سألني ذات يوم، أحدهم، وكان يعرف تخصصي المهني، لماذا مذاق القرع أصبح كمذاق الخيار وكمذاق القرنبيط؟ واختفت النكهة التي كانت تميز الثمار؟ ثم أردف يقول: لماذا أصبح مذاق لحم العجل كمذاق لحم الجمل واختفت الفروق بين مذاق كل صنف؟
تأملت سؤاله، ولم يكن يشغلني سابقا كما أشغله، فلم أجد جوابا إلا أن مصادر تغذية النباتات والحيوانات أصبحت متشابهة، وضربت له مثلا، أنه في شمال العراق وبمنطقة (كلي علي بك) قدم لنا أحد الأخوة الأكراد لحما مشويا، شواه أمامنا ولم يضف عليه غير ملح الطعام، ولكن نكهة المراعي بنباتاتها البرية كان يضفي مذاقا استثنائيا. أما اليوم ومصادر الأعلاف ونوعياتها تقدم للدجاج والغنم والبقر والإبل فإن النكهات الفريدة اختفت فيما بينها.
ومصادر معرفتنا واكتناه تحليل قضايانا اليوم أصبح تقنينه قريبا من تقنين تغذية الحيوانات و تسميد النباتات
احترامي وتقديري أخي ماهر
__________________
ابن حوران
|