العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الرد على مقال محمد اسم لرسالة وليس اسمًا لشخص بيولوجي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الذرية فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطرف في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الثالوث فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطبع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الصفق فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الولدان المخلدون (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخمار فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحجاب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: رقص و قذارة سفيرة (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 20-07-2008, 03:54 AM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الى يلماز غونيه







رجل وامرأة وقطار في ليل الأناضول



تحت الضوء / تقول المرأة في خوف : { ما هذا الليل ؟ }



مدن وقرى وذئاب تعوي جائعة ، تحت الثلج



ودخان الأنفاق الملتوية



وسعال الأطفال .



ليل ينذر بالزلزال .
قال الرجل النائم في همس : { الليل هو الليل } .



رجل آخر في أقصى العربة



يكتب تحت الضوء المخنوق رسالة



ويردد أغنية شاعت بعد الحرب الكونية في البلقان



تتحدث عن حب غامض



ونبي شاعر



فُتِنَ الناسُ بهِ / رجل يغتاب صديقاً ويقول :



{ هذي الدنيا خائنة ولعوب



تركب ظهر حمار بالمقلوب } .



المرأة تبكي في خوف . الرجل الأول يزجرها



ويقول لها : { ما هذا ؟



الفجر وشيك والغابات تتنفس في عمقٍ



والأرض تعاني أوجاعَ مخاض } .



1984







بستان عائشة







بستانُ عائشة على { الخابور }



كان مدينةً مسحورةً .



عرب الشمال



يتطلعون الى قلاع حصونها



ويواصلون البحث عن أبوابها



ويقدمون ضحية للنهر في فصل الربيع



لعل أبواب المدينة



تستجيب لهم



فَتُفتَحُ / كلما داروا .



اختفى البستانُ



واختفت الحصون .



فإذا خبا نجم الصباح



عادوا الى { حلبٍ } لينتظروا



ويبكوا ألف عام



فلعلهم في رحلة أخرى الى { الخابور }



يفتتحونها



ولعلهم لا يُفلحون



فالموت عرّافُ المدينة



هادمُ اللذات



يعرف وحدهُ



أين اختفى بستان عائشة



وفي أي العصور ؟



26 / 12 / 1987



2 / 1 / 1988











اللقالق







تحط الرحال بأعلى الكنائس



أعلى المساجد



فوق القباب



تُجَمِّمعُ عيدان أعشاشها



من هنا أو هناك



تبيض / تُفرخُ / تفرد في الريح أجنحة



لتزق الفراخ



فإن ضوأَت نجمة القطب فوق المدينة



ذارفة نورها في العراء



نما ريشها



واستطالت قوادمُها في الهواء .



تطير اللقالق عائدةً



لبلاد الضباب



مخلفةً صرخة في أعالي السماء .







القفص







لِتَكُن المقلاع والحجر



لتكن الانسان في صراعه الدامي مع القدر



لتكن المبدع والنار وصوت الريح والبشر



فأنت سيد الينابيع



وأنت سيد المطر



لكنك الآن ، حبيس



تنقر القضبان في القفص .







المكتشفون







يتوجع العشاق في صحراء وحدتهم



يجوبون المساءات الكئيبة



حاملين جحيمهم



متوحدين / مُهمشين



لبثوا / بفعل تواصل الأزمان



في ملكوتهم / لا يكبرون



شابت نواصي الأرض



دبّ الموت في الغابات



فانقرضت



وهم يتفتحون ويزهرون ويثمرون



وبسحرهم قهروا التعاسة



واصلوا الابداع



في صحراء وحدتهم



وكانوا / ما يكون .



تركوا على أسوار هذا الكون



بعض رموزهم



وَهمُ الى أرض الكواكب يرحلون .



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 03:56 AM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

صورة جانبية لعائشة







تُخفي وراء قناعها وجهَ ملاك



وملامحَ الأنثى



التي نضجت على نار القصائد .



