العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 18-07-2011, 01:37 PM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي خصيان السلطان

معنى الخصيـان ليس ما يتبادر إلى ذهـن العامة عندنا في الخليـج _ مع أنَّ لذلك الشـيء ! علاقـة وطيـدة بتخريب السلطة في بلادنا العربية لرسالة الأمـّة الحضاريـّة إلى حـدّ كبير أيضا ، لكنَّه ليس موضوعنا في هذا المقال _ بل المعنـى أولئك الذين كانت السلطة فيمـا مضـى تمـلأ بهـم قصر زعيمهـا من (المخصييّـن ) ، لتكتمل لـه شهوة السلطة ، وتتـمّ له أبهة الإستبداد ، ويشعـر بفيضان مظاهـر الدكتاتورية (المعصوميـّة ) في نفسه المريضـة !!

وكانوا متوافـريـن في كلّ مكان ، وزمـان ، عند الزعيـم ، إلى أريكته ، وفي إيوانـه الخاص ، وفي قسم الحريم ، وحتـى داخل غرفة النوم ، فقد كانوا يخدمـون ثـَمَّ أيضا ، ولهذا هـم مخصيُّون ، لايشعرون بشـيء ، ولايتحـرَّك بهم ساكنٌ بالنسبة للنسـاء ، ولايغـارون ، ولايغـار منهم !!

وهذا هو القاسم المشترك بين مخصيّي قصور هذا الزمان ، وذلك الزمان ، أعني أنّ جين الغيرة غيـر موجود ،

ولهـذا فإذا أردت أن تعرف من هم حول أنظمـة هذا الزمان ، فإنتفـاء الغيـرة هـو أوضح ما تعرفهم به ، فهم الذين لاغيـرة لهم على هويـّة الأمـة ، ولا كرامتهـا ، ولا حقوقها _ ولو امتلأت السجون بمعتقلـي الرأي ، والمظلومين ، فلا تتحرك منهم شعرة _ ، ولا يهمّهم سوى البقاء حول الزعيـم ، ينتفعون بما يلقى إليهم منـه من كسبه الحرام الذي يسرقه من ثروة الأمـة !

وهم أقسام : منهم مـن يتعـرّض لخصـاء ديني ! ليطوّع الدين للسلطة ، وهؤلاء قـد كُثـر عليهم الطلب هذه الأيـام ، بسبب حضـور (التديـُّن الفحل ) في الأمـّة بقـوّة ، أعني فكـر ( التغييـّر لإعادة نهضة الأمة ) .

ومنهم مـن يتعـرّض لخصـاء هويّـة وفكـر ، ومنهم من يتعرض لخصـاء فحسـب ، فهـو لايدري كيف ، ولماذا تـمّ خصاؤه ! لكنه يدري المطلوب منه تماما : أن يجعل من يأتمرون بأمره أيا كانوا ( عشيرة ، قبيلة ، أتباع .. إلخ ) يخضعون للسلطة خضوعا تامـا ، كخضوع الغنـم للـ( مريـاع ) !!

ولهـذا .. فـلا يظـنّ الظـانّ أن ( خصيان السلطان ) ، قـد اختفـوا في هذا العصر ، بل تكاثـروا جداً ، تكاثـرَ الأرانـب _ لاكثَّرهـم الله _ حتى غـدوْا يحيطون بالسلطة في بلادنـا العربية ، من الخليج إلى المحيـط _ وإن بدأوا يتحاتـُّون كما تتحاتّ أوراق الشجـر مع هـذه الثورات المباركـة نسـأل الله أن يمدُّهـا مـداً ، ويمطّهـا مطّـا ، ويشـدّ أزرَها شـدّا _ وهـم فـي الحقيقة من الأسباب الرئيسة لتدهور حالة الأمّـة ، فـي قضايـا ثـلاث هي من أهـم مظاهـر تخلّفهـا :

قضية (معتقلي الرأي) ، و( شرعية السلطة ) ، وثلاثيـة : ( العدالة ، والكرامة ، والحقوق) _ والحرية من أهم الحقـوق _ مـع أنّ هذه الثلاثة أيضـا مرتبطة ببعضـها ، فمعقتلو الرأي في البلاد العربية من ضحايا إنتهاك الكرامة ، والحقوق ،

إذ كان أعظم إنتهاك لكرامة الإنسان مصادرة حقّه في أن يفكـّر ، ويعبـّر عن فكره ، ولو كان ذلك في إنتقـاد السلطة ، من رأسها إلى (كرياسها) و( خصيانهـا ) .

