الثالث: أنه يثقل عن الطاعة. الرابع: أنه إذا سمع كلام الحكمة لا يجد له رقة. الخامس: أنه إذا تكلم بالموعظة لا يقع في قلوب الناس. السادس: أنه يهيج فيه الأمراض[إحياء علوم الدين للغزالي] هذا كله في حالة الإكثار من الطعام الحلال، أما الحرام فالأمر أشد وأنكى ... ويكفي أن تستمع -يا أخي المسلم- إلى قول المصطفى (ص)«كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به» [أخرجه أحمد]" والحديث الأخير لا يصح لأن طبقا له سيكون إبراهيم (ص) من أوائل من يدخلون النار لأن جسده نبت من مال حرام هو مال بيع والده للأصنام وكذلك موسى(ص) الذى تربى بمال حرام هو مال فرعون ثم قال : (4) التكاسل في الطاعات وارتكاب المحرمات ومن أكبر المحرمات بعد الشرك بالله: التهاون بالصلاة إما بتركها بالكلية -نسأل الله السلامة من الكفر وأهله- أو التهاون بصلاة الجماعة، واسمعوا تحذير المصطفى (ص)من غلبة الشيطان على الإنسان بسبب التهاون في الصلاة، يقول (ص)«ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية»[أخرجه أحمد]. ومن المحظورات أيضا: التعامل بالربا، وفيه يقول الحق تبارك وتعالى: { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } وبالجملة فالوقوع في المآثم والمحرمات سبب جالب لسيطرة الشيطان على الإنسان، واقرءوا إن شئتم قوله تعالى: { هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم } (5) الرفيق السيئ وللشيطان مدخل عن طريق رفقة السوء، وكيف لا يكون ذلك وهم يزينون لك المنكرات ويبغضون إليك الطاعات...؟ وكم من لبيب أودت به رفقة السوء إلى سفاسف الأمور بدل أن كان يعيش في معاليها... وكيف لا يكون ذلك من مداخل الشيطان والرسول (ص)يصف الجليس السوء بنافخ الكير الذي إن لم يحرق ثيابك أصابك من رائحته الكريهة؟! وكيف لا تنتهي عن قرناء السوء والله تعالى يقول: { وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين } وما موقفك يوم القيامة حين تعض على يديك وتقول: { يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا } (6) وهناك مداخل أخرى للشيطان كالبخل، والحسد، والحرص، والدرهم والدينار، والتعصب للهوى والمذهب، والتفكر في ذات الله، وسوء الظن بالمسلمين إلى غير ذلك." والمداخل ليست كما قال الجار الله وإنما المداخل هى إما التزيين تزيين الشهوات وإما التخويف من طاعة الله وتحدث عما سماه وسائل العلاج والحقيقة أنها وسيلة وحيدة هى طاعة أحكام الله وهى ما يسمى ذكر الله وفى وسائله قال : "وسائل العلاج للخلاص من كيد الشيطان هناك عدة وسائل -سبقت الإشارة إلى شيء منها- وأجملها لك فيما يلي: (1) المداومة على ذكر الله يقول أصدق القائلين: { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } والشيطان يعيش بمعزل عن الذي يذكر الله تعالى، ذلك لأن الذكر يحوط الإنسان ويحفظه، ومثله -كما جاء في الحديث-: «كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى» [أخرجه أحمد والترمذي]. وفي اللحظة التي يتخلى الإنسان فيها عن الذكر يسلط الله عليه الشيطان { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين } وإذا تسلط الشيطان على الإنسان أنساه ذكر الله{ استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله }وذكر الله ينبغي أن يلازمه المرء في كل حال من أحواله قائما وقاعدا، وعلى جنبه، وفي الشارع، وفي منزله، وأثناء العمل. وإليك هذا الأدب من الذكر الذي تغيظ به الشيطان ... جاء في الحديث: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عز وجل عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء» [رواه مسلم]." والخطأ فى الحديث أن الشيطان يهرب إذا ذكره الإنسان عند دخوله وطعامه وهو يخالف وجود الشيطان مع الإنسان فى كل لحظة من لحظات حياته بدليل قوله تعالى "قال قائل منهم إنى كان لى قرين "فالقرين هو الملازم للإنسان وهو شيطانه الممثل فى شهواته ثم قال : "أما إذا أردت أن تحمي ذريتك من الشيطان فلا تنس أن تقول عند الجماع: «باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا» فإنه كما جاء بالحديث: «إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبدا» [أخرجه البخاري ومسلم]." وهذا الحديث لا يصح فمن أين أتى ابن نوح(ص) الكافر وأبوه مسلم؟ ومن أين الولد الكافر الذى استغاثا أبويه بالله منه كما قال تعالى : "والذى قال لوالديه أف لكما أتعداننى أن أخرج وقد خلت القرون من قبلى وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين أولئك الذين حق عليهم القول فى أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين" ثم قال : (2) المحافظة على الاستغفار وهذه نعمة كبرى تستطيع عن طريقها تفويت الفرصة على الشيطان يقول (ص)«إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني» [أخرجه أحمد]. فأي شيء يكلفك الاستغفار سوى أن تقول: «أستغفر الله» وتحضر قلبك لما تقول، والله يقول: { ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما } (3) التعوذ بالله من الشيطان يقول تعالى: { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله } واسمع إلى هذه القصة وهدي الرسول (ص)فيها: عن سليمان بن صرد قال: كنت جالسا مع النبي (ص)ورجلان يستبان فإحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه، فقال النبي (ص)«إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان، ذهب عنه ما يجد» [رواه البخاري]. ومما يفيد في حال الغضب تغيير الحالة التي عليها الإنسان، فإن كان قائما فليجلس فإن ذهب وإلا فليضطجع، وإن كان يتكلم فليسكت. (4) قراءة القرآن يقول تعالى: { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } أخي المسلم: * احرص على قراءة سورة البقرة فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه، كما جاء ذلك في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه. * وإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه كما جاء في الحديث: «لا يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح» [أخرجه البخاري]. * أما الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة فقد جاء في فضلهما أنهما لا تقرآن في دار ثلاث مرات -وفي لفظ- ثلاث ليال، فيقربها شيطان. * ولا تنس سورة الإخلاص { قل هو الله أحد } «التي تعدل ثلث القرآن» والمعوذتين اللتين أمر النبي (ص)بقراءتهما دبر كل صلاة، وقال في شأنهما: «ما تعوذ الناس بأفضل منهما» [أخرجه النسائي]." وكثير مما ذكره فى وسائل سبق أن ذكره سابقا كما سبق مناقشة الكثير من الأحاديث التى استشهد بها على صحة كرمه وهى لا تصح ونصح المؤلف القراء أن يعملوا بما قال وأن يعلموها لغيرهم فقال : هذه بعض الوسائل التي تيسر جمعها، ولا شك أن هناك الكثير غيرها، وأخيرا فاحرص أن يكون لك -يا أخي المسلم- نصيب من هذه الإرشادات غير نصيب القراءة، ...وإنه لمن علامة الخير أن تلتزم بتلك التوجيهات أو على الأقل ببعضها.. وأن تقدمها إلى غيرك ليستفيد منها، هذا إن كنت ممن يشكو عداوة الشيطان ويبحث عن العلاج، أما إن كنت لم تشعر بعداوته لك، فلعل هذه الكلمات أن توقظك من رقدتك وتهديك إلى طريق ربك، واختر لنفسك ما تشاء من أصناف البشر الذين هم على ثلاثة أصناف: صنف كالبهائم كما قال تعالى: { لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل } وصنف أجسامهم أجسام بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين، وصنف في ظل الله تعالى يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله." وهذا التصنيف للناس كالبهائم ومن روحهم شياطين ومن فى ظل الله يخالف تصنيف كتاب الله فى كون صنفين مسلمين المقربون وأهل اليمين وصنف أهل الشمال أو المشئمة كما قال تعالى : "وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون أولئك المقربون فى جنات النعيم" ثم تحدث عما سماه حروز وعزائم فقال: "حروز وعزائم: 1- صلاة أربع ركعات أول النهار (قيل: هي صلاة الفجر وسنتها، وقيل: هي صلاة الضحى). 2- قراءة آية الكرسي عند النوم فمن قرأها لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح. 3- قول: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. 4- كف الصبيان عند إقبال الليل وانتشار الشياطين. 5- ترك النوم إلى الصباح. 6- اتقاء مواطن الشبهات. 7- ترك قول (لو) إذا أصابك شيء ولكن قل: «قدر الله وما شاء فعل». 8- رد التثاؤب. 9- الاستنثار عن الاستيقاظ من النوم. 10- الأذان يطرد الشيطان." وهذه العزائم والحزور كلام مخالف لكتاب فما يرد الشيطان شىء واحد وهو عصيان الشيطان واتباع المنزل من الله كما قال تعالى : " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم "
|