أيقظت شهواتها ريحُ الشمال



فتجوهرت تفاحةً / خمراً



رغيفاً ساخناً



في معبد الحب المقدس



أدمنت طيب العناق



ظهرت بأحلامي ، فقلتُ : فراشة



رفّت بصيف طفولتي



قبل الأوان



وتقمصت كل الوجوه



وسافرت / بدمي تنام



قديسة تنسل في جوف الظلام



لتعانق الصنم المحطم



تنشب الأظفار في الحجر / الحطام



ياقوتة / فمها / تشع طرية /



نارُ الحقول /



ضفائر معقودة /



عينان تضطرمان من فرط الحنان



وجه وراء قناعه ، يُخفي { مدائن صالح }



وحدائق الليمون في أعلى الفرات



أمضيتُ صيف طفولتي



فيها ، وأدركني الشتاء



وحملت في منفايَّ بعد رحيلها



ذهب القصائد والرماد .



1987 – 1988







التجلي المقدس







للوطن المدهوش في زوبعة الأوراق



للوطن المسكون بالعشاق



للوطن الضارب بالجذور في الأعماق



لشاعر تحوم حول وجهه المُضاء



فراشة بيضاء



لكتب الأسفار



والليل والنهار



تَطَّلعَ الحلاّج



مفترشاً { دجلة } في الخريف والقباب والأبراج



وخبأ الرأس الذي أُحرق بعد الصلب في الأمواج .



1983 – 1984







الشاعر







أشعَلَ في أصفاده النار



وقال لسجون الأرض أن تنهار



باح بسرّ حبه الفاجع للأمطار



وعندما استشهد في هياكل النور وفي المعراج



أودع في قصيدةٍ رمادهُ



صار ضريحاً غامضاً يُزار .







المهرج







تقطعت أنفاسه في أول الشوط وفي نهاية المضمار



خاف من الصعود والهبوط في دوائر الأصفار



وعندما خرّ على الأرض صريعاً



مدّ لليل يداً



وانهال بالأخرى على طفولة النهار



بسوطه ، وانهار .







الخائنة







كانت ، على منوالها ، ثلاثة تخون :



حبيبها ونفسها وبعلها المسكين



وعندما تحدج في مرآتها



ترى على صفحتها خائنةَ العيون .







مدريد في عيد الميلاد







في ساحة الأربعة الملوك



مرّ المسيح عابراً



بغصن زيتونٍ ووجهٍ شاحب منحوت



من حجر الياقوت



وكان في الساحة صعلوك على أكتافه



عباءة من ورق الخريف



وطفلة تشرب ، في جانبه ، الكحول



وتنفث الدخان في وجه مغول الريح .



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 03:58 AM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الوجه







وجهك في المرآة : وجهان



فلا تكذب



فإن الله



يراك في المرآة .







سور الصين







تكسرت نصالهم فوق جدار سرّه الدفين



قالوا : انتهى



وحفروا قبراً له



وسملوا عينيه بالسكين



لكنه ، كان على صليبهِ مُعَلَّقاً



تضيئهُ البروق في ليل المنافي مثل سور الصين .







الى اوكتافيو باث







قلتُ لشمس الله أن تُشرق في الميعاد



قلت لها : شرّدني في هذه الديار :



الله والقيثار



لكنها غابت



ولم تشرق على منازل الشاعر في الميعاد .







الولاية







أنشب في لحم الليالي مخلباً وناب



حجَّ الى مدينة العشق



وفي حاناتها



أفرط في الشراب



وعندما بايعه الخمّار بالولاية



أحسّ بالنهاية .







امرأة







تعود كل ليلةٍ من قبرها النائي



الى مدائن الصفيح



تمارس الحب مع الشيطان في بيوتها



تصهل مثل فرس في الريح



وكلما أدركها النعاس في تجوالها



عادت الى الضريح .