وكـذا فقدان السلطة شرعيّتها هـو من تداعيات مصادرة حقـوق الشعب ، وكرامتـه ، فلامهانة أشنع من أن يتحكَّم بهـم من تسَلـَّط ، والأصح سُـلّط عليهم ، من غير حولٍ منهم ، ولا قـوَّة !

وكـلّ ذلك بسبب غياب العدالة بمعناها العام الواسع الذي هو ( لا حـقّ إلاّ لمستحقّه ، ولا أحـدٌ في غيـر محلّـه ) ، وعبـّر عنـه الحديث الشريف : ( إذا وُسِد الأمرُ لغيـر أهله ).

أما كيف جاءت العلاقـة بين خصيان السلطان ، وهذا كلـُّه ؟؟!

فإليكم البيان :

كانت الأمـّة _ إلاّ من رحـم ربّك _ مسلوبة الإرادة ، مستعبـدة ، فقيرة ، جاهـلة ، متخلّفـة ، إلى درجـة أنها لاتعرف حتـى مقدار ثروتها في أرضـها ، فهي مملوكة بالكامـل للأجنبي المغتصـب ، ولم تكـن تملك من أمرها شيئا ، وذلك إبـّان الإستعمار الغربـي ،

حتى جاءت مرحلـة جديدة في العالم العربي ، فتشكّلت الدول العربية ، وصار إليها آلـة الدولة ، بما تحمـل هذه الكلمـة من إمكانات هائلـة ، ومن أهمها الثروات ، وصار لها جيوش ، وترسانة من الوسائل التي تمكّنها من التحكُّم بالمجتـمع .

غير أنّ الحقيقـة التي لاتخفـى أن يـدّ المستعمر الذي رحـل ، قـد بقيت تتصرَّف إلى حـدّ كبيـر في الدول العربية ، بحيث يضمن المستعمـر إضعاف الأمـّة ، وبقاء تفوُّقـه عليها ، وتدفـُّق أطماعه _ لاسيما الثروة _ إلى ما أسماه مركز العالم أي عواصـم الغـرب ، وضمان أمن وجود ، وإستمرار ، وإستعـلاء الكيان الصهيوني ، الحليف الإستراتيجي الذي يشاركه العداوة التاريخية مع أمّتنا .

ولم يكن ليتم له ذلك إلاّ بزعمـاء يتحكـّم هـو بهم ، ويُنيط بهـم باقي المهمّة ، أعني تحقيـق سائـر أهدافه ،

إذ لو تركت الأمة وإختيارها ، لاختارت عـزَّها ، وأبت إلاّ استعلاءها بحضارتها ، ولذهبت كلُّ أطماع المستعمر أدراج الريـاح .

وهنا جاء دور الخصيــان !!

فلم يجـد الزعـماء بـدَّا من إستعارة فكرة (خصيان السلطان ) لتحقيـق رغبـة الغرب والأمريكـان !

وهكذا نـفقت تجارة ( خصيان السلطان ) ، وازدهـر سوقُهم ، ووضعت عليهم الشارات ، وألبسوا الأوسمـة ، و( البشـوت ) ، ووُسموا بأفخـم العبـارات !
.
هذه هي قصـة خصيان السلطـان.
.

أمّـا عن علاقتهـم بقضية المعتقلـين الـتي طفحت بها السجـون.

فلـن نجـد بـداً من القول : إنّ الحقيقة التي يجـب أن يعيها حملة مشروع الإصلاح والتغييـر في بلادنا العربية ، حـقّ الوعـي ، فهـي أنـه لن يكون لقضية المعتـقلين حـلّ ، إلاّ بحـلّ معضلة ( شرعية السلطة ).

وهي أيضا المشكلة الأمّ ، التي إذا حلُّـت في بلادنا ، ستحلّ جميع مشكلاتنا ، وتطيح كلّ أزماتـنا ، وتولـّي كلّ مصائبنـا .

