العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة بـــوح الخــاطـــر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الشلل في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخشوع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: بيان أخطاء مقال خيانة الوعي: حين تحوّل «ٱلنَّبِىّ» إلى «النبي» (آخر رد :رضا البطاوى)       :: موت الموت الرباني (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الحيلة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضيق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغلول في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الكفل فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: هل الآية المعجزة خرقٌ للقوانين الكونية أم أنها قانون إلهي مجهول؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: بدل فشل (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-12-2006, 07:18 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

عصر أحد أيام الصيف من عام 1960

كانت أم محمد تتقن الاستشهاد بآيات قرآنية في حديثها مع النساء اللواتي يجلسن معها.. فكانت إذا ذكر العلاقة بين الزوجين تذكر عدة آيات عن المعاشرة بالمعروف، وإن ذكرت أمامها التباهي بالمال ذكرت بعض الآيات عن قارون وغيره .. وهكذا .. فكانت في جلساتها تجذب النساء اللواتي في مثل عمرها من الجارات ..

لكن أم عاكف التي كانت تتعجب عن القدرة التي عند أم محمد في الكيفية التي تهتدي فيها لانتقاء مثل تلك الآيات و تضعها في سياق أحاديثها اللطيفة .. فقررت فجأة أن تخوض هذا المجال وليكن ما يكن ..

جاءت أم عاكف، فبعد أن طرحت السلام وكلام المجاملة الذي يتبعه، ردت أم محمد التحية .. وبعد فاصل تستجمع به النساء قواهن لترتب جدول الحديث بعده، بادرت أم محمد بالسؤال عن عاكف وهو سؤال له علاقة بوضع سابق تعرفه كلتا المرأتين..

وحان الوقت لأم عاكف أن تجرب حظها في استخدام الآيات القرآنية في جوابها عن السؤال عن ابنها .. فصمتت لحظة ثم قالت : سورة أنزلناها وأرادت التكميل .. فانفجر الطفل ابن الثماني سنوات ضاحكا، مكتشفا بحسه عدم توفق أم عاكف في مهمتها الجديدة .. فأدركت أم عاكف أن في الأمر خطأ ما، لكن أم محمد حاولت تكسير امتداد الوقت الذي قد يفضح جرأة ابنها، فتناولت رمحا من القصب تضعه النسوة جانبها لمطاردة الدجاج الذي يتخطى عتبة الغرفة..

فتساءلت أم عاكف ببراءة مخلوطة بجهل واضح والطفل يقوم بالفرار: ما به؟ فأجابت أم محمد بلهجة مصالحة: وجهه بارد ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-12-2006, 07:54 PM   #2
كرامـ CaRaMiLlA ـيلا
مشرفة قديرة سابقة
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
الإقامة: مكـــة الخيــــر
المشاركات: 2,027
إفتراضي

أخي الفاضل:ابن حوران

لقد ذهبت بي بعيدا إلى زمن بعيد
زمن بالتأكيد لم أدركه
رائعة.. أكمل و نحن بالانتظار

تحيتي
__________________
ليت الذي وداك يا زين جابك
تشوف عقبك كيف الأيام سوّن


إبداع الغاليـــة "صمت الكلام"
كرامـ CaRaMiLlA ـيلا غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-12-2006, 11:21 PM   #3
خاتون
مشرفة سابقة
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
الإقامة: المغرب
المشاركات: 489
إفتراضي

تقترب أيام العيد، وتنتعش الذكرى في خيالي، كانت أياما مقدسة في حياة والدي. حين يهل هلال ذي الحجة، أو قبله بأسبوع، تبدأ مشاوير أبي اليومية إلى سوق الاضحية، قبل أن يشتريها ليعلم الاثمنة وبعد شراءها ليعلم مصداقية الباعة وتغيرات السوق.
والجميل انه كان كان لا يأتي إلا بخروف جميل، أذكر أنه كان ينتقي كلمات جميلة في وصف الأضحية، مرة يقول خروف لطيف وحنون، ويظل يداعبه كأنه يلاعب طفلة جميلة، ثم يقارنها بأضحيات الجيران والأقارب ليثبت لنفسه ولنا طبعا أن أضحيته هي أجمل ما في السوق. ثم يعدد الأقارب الذين أصابهم السكري والذين سيحرمون من أكل الخروف وسيكتفون بالجدي، وبسرعة يقول: "هو صحي لكني لا أفضله" وذلك قبل أن يذكره أحدنا بانه أيضا مصاب بالسكري.
كان يهتم بالأضحية أكثر مما يهتم بنا، ففي كل ساعة يغير اكلهم متعذرا بحجة أنهم قد داسوا على الأعشاب بأقدامهم وقد لا يأكلونها.
وكلما تساءلت عن سر هذا الاهتمام بالضحية كلما طفت فقاعة مجنونة على صفحة نفسي فأقول: "ربما لم يكن يريد أن يموت وشهوته في بطنه"


آسفة على تطفلي
لم أستطع أن أقول انها خاطرة ولا تجرأت أن أجعل منها موضوعا فهي شظية من شظايا الذاكرة وصلت شرارتها إلى هذه الصفحة.
شكرا لمنحك هذه الفرصة.