البصرة







{ 1 }



كانت ، كعادة ، أهلها البسطاء



تجترح البطولة والفداء



تستقطر التاريخ معجزة



وشارات انتصار



وبوجهها العربي



في كل العصور



- مدينة الشعراء والعلماء -



قاومت الغزاة



وبأكرم الشجر النخيل



وشطها



كانت الى الشهداء في معراجهم



زاد المعاد :



الشعر سرّ شبابها



وبطولة البشر / البناة .



{ 2 }



خصلات شعرك في مرايا البحر :



نافذة وعصفور يطير



ووردتان



وأنا المسافر في الزمان والمكان



وفي منافي الأبجدية والعروض



لغتي بضوئك أورقت



صارت قناديل المحبة .



أزهرت



صار منازل للقلوب



صار الزمان حديقةً



والبحر مرآة الحديقة والزمان .



{ 3 }



كانت بلادي ترتدي ثوب الربيع



أوقفت راحلتي



وقلتُ : بكم تبيع



سلطانتي



هذا الضياء الأزرق الورديَّ



هذا الثوب



هذا الياسمين ؟



قالت : { بكل قصائد الشعراء }



ضاحكة



{ ولكن ، لن أبيع } .



1987







الرجل المجهول







رجل من بين غبار السنوات



طرق الباب



حيّاني ، قلتُ له : { أهلاً }



لكن الرجل المجهول ، قبالة بابي ، مات .



1985







باب الشيخ







حب من { باب الشيخ } ورائي



يمتد كخيطٍ مسحور



أمسكهُ ، فأرى بيتاً يغرق بالنور



أتطلع نحو الباب المغلق



في عيني طفل مبهور



أتوقف عند السور



أصرخ ، لكن الخيط المسحور



يصبح جرحاً في قلبي



ورماد بخور .



1985
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 04:02 AM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الطاووس







مدن بالطاعون تموت وأخرى يضربها الزلزل



ومجاعات وحروب في كل مكان ودمار



وحضارات وعصور تنهار



لكن الطاووس ، بلا خجل ، يظهر عورته للناس .



1985







الى يشار كمال







مخترقاً جدران الغرف الصماء



ولغات شعوب القارات



مصهوراً بالنار



والألم الخلاّق



يتحدى الرمم الصلعاء



وصغار الكتّاب



أشعل باسم الانسان المفعم موتاً



ثورة ابداع في الابداع .



1985







طفولة شاعر







عائشة بنت السلطان



كانت من أعلى نافذة في قصر السلطان



ترنو لخيول السلطان



وعبيد السلطان



كانت ترشقني – وأنا أبكي



تحت النافذة العليا



مكسور القلب – بوردة



لكنّي أتجاهلها



وأقول لنفسي



وأنا أبكي في حرقة :



ماذا لو أسرجت حصاني وغزوتُ البلدة ؟



1985







القصيدة







يتجول في نومي رجل النور



يتوقف في الركن المهجور



يُخرج من ذاكرتي كلماتٍ



يكتبها



ويعيد كتابتها في صوت مسموع



يمحو بعض سطور



ينظر في مرآة البيت الغارق بالظلمة والنور



يتذكر شيئاً



فيغادر نومي



استيقظ مذعوراً



وأحاول أن أتذكر شيئاً



مما قال ومما هو مكتوب



عبثاً ، فالنور



مسح الأوراق وذاكرتي



ببياض الفجر المقتول .