ذلك أنّ السلطة التي تستمـدّ شرعيّتها مـن ( مجرد وجودها في السلطة ) ! وهي مع ذلك تحت تصرفها كـلّ وسائل الإستبداد ، والإستعباد ، فستفعل كلّ ما يحلو لهـا طغيانـا ، وستضع لـه كلَّ ما يلـزم من مسوّغات ، ولن يردعها شيء عن الظلـم ، لاسيما في هذا الزمـان ، الذي ضعف فيه الإيمان ، وقوي فيه داعي الشيطـان .

وفي حالة معتقلي الرأي ، فستعتقـل من تشاء ، وتلصـق بـه ما شاءت من التهم ، وتقيم المحاكمـات الوهميـّة ، وتصدر الأحكام التي تحـلو لهـا ، ثـم تمضي فيما شاءت في غيـّها ، عن طريـق ( خصيان السلطان ) الذين وصفنا دورهم الخطيـر أوّل المقـال ،

ثـمّ لن تنفع جميع وسائل الضغـط ، ولن تؤدي إلى نتيجـة ، مادامت السلطة يمكنها أن تبقى ، وتستمـر في البقـاء إلى أجـل غير مسمـّى ، من غير حاجة إلى استمداد شرعيتها من أمـَّةٍ لها الحق أن تثور إن حادت السلطة عن تلك الشرعية ، تثور ليعادَ الحـقُّ إلى مستحقّـه .

وكما ذكرنا في مقالات كثيرة منذ سنوات طويلة ، إنّ هذه العقدة الأمّ هي ينبوع كلّ كوارثـنا .

إنَّ تغييـّب دور الأمـّة ، ومصادرة حـقّ الشعـوب ، وإسـتلاب إرادتهـا ، جعلها هـي مستباحـة تماما أمام الطغـاة ووليّ نعمتـهم الأجنبـيّ ، وجعل مقدراتها نهـباً لكلّ طامـع ، وجعل رسالتها الحضاريـة كالموميـاء في المتحـف ، يُنظـر إليها على أنها تاريـخ فحسـب !!

وهل يعقـل أن تعيش أمـة مليارية ! في حـالة يكون زعيـم السلطة _ في أحسن أحوالـه _ طريقةُ حكمه مغلفـةٌ بالغموض ، والمواطنون بعزلـة تامـّة ، وجهالة مظلمة ، عن كـلّ ما يدار بالخفـاء ، حتى تنزل عليهم الأوامـر كأنها نزلـت من السمـاء ! فيهـرع حينئـذ ( خصيان السلطان ) لإلباسها لباس الدين ، أو الحكنة ، أو السياسة الحكيمة ، كـلّ بحسب موقعه !

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 18-07-2011 الساعة 01:47 PM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-07-2011, 01:38 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

وغالبا ما تكون الإعتبارات الشخصية لها الأثر الرئيس في رسم السياسات ، أو إصدار الأوامـر ، والقرارات ، بما فيهـا من المزاجية ، أوالمجاملة ، أوالخلافات ، أو تقديـم العلاقات الشخصية ، أوالعاطفة كعاطفة الانتقام ، أو التشفـّي ، أوالعناد ، أوالكبـر ، والطغيـان لمجرد الطغيان ، لمجرد إشباع نزعة النفس الفرعونية !

هل يعقـل هـذا ؟!! وفي هذا العصـر الذي يطور جميـع البشر من بني آدم حولنـا فيـه حياتهم لتحقيق مصالحهم العامـة !

هـل يعقـل في هذا الزمـان ، أنك إذا سألت _ قبل الثورات التي يُمكـر به الآن لإجهاضهـا _ المواطنَ العربيَّ هل يشعر بالإنتماء إلى السلطة ، وأنها تنتمي إليه ، وأنه يعيش وإياهـا في إنسجام ، وتوافـق تـام ، أم هـو يشعـر بالغربـة عنها ، وغالب إحاسيسه تجاهها هو الخـوف منها ، فإنّ أوّل ما يُطـرح عليه هذا السؤال ، ينتقل تلقائيـا إلى حيـّز الخوف ، والتحرُّك الذاتي لإنقاذ النفس ، أو إحرازها من الخطر الوشيك !!!

