العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الرد على مقال هل سورة يوسف من القرآن؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: التسنيم فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخزى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اللعب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: فرسة و خيّال (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الصرف في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقولات الباحث عن الحقيقة المنسية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الفروج في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الكرم في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أشراط الساعة (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 19-09-2007, 01:44 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

مصر تحت الاحتلال البريطاني

ظلت مصر تخضع اسميا للسيادة العثمانية نظريا، أما عمليا فقد كانت تخضع لسلطة البريطانيين، والذين أشهروا بوضوح تلك السيادة في 18/12/1914 عندما أعلنت بريطانيا حمايتها على مصر دون (شريك ولو اسمي) ..

ارتفع المد القومي والوطني الذي قاده الحزب الوطني بزعامة (مصطفى كامل) ثم (محمد فريد) وحزب الأمة بقيادة كبار الملاكين و على رأسهم (احمد لطفي السيد) ولكن نشاط الحزب الوطني قد أوقف أثناء الحرب العالمية الأولى. وبعد الحرب ألف (سعد زغلول) حزب (الوفد) من عناصر من الحزبين (الوطني والأمة) ليقوم برفع مطالب المصريين في مؤتمر الصلح (فأخذ اسم الوفد من المهمة التي رسمت له) .. لكن السلطات البريطانية رفضت السماح لسعد زغلول بالسفر وقبضت عليه مع رفاقه، فانفجرت ثورة 1919 التي مهدت لها عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية أثناء الحرب العالمية الأولى ..

وإزاء المقاومة الشعبية، وجدت بريطانيا نفسها مضطرة ومن خلال لجنة (ملنر) الى إصدار تصريح (28/2/1923) الذي يتضمن إسقاط الحماية البريطانية عن مصر، والاعتراف بمصر دولة مستقلة، مع تحفظات أربعة تتيح لبريطانيا التدخل في شؤون مصر الخارجية والداخلية والإبقاء على وجودها بالسودان.. وتكونت لجنة لوضع دستور للبلاد من عناصر انشقت عن حزب الوفد أطلقت على نفسها (حزب الأحرار الدستوريين) ..

جرت في تلك الأثناء انتخابات عامة فاز بها (حزب الوفد) بأغلبية ساحقة، وشكل (سعد زغلول) أول وزارة دستورية .. وفي عهد تلك الوزارة نشطت المفاوضات مع البريطانيين لتحقيق ما سمي (بالأماني المصرية والسودانية) وفشلت مفاوضات (زغلول ـ مكدونالد) في أيلول/سبتمبر 1924. مما دفع العناصر الوطنية لاغتيال (السردار لي سناك) قائد عام الجيش المصري وحاكم السودان، فأنذرت بريطانيا بشدة الحكومة المصرية في نوفمبر/تشرين الثاني 1924، وسقط سعد زغلول .. وانتقلت السلطات الفعلية المصرية الى يد (الملك فؤاد) الذي تألف حوله حزب (الاتحاد) يوم 10/1/1925 وهنا يبدأ الصراع من جديد بين عناصر وطنية وعناصر (أوتوقراطية) تخلله سلسلة من المفاوضات الفاشلة لتبيان الصيغ الوطنية في الحكم وكانت بريطانيا باستمرار طرفا في تلك المفاوضات مثل مفاوضات (ثروت ـ تشمبرلين صيف 1927) و (محمد محمود ـ هندرسون صيف 1929) و (النحاس ـ هندرسون ربيع 1930)..

وفي 20/6/1930 وقع أكبر انقلاب دستوري بزعامة (اسماعيل صدقي) والذي ألف (حزب الشعب) برئاسته ليخوض سلسلة من المفاوضات مع الإنجليز مع (السير جون سايمون) ولكنها باءت بالفشل في 1932. ليتصاعد النضال الشعبي المصري من جديد مجبرا الملك فؤاد بإلغاء دستور (اسماعيل صدقي) والعودة الى دستور (1923) .. واضطرت بريطانيا للدخول في سلسلة جديدة من المفاوضات أسفرت في النهاية الى معاهدة (1936) التي أسقطت التحفظات السابقة لتحقق مصر استقلالها الشكلي الداخلي والخارجي الى حد كبير وتم إلغاء الامتيازات الأجنبية ..

بدأت بتلك المعاهدة مرحلة مهادنة بين مصر وبريطانيا، خصوصا أن بريطانيا كانت منشغلة في مراقبة ما يجري في إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية، فتعاون الملك (فاروق) مع الإنجليز في الحرب العالمية الثانية .. وكاد الملك أن يفقد عرشه في حادث 4/2/1942 ..

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بدأت حركة وطنية مصرية على جانب كبير من القوة بقيادة حزب الوفد والجماعات الماركسية والأخوان المسلمين والحزب الاشتراكي لمصر الفتاة .. وجرت مفاوضات فاشلة بين (صدقي وبيفن) في أبريل/ نيسان ومايو/أيار 1946، أعقبها عرض فاشل لقضية مصر على مجلس الأمن في شهري آب/أغسطس و أيلول/سبتمبر1947 ثم جرت مفاوضات فاشلة أخرى بين وزارة الوفد والحكومة البريطانية استمرت من يونيو/حزيران الى آب/أغسطس من عام 1951.. انتهت بإعلان (مصطفى النحاس باشا) إلغاء معاهدة 1936 في 15/10/1951.. وتلا ذلك اشتعال المقاومة الوطنية في منطقة قناة السويس التي كانت نتيجتها انقضاض القوات البريطانية على رجال البوليس المصريين وأوقعوا فيهم مذبحة كبيرة .. وانتهت المقاومة بحريق القاهرة يوم 26/1/1952..

على صعيد آخر، كانت القضية الفلسطينية وإعلان دولة الكيان الصهيوني تشكل المهماز الأكبر في التحول الوطني في المنطقة. فقد دخلت القوات المصرية الى جانب الجيوش العربية في حرب مع الصهاينة، إلا أن عجز القيادات وارتباطاتها الخارجية وفساد الأسلحة كانت وراء الهزيمة، مما دفع العناصر الوطنية في الجيش المصري لتكوين تنظيم (الضباط الأحرار) الذي أسفر عن قيام ثورة 23/7/1952 .. ليبدأ عهد جديد ..

انتهى
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-10-2007, 04:17 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

السودان :

يقع السودان في الشمال الشرقي للقارة الإفريقية، وينحصر بين خطي عرض 22 شمالا و4 قرب خط الاستواء .. وبين البحر الأحمر شرقا، وتشاد غربا، ويبلغ عدد سكان السودان حوالي 40 مليون نسمة يعيش 8 ملايين منهم في مدينة الخرطوم العاصمة .. ويقسم السودان الى عشرين ولاية .. منها خمسة ولايات في الجنوب، متوسط عدد سكان الولاية (نصف مليون نسمة) ومتوسط ولايات باقي السودان (1.8) مليون نسمة لكل ولاية .. ويعتبر السودان من أكثر بلدان العالم في تفريخ الحكومات والدساتير والهيئات الإقليمية لكثرة تدخل الغرب فيه .. ففي حين تحكم فرنسا التي يساوي عدد سكانها ضعف عدد سكان السودان ومساحتها لا تزيد عن مساحة (دارفور) حكومة مركزية واحدة .. نجد أن السودان به عشرين إدارة ولاية ومجلس حكم وغيره .. وما تنفقه الخزينة على تلك الوظائف (الإرضائية) من أموال، كفيل بتحسين شبكة الطرق أو التعليم أو الصحة .. ومع ذلك يوميا نرى أصنافا مختلفة من المحاورين السودانيين الذين يطالبون بالمزيد من تلك الهيئات التوفيقية التي لا تنتهي، طالما يدس الغرب أنفه في شؤون السودان ..

المساحة والمناخ :

تبلغ مساحة السودان 2.505.813كم2 وهي أكبر مساحة لدولة في إفريقيا وتشكل مساحته 8.3% من مساحة القارة الإفريقية .. وتتراوح درجات الحرارة في شمال السودان 32درجة مئوية شتاء و42 درجة صيفا .. في حين يكون مناخ الجنوب مناخا استوائيا ..

الديانات واللغات

يدين 70% من أهل السودان بالديانة الإسلامية و 5% بالديانة المسيحية التي دخلت من خلال مصر .. و25% من السكان (إحيائيون) أي يدينوا بديانات قديمة مختلفة ..

اللغة الرسمية في السودان هي العربية، مع استعمال واسع للإنجليزية، ويتكلم أكثر من نصف سكان السودان (العربية) كلغة أم، بينما يتكلم حوالي 40% لغات مختلفة وخاصة في الجنوب ..

نبذة تاريخية :

عُرف السودان قديما باسم (إثيوبيا) وهو اسم أطلقه اليونانيون على البلاد التي تقع جنوب مصر وتعني (الوجه المحروق) .. وبقيت تلك التسمية سائدة حتى ترجمها العرب الى (السودان) ..

ويرتبط تاريخ السودان منذ عام 1879 ق م بتاريخ مصر، عندما احتل (سويشريش الثالث) من (السلالة المصرية الثانية عشر) جنوب مصر، وبقي السودان حتى مجيء (الهكسوس) ..

وشهد القرن الثامن قبل الميلاد، نشوء مملكة (نبتة) القوية التي عُرفت بتعبدها للإله (آمون) المصري .. وبعد مائة عام على قيامها امتد نشاط تلك الدولة شمالا حتى وصلت (دلتا النيل ـ مصر) وقد استقروا فيها حتى طردهم ملوك الآشوريين (سنحاريب، وأسرحدون، وآشور بانيبال ).. وبعد هزيمتهم تراجعوا وبقيت مملكتهم ثلاثة قرون قبل أن تنقرض*1

وقد لمعت سنة 350 ق م في وسط السودان حضارة اشتهرت ببناء الأهرام وهي مملكة (مروي) (ولم تُحل رموز لغتها حتى اليوم) التي استمرت حتى سنة 350م ، عندما دمرت دولتها التي استمرت سبعة قرون، جيوش الإمبراطور الحبشي (إكسوس) .. ونشأت بعد ذلك عدة ممالك مسيحية في المناطق الشمالية للسودان مثل (علوة، والمغرة، و مافوريا) ..

الفتح العربي الإسلامي:

بقيت سلطة الممالك المسيحية حتى الفتح العربي الإسلامي لمصر والسودان في القرن الثامن الميلادي، إذ ابتدأت تدفع الجزية لأمراء مصر العرب، وعمليا ابتدأ انضواؤها تحت لواء الحكم العربي الإسلامي في مصر.

شهد شمال السودان سلسلة من الهجرات الجماعية، قام بها العرب البدو والذين جاؤا مع الجيوش الفاتحة من شبه جزيرة العرب، وسبب ذلك تشابه المناخ الصحراوي السائد في شمال السودان مع ما اعتادوا عليه في منشئهم.

شجع الفاطميون والأيوبيون ثم المماليك فيما بعد تلك الهجرات، والتي صارت عاملا أساسيا في بداية صهر العرق العربي بالإفريقي، ومع الفتح الجديد ابتدأت اللغة العربية تدخل السودان، وتحل شيئا فشيئا مكان اللغات الأخرى كاليونانية والقبطية .. وفي القرن الثامن ثبتت تسمية السودان على البلاد الواقعة جنوب مصر .. وابتدأ السودان يميل نحو كونه عربيا انطلاقا من الشمال ..

ولم تصمد الممالك المسيحية طويلا، أمام الوجود العربي السياسي الديني والثقافي، وكانت المملكة (النوبية) أولى الممالك التي اضمحلت وتبعتها (مافوريا) سنة 1317م . أما مملكة (حلفا) فقد استمرت حتى سنة 1504م حين احتلتها جيوش مملكة (الفونج) أو (السلطنة الزرقاء) كما لقبها العرب.

وقد تأسست (السلطنة الزرقاء) سنة 1504 واستمرت حتى 1821 نتيجة تحالف شعبي بين (القواسمة) و(أصلهم من جزيرة العرب) و (الفونج) و(أصلهم إفريقي) وامتدت سيطرة الدولة الجديدة على قسم كبير من السودان، واتخذت (سنار) عاصمة لها، ومنها ابتدأ المذهب المالكي بالانتشار بعد أن أصبحت مركزا تجاريا ودينيا هاما ..

بسبب تمرد عدد من القبائل على السلطة المركزية، بدأت السلطنة الزرقاء بالتفكك في القرن الثامن عشر، حيث ابتدأت مملكة (دارفور) بالنشوء في الشمال الغربي للسودان وعاصمتها (طرة) .. وصمدت مملكة دارفور قرنين ونصف وقاومت (محمد علي باشا) أثناء دخوله للسودان .. وقد تم قتل ابنه (اسماعيل باشا) في (المتمة) قرب مدينة (شندي) شمال (الخرطوم) .. مما جعل قوات محمد علي تمارس أقسى أنواع القوة والبطش .. وحتى الجنوب السوداني الذي لم يكن يهتم بما يجري في المناطق الشمالية من السودان لقرون طويلة، تم دخوله من قوات محمد علي وفرض على سكانه دفع الجزية ..

وقد اعتمد محمد علي الذي أخضع كل السودان لحكمه على أسلوب التعاون مع شيوخ القبائل ووضع له نائبا حاكما على السودان (الحكمدار) .. استقر السودان وبدأ أبناؤه بنقل العلوم والتقنيات والخبرات في استصلاح الأراضي وزراعتها عن طريق المصريين .. لكن هذا الاستقرار لم يدم طويلا بعد وفاة محمد علي عام 1849 وخصوصا بعد تولي الخديوي اسماعيل الحكم، والبدء بحفر قناة السويس فكثرت ديون مصر و كثر الفساد في السودان ..

وبقيت السودان تحت الحكم المصري لعام 1882 بعد أن تم قمع ثورة أحمد عرابي وتولية اللورد (كرومر) الحكم الفعلي لمصر والسودان ..

يتبع




هامش
ـــ
موسوعة السياسة/المؤسسة العربية للدراسات والنشر/أسسها عبد الوهاب الكيالي/ الجزء الثالث/الطبعة الثانية1993/ ص 268
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-11-2007, 07:33 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الاستقلال والحرب الأهلية:

رغم ارتباط تاريخ السودان الحديث بتاريخ مصر الحديثة، إلا أن الإنجليز الذين استعمروا مصر ذاقوا الويل على يد السودانيين، حيث قامت مجموعات بحمل السلاح وقتال الإنجليز في معارك كثيرة، وبالذات ثورة الدراويش والحركة المهدية التي قتلت الحاكم الإنجليزي (غوردون) في قصره عندما احتل الدراويش (الخرطوم) عام 1885، وقد اعترف الإنجليز بهزيمتهم أمام السودانيين عام 1898 وتركوا إدارة السودان للمصريين الذين يرزحوا تحت الاحتلال البريطاني!