1985







المغول







كان المغول على ظهور الصافنات –



دُمىً يحرك واهيات خيوطها



عصر يموتُ



غريزةُ التاريخ



تحت سماء موت الآخرين –



عيونهم خرز ملونة



بأعناق السهوب :



مجاعة / برق / بكاء الأرض



قبل مخاضها الدامي



وجوه تقرأ الأفق المُغشى بالحرائق :



انها حمّى الولادة



انه الطاعون



حاصر { قندهار }



وحاصر المدن التي ذُكرت



بأسفار اليهود



وشقّ أرحام السبايا



سمّم الأنهار



حطّم سقف هذا الكون



داس بخيله جثث الملوك



أماط عن وجه الطبيعة سرّها المكنون



عرّى نطفة العدم الذي يسري بشريان



الوجود / أعاد خلط الماء والأوراق



والنار / الضحايا والغزاة : عجينة عمياء



تبحث في المرايا



عن وجوه القادمين من السهوب



ليحرثوا بسيوفهم



عطشَ الحياة وجوعها



..........................



وعلى رماد حرائق المدن



التي نزفت دماً



هُزِمَ المغول .



1988







رجل وامرأة







يسقط الثلج على مدخنة البيتِ



وفي بهو المرايا



امرأة منتظرة



رجل في دمها ، يحرث ، مأخوذاً



حقولَ الجسد المزدهرة



رجل يوُلد من أضلاعها



يسكن فيها



يختفي في الذاكرة



نابضاً في قطرات دمها المفترسة



صاعداً كالشجرة



في خلاياها وفي أوصالها المرتجفة



رجل عانقها



فاشتعلت في دمها ، نار الفصول الأربعة .



1988







الحصار



الى خليل حاوي في ذكراه







محجوزة : كل منافي الأرض والسجون



أقبية التعذيب والجنون



أقنعة المهرجينَ



وقناني الخمر والسموم



مطاعم المدينة / الملاعق / الصحون



قصائد التفعيلة / العمود



محاكم التفتيش



تذاكر المسارح / الملاجىء / القبور



كينونة الحب / قباب النور



أضرحة الملوك



عواصم الخيانة / اللاهوت



فأين يمضي شاعر



نجا من الموتِ



لكي يموت ؟



1988







الطلسم







أحرقني برقُ العشقِ ، صغيراً



أحرقني الصمتُ / الطلسم / السحرُ



الأسودُ في قاع مدينتنا / مصباح علاء الدين



أنين الأشجار المقتولة في السرداب



صيحات الجنيِّ المحبوس / نداءُ الباعة في الأسواق



موت الأطفال / العشاق / هديلُ حمام الأبراج



صرخات الصوفي المأخوذ بذكر الله



صلوات الأسحار



قصص الجدّات



لحمُ الحيوان المذبوح يعلقهُ القصّابُ / عيون



القطط السوداء



أخبار الحلاج / عويل النسوة في باب السجن /



نعوش الأموات



ليل الارهاب الملكي الأسود / عقم السنوات



كتب النحو الصفراء .



أحرقني البؤس / الضوء / التجوال



بحذاء مثقوب تحت الأمطار



أيام الأعياد



أنوار مآذن بغداد



باب الشيخ / نذور الفقراء .



أحرقني برق العشق



صغيراً كنتُ



وكانت



فبماذا تأمرني ، سيدتي الآن ؟



1988
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 04:04 AM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

وردة الثلج







وردة الثلج ، هنا ، ترقدُ



هل أحببتها يوماً ؟



لماذا لا تجيب ؟
بكت العرّافة العمياء



لمّا قرعت شاهدة القبر



فلم ينهض من القبر سوى هذا الصليب



ورماد الورق الأسود والأحمر



يطَّاير في ريح المغيب



أيّ حب هو هذا ؟



عندما يكتشف الشاعر في منفاه



سرّ الآلهة



نيزكاً يسقط في البحر



عواء الرغبة المشتعلة



قارةً غامضةً تظهرُ ، ليلاً



في بياض الورقة



غابة / قافية محترقة



نجمة مؤتلقة



عندما يصبح هذا النص مفتوحاً



وهذا القرع في شاهدة القبر



حضوراً في الوجود



تنهض الوردة من تابوتها



حاملة نار جنون العشق



نار الملكوت .



