بسم الله الرحمن الرحيم
إذ نقول أن لكل شاعر حرية الاستخدام والتشكيل اللغوي للفن الذي يفتنّ فيه ، ففي الوقت نفسه من الضروري القول بأن هذه الأشعار بما فيها من خطابية ووعظية مباشرة لن تؤتي أكلها في مخاطبة الجمهور الذي تظنه محل الخطاب .
فلو أن القصيدة موجهة إلى الملتزمين ، فهم في حل عن أن يُقال لهم ذلك لأنهم بالفعل أدوا هذه الالتزامات الشكلية لكي تكمل الجوهر . ولو أن المخاطب هو جمهور المجتمع من أنصاف المتدينين ومخطئي التدين والمنحرفين ..إلخ فهذه اللغة للخطاب الشعري أبعد ما تكون عن مستواهم الثقافي والمعرفي ، بل وعن مبررات التعلق الوجداني بها .
مرة أخرى إن الشعر ليس قوافيَ وأوزانًا ولا حروفًا محشورة في وعاء كلمات وإنما هو ما أشعرك ولك خالص الشكر على أن أظهرت لنا نموذج من القصائد التي لا ينبغي إلا أن نعمل بجوهرها تاركين شكل الشعر الذي كُتِب به !!