إنا لله وإنا إليه راجعون
والله إن الكلمات لتعجز عن التعبير عن ما أقرأه أمامي
فهل يعقل أن يصل الأمر من الأبماء إلى هذه الدرجة
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نعم أخي الوافي لاحول ولاقوة إلا بالله
فعندما يغيب الإيمان ويسيطر الشيطان عندها يصل الأمر إلى ذلك وأعظم
وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
شاكر لك مرورك
حدثان مرا بالخيام خلال هذا الشهر
وهما والله حدثان كبيران ومصيبتان عظيمتان ..
وما إن كادت الدموع أن تجف على فراق والدنا أبا إيهاب
إلا ويأتينا الخبر الثاني بوفاة الأخ أرغون رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته
كنت سأكتب هذا الموضوع مساء البارحة وبينما أنا عازم على ذلك
إلا وتأتي رسالة من أحد الأصدقاء مفادها وفاة زوجة صديقنا
وسيصلى عليها بعد عصر الأثنين ( أي اليوم )
شابة لم تكمل عقدها الثاني حبلى بتوأم وافاه الأجل !!
فيا الله .. ويالهذا الموت .. ويالهذا الحق الذي نحن إليه سائرون
الموت ..
نهاية الحياة الدنيا .. وبداية الحياة الأخرى
الموت مصيبة كما سماه ربنا في كتابه ( فأصابتكم مصيبة الموت )
لم ولن ينجو منه ملك مقرب ولا نبي مرسل .. ولن يبقى إلا ربنا تبارك وتعالى
فسبحان الله الذي خلق الخلق ودبر الكون وجعل له نهاية ..
ليست المشكلة وليس العجب من الموت
فهذ طريق كلنا سالكوه وإليه سائرون
أسأل الله أن يخفف عنا سكرات الموت ويجعل حياتنا بعده خير حياة
العجب كل العجب أننا نرى الموت في كل يوم ينزع روح هذا .. ويقبض روح ذاك
أطفال وشيوخ .. شباب وشابات .. رجال ونساء .. أغنياء وفقراء .. حكام ومحكومين
لم يمنعم سلطانهم ولم تمنعهم أموالهم من الموت
هذه سنة الحياة وهذا هو المصير المحتوم .. ونحن لاهون .. وعنه منشغلون !!
إنها وقفة مع النفس .. كم فرطنا !! وكم ضيعنا وقصرنا !!
اليوم أبو إيهاب وأرغون وغداً أنا وأنت وكلنا جميعاً ..
كم من شخص شيعناه وراح عن هذه الدنيا .. ولم يبق إلا ذكره
وياليتها بالموت تنتهي الحياة وينتهي كل شيء .. لكن مابعده هو العجب العجاب
فرحمتك ياربنا نرجو وعذابك نخشى
فنسألك أن تجعلنا من الذين يعتبرون بهذه الأحداث والمصائب
والحمد لله على ماقضى وقدر ..
( 47 )
السبت الماضي توفي شقيق صديقي ..
وهذا بلاشك طريق كلنا سالكوه ومن كأسه شاربين
أسأل الله أن يرحمنا ويرحمه ..
تعجبت من وفاته ..
يقول :
ذهب ( راشد ) إلى المستوصف لإحساسه بالتعب ..
أعطاه الطبيب تحويلاً إلى المستشفى الذي يقع في المدينة
وكان يبعد عن بيته 90 كيلو متر ..
ركب سيارته لوحده بعد أن أخبر أهله أنه سيذهب إلى المستشفى
مشى الطريق وتجاوز السيارات .. وصل إلى المستشفى .. أوقف سيارته ..
نزل منها .. أقفلها .. مشى إلى بوابة الإسعاف .. أعطى موظف الاستقبال التحويل ..
استدعى الموظف الممرضة .. طلبت منه أن ينام على السرير ..
صعد على السرير ووضع ظهره .. أتى الطبيب .. طلب من الممرضة قياس الضغط ..
الضغط منخفض جداً .. أخبرت الطبيب بذلك .. عاد الطبيب يتحسس التنفس !!
يمسك بيد راشد .. يحرك وجهه .. يفتح عينيه .. يناديه راشد .. راشد ..
لاحراك .. ولا سماع .. لقد فاضت روحه إلى بارئها .. !!
سبحان الله .. ولا إله إلا الله .. اللهم هون علينا سكرات الموت
موقف والله عندما سمعته تعجبت وقلت سبحان الذي ساق راشد إلى الموت بقدميه !!
وسبحان من قبض روحه بهذه السهولة ..
والحمد لله أنها لم توافيه المنية وهو في الطريق أو عند أهله ..
فسبحان من لطف به .. وأسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته
والحمد لله رب العالمن ..
النمط الشجري