1988







صورة جانبية لمدينة ما







مقبرة تعلوها مقبرة ، بينهما



الحب / الموت / البشر الأحياء



والشحاذون وأهل اليُسر البخلاء



فإذا ما صحتَ بأعلى صوتكَ



عاد الصوت مليئاً بلهاث الموتى



وسعال شتاء السنوات



وإذا ما حاولتَ فراراً



طاردكَ الباعةُ والعيّارون الشطّار



في تلك المقبرة الكبرى



في تلك الطاحونة



في تلك الصحراء



نُحرت آلهة الشعر



ومات الشاعر في حانوت الخمّار .



27 / 5 / 1986







سرّ النار







في آخر يوم ، قبَّلتُ يديها



عينيها / شفتيها



قلتُ لها : أنت الآن ،



ناضجة مثل التفاحة



نصفك : امرأة



والنصف الآخر ليس له وصف



فالكلمات



تهرب مني



وأنا أهرب منها



وكلانا ينهار



لطفولة هذا الوجه القمحي



وهذا الجسد المشتعل الريّان



أبتهلُ الآن



وأقرّب وجهي



من هذا النبع الدافق ، ضمآن .



في آخر يوم ، قلتُ لها :



أنتِ حريقُ الغاباتِ



وماءُ النهرِ



وسرُّ النار



نصفك ليس له وصف



والنصف الاخر : كاهنة في معبد عشتار .



27 / 5 / 1986







مملكة الشاعر







مملكة الشاعر حاصرها الأعداء



دهموا بّوابتها



ذبحوا ، بسيوف الغدر ، الحرّاس



نصبوا مشنقةً في ساحتها



وأقاموا الأعراس .



شقّوا صدر الشاعر



لم يجدوا في داخله



إلاّ مقبرة ، كان الثلج يغطيها



وأسامي معبودات مُسحت



وأُزيلت



من فوق قبور جرفتها الأمطار



وقصائد حب جعلوها بعد الأعراس



طعاماً للنار .



حكموا بالنفي على الشاعر بعد الموت



أقاموا حول المنفى الأسوار .







الدرع







وطني درع فولاذي



يحمي غُرةَ بغداد



كعبة حب يحرسها الله



كل غزاة التاريخ انهزموا



في بوابتها



صاروا في ذاكرة التاريخ رماد



يتبارى في قوس الشمس ، دفاعاً



عنها الأسلاف / الأحفاد .



27 / 5 / 1986



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 04:06 AM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الى أسماء البياتي







ترسُمُ وجهَ ملاك لم يُولَد بعد



قديساً يتعبد



بدوياً ، بربابته ، يبكي هنداً أو دَعد



تفجيراً نووياً



حرب عصابات



اضراباً بالقوة يمنع .



وجه المتنبي المتعب



يتحدى فلوات المطلق



في نظرات لا تقهر .



ترسم مذبحة في مصنع



أسداً يزأر



عصياناً في سجن يقمع



ملكاً من حجر البركان يصلي للنار



نهاراً يرحل



خيط دخان يتلوى



رؤيا انسان يتمرد



ترسم قصر الحمراء بلون الشفق الدامي



والأسود والأبيض .



27 / 5 / 1986







حديث الحجر







حجر ، قال لآخر :



لم أسعد بوجودي في هذا السور العاري



فمكاني هو قصر السلطان



قال الآخر : يا هذا



محكوم بالموت عليكَ



سواء كنت هنا أم في قصر السلطان



فغداً يُهدم هذا القصرُ



وهذا السور



بأمرٍ من حاشية السلطان



ليعيدوا اللعبة من أولها



ويعيدوا توزيع الأدوار .



27 / 5 / 1986







بكائية الى صلاح جاهين







كانت أعواماً جاحدةً



في ليل شتاء العرب القاسي



كانت أعواماً جوفاء



فيها مُسِحت ذاكرةُ الانسان



ومات الشعراء



وامتُهن الفكر



وديست أحلام الفقراء .



فيها سُمِّمَت الآبار



وطفت جيف الكتّاب المأجورين



وصاروا وعاظاً في الصحف الصفراء .



فيها انهزم الثوار



صاروا أيتاماً ورعايا



في زمن البترول / الشيطان .



في ليل شتاء العرب القاسي هذا



كان صلاح



يذوي في صمتٍ ويموت ببطءٍ



ويجرر أذيال الغربة



في دائرة الضوء



ويُخفي خيبته في ضحكة طفلٍ



فاجأه موت النور



وبرد السنوات



فبكى مثل الرجل / الطفل المخذول ومات .



27 / 5 / 1985











الدينونة







سوق الوراقين







{ 1 }



صورة كانت لطاووس مخنث



تتحدث



عن زمان داعر ، أصبح فيه الحب سلعة



وبضاعة



في الحوانيت تباع



ولها في السوق دلاّل ونخّاس وشاعر



ولها في العالم الغارق بالحرمان والبؤس مواسم



تُشترى فيها ، تُباع



لجموع البؤساء



صوراً للعاريات



مثلما في العالم السفلي من أحياء / روما الفقراء



صور العري على أرصفة الليل ، تُباع .







النار







{ 2 }



قيل لي : مَن أنتَ ، قلتُ : النار في هذي المنازل



وأنا الحب المقاتل



وغد اليأس المناضل



في خيانات القبائل



وشهيد ، كان مقتولاً وقاتل .







بائع الحب







{ 3 }



بائع الحب يرى الشعر بيوتاً للبغاء



وأكاذيب دخان في الهواء



ورجالاً في عباءات نساء



ونساء في سراويل رجال



ومخانيث على أرصفة التاريخ ، صاروا شعراء .







الشهداء







{ 4 }



شهداء الكلمة



سكنوا عصر الطواغيت وباحوا بعذاب الكلمة



وبسرّ الكلمة



حملوا أكفانهم واحترقوا بالكلمة



عند شطآن العصور المظلمة .







راكب الموجة







{ 5 }



يأخذ الطاووس في المرآة شكل امرأة منطفئة



وخريف امرأة محترقة



ليخون الكلمات



ومعاني الكلمات



كان في عصر الخيانات وفي أزمنة الحرف الغراب



شعراً من ورق ينسل من شق كتاب



ليخون الشعراء



كاشفاً عن ذيله في زحمة السوق



ليركب



موجة الشعر ويغرق .



6 / 1 / 1985
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 04:09 AM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

بانوراما { أصيلة }







الى رافع الناصري







{ 1 }



أوراق خريف تجرفها موسيقى الريح



وطيف الألوان



تتوهج فوق الجدران البيض وفي اللوحات



حانات الشعر



وطيور الماء .



يغسل ملح البحر جراحي



أتعرى من أقنعتي



أُولد تحت الفرشاة



رسماً فوق جدار



أصرخ لكن الألوان تحاصرني



ورذاذ البحر المهذار



أغمض عيني



فأرى أجنحة تنبت لي



وأرى أفقاً من نار



وحدائق من ذهب رُسمت بالحبر الصينيِّ



تحيط بها موسيقى الماء



وفراشات تتقدم تحت قناع نساء



من كل عصور الابداع



أغمض عيني ، فأراها تتقدم نحوي



حاملة قربان البحر وطيف الألوان



تتوهج فوق الجدران البيض وفي اللوحات



وردةُ حب حمراء .







العاشق







{ 2 }



يَروي { بن عيسى } العاشق



وولي { أصيلة }



إن الله تعالى



خلق الدنيا في ستة أيام



في اليوم الأول



خلق النار / الأرض / الانسان



في اليوم الثاني والثالث



خلق الموسيقى .



في اليوم الرابع



خلق الشعر / الفن / وأعطى الفنان



في اليوم الخامس : قوس الألوان .



في اليوم السادس



لبست ثوب العرس { أصيلة } .







نار من داغستان







{ 3 }



راقصة من أرض السحر الأسود جاءت



تُشعل ناراً



في أرض السحر المشهود



شفتاها عسل ونبيذ



قالت للساقي المأخوذ :



زدني عسلاً ونبيذاً ، فالليل يطول .



قالت عيناها للنور :



زدني نوراً ، فأنا جائعة للنور .



قالت للعود :



زدني حباً ، فالحب وجودي



وبدون الحب أموت .



قالت : سأقول



لكني ، لا أدري ، ماذا سأقول ؟



فالريشة فوق العود



وكلانا / مفقود .







ناظم حكمت ، كان هناك







{ 4 }



ناظم حكمت



لم يسعد في حلب ، فطفولته



فيها كانت عسلاً



لكن النحل أتى بعد الخمسين .



ناظم حكمت



لم يسعد في أيّ مكان ، فهو الآن



وحيد منفي تحت سماء بلاد أخرى



في قبر يغمره ثلج عصور التكوين



وكما في الرؤيا



كان معي ، يتأمل وجهاً وقناعاً



لفتاة في العشرين



طارت كالنحلة واحترقت



في نار خريف البشر الفانين



أتذكره وهو يقول ، بحزن الرائين



سلطانة حبي



صُبّي الخمر لضيف ، لم يسعد



في حلب أو برلين .







الموت في الشعر







{ 5 }



سرنا نحو البحر ، نُودّع شمس نهارٍ



غاصت في الموج ، فقالت :



الشعر حرام كالخمرة



لكني في الشعر أموت .



من هي { لارا } هل هي { عائشة }



أم هي هذا الأفق الموصود ؟



قلت : هي الحب الضائع والزمن المفقود



وإذا شئت مزيداً



فهلمي في البحر نغوص .







الى محمود الراشد







{ 6 }



يتأبط نجماً وغزالاً { محمود الراشد }



ويغني لطيور مرّت من فوق { أصيلة }



كانت في الليل تهاجر



نحو الأصقاع الدافئة المسحورة



آخرها في القطب



وأولها في مدن الاسطورة



ويغني لطفولة



ضعت في المنفى



ومقاهي { باريس } المجهولة



ولأمٍ في { حلب } لم يبق لديها إلآّ الصورة .







الهجرة من الذات







{ 7 }



بدأ استشهادي



بعد اليوم الثالث من خلق الدنيا



سكنتني الموسيقى



داهمني ليل هيولى



اشتعلت روحي شوقاً للعود الأزلي



فصرتُ ، أدور وحيداً في فلك الايقاع



متحداً في موسيقى الكون ونبض القلب الملتاع



وحين عبرت الخط الأحمر للدنيا



لمعت في عتمة نفسي شارات ضياء



وحوار ما بين الأحياء الموتى



والموتى الأحياء



سكنت روحي في الكلمات



نهر قدّسه رمز كوني



صار الوجه الآخر للدنيا



صار الاشراق



ظهر الوجه الخالد للحب



انتصر الابداع



قامت مدن / بشروط الفن / يكافح فيها



الشعراء



من أجل خلاص الانسان .



.......................



.......................



بدأ استشهادي وخلاصي



حين عبرت الخط الأحمر للدنيا



مخترقاً كينونة حبي الصماء .



6 / 9 / 1985



أصيلة – مدريد



هامش



1 – قصيدة { نار الشعر } مهداة الى الاستاذ بيدرو مارتنيث مونتابث



2 – القصائد : { التجلي المقدس / الشاعر / المهرج / الخائنة / مدريد في عيد الميلاد /



الوجه / سور الصين / الى اوكتافيو باث / الولاية / امرأة / مهداة الى الاستأذ خلدون الشمعة



3 – قصيدة { نهر المجرة } مهداة الى الاستاذ فيدريكو آربوس .



* شاعر من العراق يقيم في السويد







السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .