|| قاعدة جليلة ||

[النسري]

قيل لسلطان الزاهدين ابراهيم بن الأدهم رضي الله عنه: أوصنا بما ينفعنا, فقال:
1- إذا رأيتم الناس مشغولين بأمر الدنيا فاشتغلوا بأمر الآخرة.
2- وإذا اشتغلوا بتزيين ظواهرهم فاشتغلوا بتزيين بواطنكم.
3- وإذا اشتغلوا بعمارة البساتين والقصور فاشتغلوا بعمارة القبور.
4- وإذا اشتغلوا بخدمة المخلوقين فاشتغلوا بالتقرب من رب العالمين.
5- وإذا اشتغلوا بعيوب الناس فاشتغلوا بعيوب أنفسكم.
واتخِذوا من هذه الدنيا زاداً يوصلكم إلى الآخرة فإنما الدنيا مزرعةُ الآخرة،
ولله در القائل:

إن لـله عبـاداً فـٌطُنـا طلّقوا الدنيا وخافوا الفتنـــا
نظروا فيها فلما علمـوا أنها ليست لحـيّ وطنـــا
جعلوها لجـَّة واتخـذوا صالح الأعمال فيها سفنا

كان أحد الصالحين يقول: مساكين أهل الدنيا, خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها!!
قيل له: وما أطيب ما فيها؟
قال: محبة الله تعالى ومعرفته وذكره...

وكان أحدهم يذكر الله تعالى، فانتشى قلبه طرباً بمحبته والأُنس به، فقال:
إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب...
ذِكر الله تعالى طريقٌ إلى معيّته ومحبته والأُنس به والشوق إلى لقائه.
يروي ابن عباس رضي الله عنه فيقول: لما وفد موسى عليه السلام إلى طور سيناء قال: يارب أي عبادك أحب إليك؟ قال: الذي يذكرني ولا ينساني. (الوابل الصيب ص141).

يقول تعالى في القرآن الكريم: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون). (البقرة152).

ويقول في الحديث القدسي: (أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه) رواه البخاري .

يقول تعالى: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون).آل عمران135

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء(نقطة)، فإن هو نزع واستغفر صقلت, فإن عاد زِيد فيها حتى تعلو قلبه, فذلك الران الذي ذكره تعالى بقوله: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون). أخرجه الترمذي. حسن صحيح

إن القلوب تصدأ كما يصدأ النحاس, وجلاؤها الاستغفار والتوبة.

علَّم النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الاستغفار فقال: سيدُ الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك, وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت, أعوذ بك من شر ما صنعت, أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي, فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة. أخرجه البخاري..

إذا شعرت بالوحشة فعليك بذكر الله.
وإذا شعرت بالأنس فعليك بذكر الله
وإذا شعرت بالقلق فعليك بذكر الله
وإذا شعرت بالاطمئنان فعليك بذكر الله
وإذا شعرت بالحزن أو بالسرور.. بالغضب أو بالرضا.. باليأس أو بالأمل.. فعليك بذكر الله.
ذكر الله شفاءٌ من كل داء... فهل هناك دواءٌ يَجمع كل معاني الخير كذكر الله تعالى؟.

اللهم يا مفتح الأبواب.. ويا مسبب الأسباب.. ويا مقلب القلوب والأبصار.. ثبت قلوبنا على دينك..
اللهم يا دليل المتحيرين.. ويا غياث المستغيثين.. أغثنا.. أغثنا.. توكلنا عليك يا رب العالمين.

جزاكي الله تعالى خيراً اختي مسلمة وجعله في موازين حسناتك