نقد الخطبة الإلهامية من أدلة صدق المسيح الموعود
نقد الخطبة الإلهامية من أدلة صدق المسيح الموعود
المؤلف هو هانى طاهر وهو من دعاة الأحمدية وهى الفرقة التى أسسها ميرزا غلام أحمد الذى ادعى المهدية كونه المسيح المنتظر منذ حوالى قرن ونصف تقريبا في اقليم البنجاب عندما كانت الهند وباكستان دولة محتلة واحدة
الغريب في الأمر أن الفرقة أى الديانة الجديدة اعتنقت مذهب غريب وهو منع الجهاد واعتبرت نفسها الأمة المسلمة رغم أن كل المسلمين على اختلافهم ينكرون كون تلك الفرقة مسلمة وفى نفس الوقت تقريبا ظهر مذهب اللاعنف في الهندوسية على يد المهاتما غاندى والغريب أن الإنجليز عندما قرروا الخروج من الهند أعطوا السلطة لمن حرموا العنف والجهاد
ومن يتابع ما يسمى باستقلال دول آسيا وأفريقيا سيرى سياسة عجيبة من قبل المحتلين فمعظم البلاد التى استقلت هنا وهناك أعطيت السلطة فيها للسياسيين الذين لم يكونوا يحاربون المحتل وإنما من كان يشاركونه الحياة السياسية ولم يكن غريبا أن تعطى السلطة أحيانا للأقلية كما حدث مع سنجور النصرانى الذى ارتد عن الإسلام في السنغال وكذلك حدث هذا في غانا وساحل العاج وتنزانيا حيث أعطيت السلطة للنصارى من أهل البلاد رغم أن أكثرية المواطنين كانوا مسلمين
لماذا هذا الكلام رغم أنه يبدو بعيدا عن موضوع الكتاب؟
لأن حقيقة الاحتلال كانت تقوم على زرع على ألغام في كل مكان حرصا على اختلاف أهل كل بلد فيما بعد مع بعضهم وحرصا على وجود عملاء لهم يفعلون لهم ما يريدون في أى وقت ولأحدهم كلمة في استقلال مصر تلخص تلك السياسة تقول :
" خرج الإنجليز الحمر وجاء الإنجليز السمر "
وهى كلمة صادقة فما زالت كل بلادنا محتلة رغم وثائق الاستقلال والثورات المزعومة فمن يحكموننا ليسوا من المسلمين على الإطلاق وكل سياساتهم تصب في مصلحة الكفار
غلام أحمد هو عميل انجليزى زرعه القوم لاحداث فتنة بين المسلمين وتفرقتهم في الهند وقد سعوا إلى حمايته بكل السبل وهو الأخر اعترف في كتبه بسلطتهم مع أن المفروض حسب الوحى المزعوم عنده أن يكون هو السلطة المطلقة باعتبار المسيح والمهدى في نفس الوقت
هانى طاهر وهو واحد من أنشط دعاة الأحمدية في عصرنا يحدثنا عن غلام أحمد ألقى خطبة دون اعداد مسبق وهانى اعتبر أن يلقى أحدهم خطبة مرتجلة هو معجزة فقال :
"ملخص هذه المعجزة أن المسيح الموعود قد ألقى خطبة طويلة ارتجالية باللغة العربية البليغة المليئة بالمعاني من دون أي تحضير
وقد كتب المسيح الموعود عن هذه الخطبة ونشرها في حياته، وكتب أنه شاهد إلقاءها قرابة مائتي شخص، ولم يعترض على هذا القول من معاصريه أحد وهذا دليل دامغ على صحة الواقعة ثم رواها عدد من صحابته بحضور صحابة آخرين، ونشرت أقوالهم، ولم يعترض أحد، فكانت هذه شهادات إضافية لما هو دامغ."
وهو كلام لا قيمة له فهناك ألوف مؤلفة من الخطب ألقيت دون إعداد مسبق ومع هذا لم يقل أحد ما عن خطبة أنها معجزة أى أمر خارق
والعجيب أن شهود مائتى شخص للخطبة يعد شهادة دامغة على صحتها وهو كلام لا قيمة له فهناك خطب كثيرة مسجلة تلفزيونيا حضرها الملايين ولم يعتبر أحد ان حضور هذا العدد دليل على اعجاز الخطبة
ويخبرنا هانى أن غلام كتب على غلاف كتاب الخطبة أنها وحى من الله فقال :
"وقد كتب المسيح الموعود على غلاف هذه الخطبة:
"هذا هو الكتاب الذي ألهمت حصة منه من رب العباد، في يوم عيد من الأعياد فقرأته على الحاضرين، بإنطاق الروح الأمين، من غير مدد الترقيم والتدوين فلا شك أنه آية من الآيات، وما كان لبشر أن ينطق كمثلي مرتجلا مستحضرا في مثل هذه العبارات وكان الناس يرقبون طبعه رقبة يوم العيد، ويستطلعون بعيون المشتاق المريد فالحمد لله الذي أراهم مقصودهم بعد الانتظار، ووجدوا مطلوبهم كبستان مذللة أغصانه من الثمار، وإنه صنيعة إحسان الحضرة، ومطية تبليغ الناس إلى السعادة، وإنه غيث من الله بعدما أمحلت البلاد، وعم الفساد، ولن تجد لهذه المعارف في الآثار المنتقاة المدونة من الثقاة، بل هي حقائق أوحيت إلى من رب الكائنات وإنه إظهار تام، وهل بعد المسيح كتم، وهل بعد خاتم الخلفاء على السر ختم؟ وليس من العجب أن تسمع من خاتم الأئمة نكاتا ما سمعت من قبل من علماء الملة، بل العجب كل العجب أن يأتي المسيح الموعود والإمام المنتظر وحكم الناس وخاتم الخلفاء، ثم لا يأتي بمعرفة جديدة من حضرة الكبرياء، ويتكلم كتكلم العامة من العلماء، ولا يفرق فرقا بينا بين الظلمة والضياء وإني سميت هذه الرسالة: خطبة إلهامية .. وإني علمتها إلهاما من ربي وكانت آية."
وغلام هنا معترف بأن الخطبة معدة وليست ارتجالية بقوله" فقرأته على الحاضرين"
فالخطبة المرتجلة لا تقرأ من كتاب وإنما تلقى هكذا دون كتاب أو ورقة مسجلة فيه
والعجيب أن غلام المزعوم كما قال هانى ألقى الخطبة اللغة العربية رغم أن الحاضرين ى يتكلمون اللغة العربية فقال :
"كما كتب المسيح الموعود ما تعريبه: "في صباح عيد الأضحى تلقيت إلهاما يقول: ألق كلمات بالعربية (تكلم شيئا بالعربية) فتم إخبار كثير من الأحباب بذلك، ولم أكن قد ألقيت أي خطاب بالعربية من قبل، ولكن قمت في ذلك اليوم بإلقاء خطبة العيد بالعربية، فأجرى الله على لساني كلاما عربيا بليغا فصيحا مليئا بالمعارف وقد سجل في الكتاب (الخطبة الإلهامية)، وهو خطاب يبلغ عدة صفحات، وألقيته ارتجالا دفعة واحدة واقفا وقد سماه الله تعالى في وحيه آية؛ لأن هذا الخطاب الارتجالي قد ظهر بمحض قدرة الله تعالى. إنني لا أصدق أبدا أن أديبا عربيا من أهل الفصاحة والعلم يقدر على أن يقف ويلقي مثل هذه الخطبة ارتجالا. (نزول المسيح، الخزائن المجلد 18، ص588)"
وهذا الكلام يجعل شهود الخطبة المائتين لا قيمة لهم لأن الخطيب تكلم باللغة العربية التى لا يعرفونها إذا هم لم يسمعوا ما قاله لأن ما قاله ليس بلغتهم فكيف يكون الإنسان سامعا لشىء يجهله لفظا ومعنى
والأعجب في كلام غلام أنه لا يعرف هل كان المتكلم أم واحد من الملائكة والمفروض إذا أن يعرف فإن كان هو المتكلم فهو من خطب وإن لم يكن هو فهو كاذب عندما يتكلم واحد غيره وينسب الكلام لنفسه في القول :
"وكتب المسيح الموعود ما تعريبه: "في يوم 11 إبريل (نيسان) 1900م صباح عيد الأضحى تلقيت إلهاما: "اخطب اليوم بالعربية، قد أعطيت القوة". وتلقيت إلهاما (بالعربية): "كلام أفصحت من لدن رب كريم" ... فقمت بعد صلاة العيد لإلقاء الخطبة باللسان العربي، ويعلم الله أنني أوتيت قوة من الغيب والخطاب العربي الفصيح الذي كان يخرج من فمي ارتجالا كان خارج نطاق قدرتي كلية ولا أظن أبدا أن شخصا في الدنيا يقدر -من دون إلهام رباني خاص- على إلقاء خطاب بهذه الفصاحة والبلاغة يبلغ عدة صفحات من دون أن يكتبه على ورق أولا.
عندما ألقيت هذه الخطبة العربية التي سميت (خطبة إلهامية) بين الناس كان عدد الحضور قرابة مائتي شخص .. سبحان الله! كانت عين غيبية تتدفق عندئذ، ولا أدري ما إذا كنت أنا المتكلم أم كان ملاكا يتكلم بلساني؛ لأنني كنت أعلم أن لا دخل لي في هذا الكلام كانت الجمل الجاهزة تخرج من فمي تلقائيا وكل جملة منها كانت آية لي ... إنها معجزة معرفية أراها الله تعالى، ولا يستطيع أحد أن يقدم نظيرها. (حقيقة الوحي، الحزائن الروحانية، المجلد 22، ص375 - 376)"
|