في عام 1938 وبعد استقلال مصر، قام مؤتمر (الخريجين) وهو اتحاد للمتعلمين السودانيين بقيادة (إسماعيل الأزهري) وأخذ وجها سياسيا عندما اندمج بالحزب الوطني الاتحادي الذي أسسه (السيد علي الميرغني) الذي يطالب بالوحدة مع مصر، كما أيدته طائفة (الختمية) .. وفي سنة 1941 تأسس حزب الأشقاء، وفي سنة 1943 تأسس حزب (الأمة) وهو الوجه السياسي لطائفة الأنصار وقائده كان عبد الرحمن المهدي ويدعو الى استقلال السودان وإقامة دولة إسلامية .. وفي عام 1946 تأسس الحزب الشيوعي السوداني وتبعه بوقت قصير تنظيم الأخوان المسلمين ..

نتيجة التنامي السياسي اضطرت الحكومة البريطانية لإنشاء أول هيئة تمثيلية للشعب السوداني عام 1947 هي (الجمعية التشريعية) التي تأتي بالانتخاب، وقد قاطعها حزب الأشقاء تلك الانتخابات وألقي القبض على مؤسسه (إسماعيل الأزهري) عام 1949.. ونال حزب الأمة أكثر المقاعد..

في عام 1953 حصل شمال السودان على حكم ذاتي في حين بقي الجنوب تحت السيطرة البريطانية .. وأسفرت انتخابات عام 1953 على فوز الاتحاد الوطني بأكثرية ملحوظة فعين إسماعيل الأزهري رئيسا للحكومة الجديدة، لتبدأ سلسلة من التحديات مع حزب الأمة والحكومة الجديدة التي رفعت شعار الوحدة مع مصر في حين رفضها حزب الأمة..

وبينما كان الشمال آخذا طريقه نحو التحرر والاستقلال، كانت بريطانيا تمارس على الجنوب سياسة العزل والإبعاد عن جسم السودان .. ومع اقتراب نيل السودان لاستقلاله تصاعدت الاضطرابات بين التنظيمات الجنوبية والشمالية عام 1955 والذي يعتبر عام الحرب الأهلية السودانية ..

في عام 1956 نال السودان استقلاله، وجرت انتخابات وفاز بها حزب الاتحاد الوطني ليرأس اسماعيل الأزهري حكومته، في حين لم يفز منافسه حزب الأمة سوى بمقاعد قليلة، فبقي بالمعارضة بقيادة المحامي اللامع (محمد أحمد محجوب) .. وكل ذلك كان إبان أتون الحرب الأهلية ..

لم يستطع النظام الديمقراطي الصمود في ظل الحرب الأهلية وعدم رضا المعارضة، مما جعل الطائفة الختمية وحزب الأمة يدعمان الفريق ابراهيم عبود للقيام بانقلاب أبيض على الحكومة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة يرأسه الفريق عبود نفسه ويعاونه ستة عسكريين وخمسة مدنيين .. ففرض الأحكام العرفية وحالة الطوارئ وألغى الأحزاب .. في حين لم يستطع المجلس أن يفرض هذه الحالة في الجنوب حيث استطاعت أحزاب الجنوب بتقوية تنظيماتها وإنشاء أجنحة مسلحة لها ..

لم تنجح إدارة عبود في ضبط الفسيفساء السودانية، فقامت إنتفاضة أسقطت حكم عبود وأعادت الحياة الديمقراطية عام 1964 وتألفت حكومة بقيادة (سر الختم خليفة) تضم حزب الأمة والاتحاد الوطني والشيوعي وبعض الساسة الجنوبيين .. في عام 1965 طرد الحزب الشيوعي من الإئتلاف الحزبي لوقوفه الى جانب مطالب الجنوب الانفصالية .. وبعد سنة حاول الشيوعيون القيام بانقلاب عسكري ففشلوا ..

وفي عام 1968 جرت انتخابات فاز بها الاتحاد الديمقراطي، إلا أن الانتخابات هذه لم تفرض الأمن والهدوء في البلاد، فقامت عام 1969 مجموعة الضباط الأحرار بالاستيلاء على السلطة وتنصيب محمد جعفر النميري رئيسا للبلاد.. والبقية معروفة ..

انتهى
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .