حزب الله على لا ئحة الإرهاب
اتفقت حكومات الاتحاد الأوروبي بالإجماع على وضع الجناح العسكري لحزب الله في قائمة الإرهاب. لم يكن هذا القرار ممكنا لو لم يقتنع الاتحاد الأوروبي بعد شهور من المناقشات أن حزب الله متورط في الإرهاب فوق التراب الأوروبي.
لقد اتخذ القرار بعد أكثر من خمسة أشهر من تصريح الحكومة البلغارية بأن حزب الله وراء تفجير الحافلة التي قتلت خمس إسرائيليين وسائقهم في مدينة بورغاس البلغارية. بالإضافة إلى ذلك، حكمت محكمة قبرصية مؤخرا على عضو من حزب الله بأربع سنوات سجن بتهمة التآمر لقتل إسرائيليين في دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
ما أخر هذا القرار كانت التعقيدات المحتملة التي يمكن أن تواجه القوات الأوروبية في جنوب لبنان ، بالإضافة إلى انخراط حزب الله في تقديم خدمات اجتماعية وتقديمات صحية للناس. ولكن الموازنة بين هذه التهديدات في النهاية وبين التورط المتنامي لهذه المجموعة في النشاطات العسكرية مال لصالح اتخاذ القرار.
لقد حثت الولايات المتحدة في الماضي الإتحاد الأوروبي على اعتبار حزب الله منظمة إرهابية. والولايات المتحدة لم تضع حزب الله على لائحة الإرهاب لإرضاء إسرائيل أو لأسباب إسرائيلية فقط كما يحلو لقائد حزب الله أن يقول. على الجميع أن يتذكر أن الولايات المتحدة كانت هدفا لهجمات هذه المجموعة منذ 1983. ففي أيلول 1983 ، أدى انفجار شاحنة محملة بالمتفجرات إلى تسوية الثكنات التي كان يقيم فيها المارينز الأمريكيون والمظليون الفرنسيون في بيروت بالأرض ( قتل 241 ثم 58 شخصا) ؛قبل ذلك بعدة أشهر أدى هجوم على السفارة الأمريكية في بيروت إلى قتل 60 شخصا. وفي الواقع لقد اعتبرت الولايات المتحدة أن حزب الله مسؤول عن العشرات من الهجمات القاتلة ومن ضمنها اغتيال رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت مالكولم كير عام 1984 ؛واختطاف طائرة تي دبليو إي الذي قتل خلاله عنصر من البحرية الأمريكية كان على متن الطائرة؛ تفجير ثكنات القوات الجوية الأمريكية في الظهران في السعودية عام 1996 والذي قتل فيه 19 شخصا. التفجيرات التي طالت مراكز يهودية في بيونس آيرس في الأرجنتين والتي قتل فيها 114 شخصا في أوائل التسعينيات كانت جرائم إضافية ترتكب بحق أناس أبرياء. لذلك كله كان حزب الله من بين الأعضاء الأوائل الذين أدرجوا على لائحة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية منذ عام 1999. أزيل عن اللائحة لمدة قصيرة بعد أن قام بإدانة هجمات 11 أيلول 2001.
إن حزب الله هو عدو لدود للولايات المتحدة، وحليف مخلص لإيران وشريك للجيش السوري في محاولاته سحق الانتفاضة ضد بشار الأسد؛ من الطبيعي أن الولايات المتحدة ستلاحق حزب الله وتستخدم الوسائل الدبلوماسية لمزيد من الضغط على هذا الحزب. ربما يشكل هذا رسالة لحزب الله بأن الأفضل لهم التخلي عن العنف وعن السلاح والتحول إلى جزء سياسي من النسيج السياسي اللبناني.
|