ولسـت أعني هنا المواطن العادي فحسب ، بل حتى النخب الفكرية ،

إنها _ والله _ حالـة كونيـّة عجيـبة لم يُشهـد مثلها في تاريخ أمـتنا ، قـد عمـَّت ، وطمَّت ، حتى جعلـت الأمـّة في شبه شللٍ تام ، قبل أن تندلـع ثورة تونس ، فتونس الأمـّة بها حركـةً في جسدها المشلول ، ونفخـةً في روحها الخامـدة ، ثم سـرت كالنار في الهشيـم ، وستمضـي _ بإذن الله _ حتى تأتـي على آخـر زعيـم !

نعـم ذلك كان حالنـا ، قبل هذه الثورات المباركة ،

وهـل يعقـل أنه بينما الدول التي تحترم مبادىء السياسة الحكيمة ، تتباهى بكثرة الخبراء الذين يحيطون بالقيادات السياسية ، من مفكرين ، وصحفيين ، وغيرهم ، حتى تُصرف ميزانية ضخمـة لكلّ عضو في البرلمان _ فضلا عن السلطة التنفيذية _ ليكون تحت تصرفه جهاز فني كامل من الخبراء الأذكيـاء .

وكان الرؤساء الحاذقـون يحيطون أنفسهم بمستشارين يخالفون آراءَهـم ، ويجانبـون فلسفاتهـم ، لئلا يكون السياسي كناظـرٍ في مرآة واحدة ، بـل كناظـرٍ في مرايا متعددة ليرى الحالة السياسيـة من جميع جوانبها.

وذلك بعد أن توصلت النُظـُم السياسية المتطـوَّرة ، إلـى أنّ دور السياسي مع دور المفكـّر ، يجب أن يتكاملا بحـيث تكون العلاقة صحيـّة بين الطرفين :

وأعنـي طرف السلطة السياسية التي _ من المفترض _ أن تتمتـَّع بموهبة عاليـة تجعلهـا قادرة على إدارة الأحداث ، والأزمات ، بحسّ سياسيّ ، وإجتماعيّ ، يجمع بين المهارة ، والأخلاقية التي تأطـرُه أطـراً على تغليب المصلحة العامة للأمـّة ، على مصالحها الشخصيـة .

وطرف المفكـّر ، وهو ذلك الذي له قدرة على التفكير بما يعرض للساسة من أزمـات ، وهـو في منأى عن ملاحقة الأحداث ، وضغوطها السياسية ، والإجتماعية ، بمعنى آخـر يراها بعين الحقيقة المجرَّدة ، ثـم يضع السلطة في هذه الرؤية ، لتكون القرارات السياسية لاسيما ذات العلاقة بمصير الأمة في أقـرب نقطة لتحقيق أهداف الأمـّة ، وتوفيـر مصالحها .

بينما النظم السياسية العصريـّة تعمل بهذه الآليـّات المتطـورة ،

لازالت الأنظمة العربية ، تعمل بنظام ( خصيان السلطة ) !!

هـل يعقـل هذا ؟!!

وبعـد ... فالحـق الذي لاريـب فيه ، إنه لن تعاد الأمـور إلى نصابها حتى نعيد مبدأ ( شرعية السلطة ) ، كما هي في أمّـتنا ، ونعنـي بها أن تولـد السلطة من رحـم الأمـّة مباشرة ، والأمـّة تسلّمها آلة الدولة ، وتراقبـها رقابة صارمـة ، لتستعملها في تحقيق مصالح الأمة العامـة ، ورسالتها الحضارية العالمية .

وبهـذا وحــدهُ ، يأتي الانسجام بيـن الحاكـم والمحكــوم ، بحيث يصبـح للحاكـم :

قوّة النفـوذ لأنـه متولّد أصـلا من رحم أحلام أمـّته ، وآمالها ، وأهدافها

لا نفـوذ القـوّة التي بها يخيف الأمـّة ، ويُذلهّـا ، ويخضعـها له وللأجنبـي .

وقـوّة النـفوذ هذه يستمدّها من كونـه جاء من الأمّـة ، فهي التي وضعتـه في منصـبه ، وهي التي إن شاءت عزلـته عنـه .

وبهذا نحـلّ جميع مشكلاتنا ، ومنها مشكلة معتقلي الرأي الآخذة بالتفاقـم في دول الخليج ، وفي بعضهـا تجاوزت حدود المعقول ، ودخلت في دائرة الحماقات السياسية التي تضـرّ بها السلطة نفسها ، وتعجِّـل بالإنفجـار الشعبي ضدها وهي لاتشعـر بما ( تجنـي على نفسها براقش ) !