تحياتي
خاتون

آخر تعديل بواسطة خاتون ، 26-12-2006 الساعة 11:27 PM.
خاتون غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-12-2006, 03:48 PM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

لم أتذكر التاريخ جيدا

جاء أحد أعمامه وهو المقتصد في ابتسامته .. فلم يذكر أنه رأى سنا له طيلة حياته.. جاء وجلس بالقرب من والده، حيث كان والده هو الأخ الأكبر بين خمسة من أبناء الشيخ (جده) .. وحدثه في أن يذهب ويخطب له أحد الفتيات في قرية مجاورة.. فوصفها بأنها بنت ستة عشر عاما تتمتع بجمال فائق، واستخدم عبارة (إنها تقول للقمر ابتعد لكي أجلس مكانك) ..

وكون تلك الزيجة هي الثالثة لعمه، فكان والده قليل الحماس للتبكير في الرد سواء إيجابا أو رفضا.. فترك أخاه يتحدث.. فاسترسل مادحا تلك الفتاة، فقال: إنها صاحبة دين ( مسبحتها مائة وخرزة) .. فابتسم والده ابتسامة أغاظت عمه.

فسأله عمه: ما بالك، ألن تأتي معي لخطبتها؟ ألم تعجبك مواصفاتها؟
فأجاب والده: لا لن أأتي معك ولا أنصحك بخطبتها ..
فسأله العم : ولماذا؟
فأجاب الوالد : إن بنتا بعمر ستة عشر عاما تحمل مسبحة مئة وخرزة، لا شك أنها مجنونة ..

نهض عمه وذهب ورتب خطبة الفتاة و تزوجها دون موافقة أخيه .. وبقيت عنده عام .. حتى ظهر جنونها .. فطلقها .. وصالح أخاه ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-02-2007, 03:45 PM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الخامس من شباط 1961 (من أيام سعد ذابح )

كانوا يتجمعون حول (نقرة) تم حفرها في جزء من مكان جلوس كبير العائلة، ولم يكن كبير العائلة كبيرا للعائلة فحسب، بل كان كبيرا لعشيرته التي لم يلحظ أحد أنه خلصها من أي شر أحاط بها ذات يوم .. كان كرمه لا يقف عند حد فقد باع 150 هكتارا من أخصب الأراضي ليتلذذ بنعيم الدنيا، وقد كانت تلك الأراضي دية والده الذي قتل قبل ثلاثين عاما .. فقد كان يسافر لمصر ليسمع ما يغني سيد درويش، وكان هو الوحيد الذي يمتلك (مكوى فحم) يكوي به ملابسه ..

كان أبناء عمه الأربعة وابن أخته وهو ابن عم له قتل وهو يحاول أخذ الثأر بدم والده، لا يكنون له مشاعر ود، ولكنهم اعتادوا على الجلوس في ديوانه بانتظام، وكونهم استنزفوا ما لديهم من قصص، فقد كان الحديث المشروع والذي يبدو جديدا، هو الحديث عن الطقس (الحالة الجوية) .. فلا بأس أن يُعاد سرد أسباب تسمية أقسام (خمسينية الشتاء) الأربعة: سعد ذابح وسعد بلع وسعد السعود وسعد الخبايا .. فالقصة الأسطورية تقول: أن أربعة من الأخوان قد سافروا ذات يوم في الشتاء وهم يركبون جمالهم .. ولكن البرد قد قتل ثلاثة منهم، ولم يبق إلا واحد اسمه (سعد)، فذبح (ناقته) وعمل من جلدها خيمة احتمى بداخلها، لمدة 12.5 يوم، وهي الفترة التي يطلق عليها بالتقويم (الفلاحي) اسم (سعد ذابح) والتي تبدأ من الأول من شباط/فبراير وتنتهي في منتصف الثالث عشر منه.

كان هناك من يذكر تلك القصة في جو مشبَع بدخان الحطب الرطب، فلا يكاد المرء أن يميز وجه أخيه وتعابيره، هل هو منشرح لتلك الأخبار أم مستاء .. وعلى أي حال لم يكن أحد ينتظر تزكية موضوعه إن كان جيدا أم رديئا.. فالصمت قاتل ولا بد لأحد أن يتطوع لكسر الصمت، بقصة أو حتى سعال، فليس هناك من يرفع يده معترضا (نقطة نظام!) ..

لكن كبير العائلة اعترض على السرد، وأخرج (مكتوبا) قد وصل من أخيه غير الشقيق من مصر، حيث كان لاجئا سياسيا، يقول في جزء منه: أنه يستطيع أن يرى رئيس الجزائر (بن بللا) وهو يجلس في القاهرة (وكان يقصد التلفزيون) ، فاعترض ابن عمه الثالث من حيث العمر، وكان الوحيد من العائلة الذي لم يستطع القراءة، قائلا : (ضبوا هالخاير ) أي اخفوا هذا المكتوب ولا تتحدثوا فيه فإن سمع الناس ما جاء فيه سيتهموننا بالكذب ويمكن أن يتهموننا بالجنون!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-03-2007, 07:05 PM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

بداية خريف 1961

كان ابراهيم رحمه الله طفلا يافعا وجهه أصفر، لا يحب أن يسأله أحد عن اسمه، ولا يحب أن يوجه إليه المدرس أي سؤال .. وكان المدرس يعرف ذلك جيدا .. لأنه حتى لو كان السؤال عن كونه مستيقظا أم نائما .. فإن ابراهيم يدخل بنوبة بكاء وصراخ تزعج كل صفوف المدرسة ...

كان الطالب الذي يجلس بجانبه على المقعد، قد عرف عنه تلك الخصائص، فنذر نفسه للدفاع عنه ممن يريدون إحراجه ..

وفي ضحى ذلك اليوم، ودون أن يتوجه أحد بمضايقة ابراهيم بسؤاله عن أي شيء، صرخ ابراهيم باكيا، أثناء وجود المدرس (الوحيد طبعا لكل الدروس) .. فتوقف المعلم عن إعطاء الدرس، وتساءل عمن ضايقه، ولم تكن هناك إجابة، لأنه لم يكن هناك من ضايقه بالفعل ..

فاعتقد المعلم أن ابراهيم بحاجة أن يذهب للحمام .. فطلب منه الذهاب للحمام، فرفض ابراهيم وقد رفع من نبرة صراخه .. فاستعان المعلم بالتلميذ الذي بجانبه وهو صديق له (مع وقف التنفيذ) .. فأقنع التلميذ صديقه ابراهيم بأن ينهض الى الحمام ورافقه الى هناك .. لم يكن حماما بل كان غرفة مهدوما سقفها، وهي جزء من (خرابة) تجاور المدرسة ..

عندما دخل ابراهيم الغرفة اشتد صراخه .. وتناول حجرا وضرب به صديقه، ولكن صديقه لم يبتعد بل أصر على البقاء قربه، مع اعطاءه فرصة بالاختلاء بنفسه .. لكن ابراهيم استمر بالصراخ .. فاسترق صديقه نظرة ولكنه لم يجده في وضعية من يقضي حاجته، فعاد راكضا للمعلم ليبلغه .. فطلب منه المعلم أن يرافق ابراهيم لبيته .. ففعل ..

وفي البيت زاد نحيب ابراهيم .. الذي هرعت أمه لتنزع سرواله وتستعين بأداة من حديد لإبعاد (عربيدين ) من الإسكارس .. وهي ديدان بيضاء اللون طولها أكثر من قدم ..

لم يعد ابراهيم منذ ذلك الوقت الى المدرسة، وتلقى صديقه نبأ وفاته بحادث سيارة في لبنان في الثمانينات ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-03-2007, 04:10 AM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

أخي الفاضل ابن حوران
مررت علي هذا الطرح المميز
ولقد ذكرتني بأول يوم ذهبت فيه إلي المدرسة الإبتدائية مدرسة النجاح الإبتدائية قريبا من ميدان الجيزة .
وذهبت معي والدتي في الصباح توصلني إلي المدرسة هي وجدتي رحمهما الله رحمة واسعة.
ولما حانت العودة وكانت المدرسة تبعد عن البيت بحوالي 2 كيلو متر لم انتظر قدوم أمي وعدت إلي البيت وفي الطريق قابلت أمي وجدتي رحمهما الله وارتسمت علامات الفرحة علي وجه أمي وجدتي حينها أحسست أني كبرت وربما لاأحتاج إلي معاونة أمي وجدتي في العودة.
ربما حينما نتذكر نبتسم أو نضحك .
تحياتي أخي الفاضل ولكم خالص الود
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .