كما هو حاليا مع هزيمة دولة المنطقة وفى هذا قال تعالى :
" فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون"
|