في جنـون أشبه بـ ( المكارثية ) الأمريكية ، ذلك ( العَـتَه الشيخوخي ) الذي كان من آثاره المدمـرة العمى الأمريكي عن حماقة قرار الحرب الفيتنامية ، فأوقع الإدارة الأمريكية في أكثـر قرار (كارثيـةً ، ومأساويةً ) في تاريخ أمريكـا .

إذ هذه المشكلـة .. أعني مشكلة معتقلي الرأي _ كغيـرها _ هـي من روائح العَفَـن ، المنبعـث من مستنقع الثالوث العفِـِِن أعنـي حالة فقـدان : ( العـدالة ، والكرامة ، والحقوق ) في أنظمـة الحكم العربية .

حيث الزعيم يحيط نفسه بالخصيان ، الذين يزيّنـون له ما هـو مريضٌ بـه ، من نزعة الكبـر ، والطغيـان ، ضـدّ كـلّ ناصـح يريـد الإصلاح ،

ولسان الخصيـان واحـد :

( إي نعـم جِـرَّه من رجله طال عمرك ) ، ليكون عبـرةً لغيره !!!

وهكـذا تمتلـئ السجون بالمفكرين الشرفاء ، الغيـورين على أمّتهـم ، الباذلين التضحيات العظيـمة ، لإصلاح أحوالها ، وإرجـاع عزّتهـا ، تحـت طائلـة الإتهـام ( بالمكارثية ) !!

وحقيقتهم أنهم يريدون وضـع حـدّ لتدهور المجتمع ، بإيقاف الإستبداد عند حـدّه ، قبـل أن يغـرق الجميع في تداعياته الكارثـية .

وهذا يعني أيضا أنّ الحـل في الثورة ، ولانعني هنا الانقلاب ، بل الثورة الشعبية ،

والفرق بينهما _ رغم كون الثورة والانقلاب كلاهمـا يأخذ السلطـة _ أنَّ الثورة الشعبيـّة تحدث تغييـراً ثقافيـا في المجتمع تجعله ينصب سلطة تأخذ شرعيتها منـه ، والإنقـلاب يغتصب السلطة فحسب ، وقـد يصبـح بعد ذلك أسـوء مما مضى .
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-07-2011, 01:39 PM   #3
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

وليعـلم الزعماء المستبدون أنه كما قال المفكر العبقري ، مالك بن نبي : إنّ المظالم هي المخزون الهائل الذي يشعـل الثـروات .

وأنهم عندما يستمرُّون فـي غـيّ الطغيـان ، إنما يقربون الفتيل من بارود الثورة .

وخـتاما فقـد كنـت أقول فيما مضى : إنَّ تعويض عقـود من التخلُّف ليس بالأمر السهـل ،

غير أنـني أتراجـع عن قولي ، فقـد أصبـح اليوم سهلا بحمد لله بعد هذه الثورات الشعبية التي أيقظـت الأمـة .

وأهـم ما تعلّمنـاه منها :

أنه مالـم يحدث تصحيحٌ جذريٌّ بثورة شعبية ، فلن تجـْديَ الحلول الترقيعيـّة في إنـقاذ أمـّتنا ،

والتصحيـح يعنـي :

أنَّ يسود مبدأ أنَّ الحـقّ فـوق القـوّة ، والشعب فوق السلطة السياسية ، والسلطة للأمـّة ،

فلا سلطة تملـك الشرعيـة إلاّ تلك التي تنطلق من إرادة الشعب ، وتعبـر عن روحه ، وتحقق آماله ، وأحلامه .

وبدون هـذا الإنجاز ، فسنبقى في تخـلّفنا ، في تيـه لن نخـرج منه أبـداً ، وسنلـدغ فيه من الجحـر ذاته ، مرات ومـرات !

والله سبحانه العليـم بما في نفوسـنا ، وأننا لا نريـد سـوى عزة أمتنا بعد أن أصبحت نهبا لكـلّ طامع ، ومرتعـاً لكلّ مفسد ، ومضربَ المثل للضعف ، والتخلف بين الأمـم .

الله وحـده هـو حسبُنا ، عليه توكـّلنا ، وعليه فليتوكّـل المتوكـّلون .
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي
التاريخ: 17/07/2011
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .