وصــلت رســالة أبـــو الغــــيط .... تميـم منصـور

[كيان العروبة]

وصلت رسالة أبو الغيط
تميم منصور

كل مواطن عربي يعرف أن النظام الحاكم في مصر وفي مقدمته الرئيس مبارك ووزير خارجيته أبو الغيط يعيش في أزمة وحالة صراع داخلي منذ أن انفجرت ألازمه في معبر رفح واقتحام الفلسطينيين لهذا المعبر.
خيوط ألازمه بدأت عندما خجلت السلطات المصرية من نفسها واضطرت لفتح المعبر أمام الحجاج الفلسطينيون العائدون من الديار الحجازية، بعدها شعرت هذه السلطات أنها قد ابتلعت سكيناً بدأ يمزق أحشائها، وأنها سوف تتعرض للذم والبهدلة من حلفائها في واشنطن وفي إسرائيل.
بعد هذه الخطوة المصريه لم تتأخر وزيرة خارجية حكومة اولمرت الفاشية السحاقيه ليفني بتوجيه الانتقاد للنظام المصري معترضةً على خطوته الانسانيه، لم تتردد السحاقيه ليفني من توجيه هذا الانتقاد الجاف لانها لا تعير اهتماماً لموضوع رضى المصريين أو غضبهم لانهم بالنسبه لها (حيط واطي) ألكل يستطيع المرور من فوقه بسهوله، افتعلت إسرائيل هذه الازمة واستمرت في صفع المصريين ملوحةً بأنها قادرة على سد أبواب تدفق الفتات الأمريكي لنظام مبارك، رغم هذه " البهدله " الاسرائيليه والتطاول فيها على القرارات السياديه في مصر استقبلت القاهرة أكثر من وفد أمني اسرائيلي واحد حل ضيفاً على أحد أعمدة جسور التطبيع مع إسرائيل "عمر سليمان "، تذكر وسائل الإعلام الاسرائيليه أن عمر سليمان حليفها الأول وأنه لا يختلف في مواقفه المتخاذلة عن وصفي التل الأردني وفريق 14 شباط في لبنان وغيرهم.
بعد دخول الحجاج الفلسطينيين استمرت إسرائيل بإتباع سياسة الأرض المحروقة ضد الفلسطينيين خاصةً في قطاع غزة، رغم ذلك بقي نظام مبارك وأبو الغيط جزءاً منه وواجهه تشارك في حصار
القطاع. فحدث ما لم يكن في حسابات المصريين والإسرائيليين، مع أن رد الفلسطينيين طبيعياً ومتوقعاً وهو اقتحام معبر رفح، ليس من أجل الاستيطان أو النهب والسلب كما تدعي بعض الأقلام المأجورة والنفوس المريضة قصيرة النظر في مصر.
كان تدفق الفلسطينيين تلقائياً وغريزياً هرباً من شبح المجاعة والموت، جاءوا إلى رفح والعريش ليس للتسول لأنهم شعبٌ مقاوم. اقتحموا الحدود المصطنعة التي وضعتها بريطانيا بين فلسطين ومصر سنة 1908.
رغم سياسة التأتأه والتردد التي مارسها رجال الأمن المصريين في البداية لمنع تدفق الفلسطينيين باتجاه الأراضي المصرية، لكن النظام عاد وحسم الأمر وفتحت الحدود، بعد هذا القرار السليم اعتقدنا أن نظام مبارك سلك طريقاً صائباً وأن هناك صحوة ناصرية مفاجئه بدأت تسري في عروقه، لكن الطبع سبق التطبع وأن هذا النظام البالي الفاسد التابع عاجز عن حمل فكراً وقدراً ناصرياً واحداً .
لأن الناصرية بفكرها التقدمي المواجه وإجماعها العروبي كبيره على مقاس مثل هذا النظام الذي يتنفس بالرئة الامريكيه والاسرائيليه، بعد أسبوع من فتح معبر رفح تقريباً عاد نظام مبارك وأخذ يتصرف كالجمال التي تدك الأرض بعد حرثها.
عاد النظام إلى سلوكه الطبيعي وموقعه الحقيقي موقع دعم وحماية المصالح الامريكيه الصهيونية في المنطقة، عاد إلى استرضاء واشنطن وإسرائيل في إقفال كل القيود حول أعناق الشعب الفلسطيني، لم يتحمل مبارك وأبو الغيط غضب واشنطن وإسرائيل المعنيان دائماً بكسر إرادة الشعب الفلسطيني وتكرار النكبة على مرأى ومسمع من أبو مازن وسلام فياض الأعضاء في فرق أعداء المقاومة في المنطقة.
سقط نظام مبارك أمام ضغوط إسرائيل وواشنطن وقام بإغلاق معبر رفح رافضاً تغيير الاتفاقية الخاصة بفتحه وإدارته حتى تبقى إسرائيل وحلفائها الأوروبيين تهيمن على هذا المعبر.
المؤسف أن نظام مبارك لم يكتفي بإعادة إغلاق المعبر بل أبدى ندمه بالسماح للفلسطينيين بدخول الأراضي المصرية حتى أن دخولهم تحول إلى وبالٍ سقط على رؤوسهم وعلى حركة المقاومة في غزة. لقد أطلق النظام وسائل الإعلام كالكلاب المسعورة من ذوي الأقلام الرخيصة المأجورة حيث قامت بالنباح ضد الفلسطينيين من خلال حمله مغرضة كاذبة ضد حركة حماس وضد المقاومة الفلسطينية.
اتهمت هذه الأقلام الفلسطينيون بأنهم يريدون السيطرة على رفح المصرية والعريش وأنهم يخططون لإقامة مستوطنات فلسطينيه داخل صحراء سيناء. هل نبكي أم نضحك؟.
هذا ما انتظرته إسرائيل فقد صدرت صراعها مع الفلسطينيين إلى مصر وكادت أن تنجح.
الغريب بالأمر أن أحد رموز النظام أحمد ابو الغيط، سارع بالانضمام إلى جوقات التحريض الرخيصة المفلسة ضد الفلسطينيين هذه التصريحات والتهديدات التي أطلقها تؤكد أنه أحد التلاميذ الذين تخرجوا من مدرسة إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل السابق، قام أبو الغيط بعملية اجترار جديدة لما قاله رابين أثناء انتفاضة الشعب الفلسطيني الأولى فقد استعمل هذا الصهيوني القاتل سياسة تكسير عظام الفلسطينيين وكان يردد ذلك يومياً.
اليوم يقوم أبو الغيط بالرجوع إلى تراث رابين ألاحتلالي بعد أن هدد الفلسطينيين بتكسير أقدامهم إذا عادوا ودخلوا مصر من جديد.
كان تهديد أبو الغيط عبارة عن رسالة أراد إيصالها لأصدقائه وحلفائه في إسرائيل وواشنطن يقول فيها نحن على الوعد الذي تعرفونه في حماية حدود إسرائيل.
نقول لأبي الغيط بأن رسالتك قد وصلت وقد وضعها الإسرائيليون في أرشيفاتهم الخاصة كي تكون شاهداً على تخاذل هذا المارق على الشعب الفلسطيني، إسرائيل ترى في هذه الرسالة شهادة شرعيه تعطيها الحق للاستمرار بقتل الفلسطينيين وحصارهم إسرائيل ترى في هذه الرسالة أن هناك طرفاً عربياً يستخدم القمع والحصار ضد
الشعب الفلسطيني.
نعم إنه تحالف صهيوني مع مبارك لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وطوقاً حديدياً لخنقه وحصاره.
وصف أبو الغيط الصواريخ الفلسطينية بأنها صواريخ كاريكاتيرية. إذا ما هو البديل لديك يا أبا الغيط؟ هل تريد للفلسطينيين التفريط بسيادتهم على قطاع غزة كما فرط معلمك السادات بسيادة مصر الحقيقية على صحراء سيناء وعلى قناة السويس وعلى النفط أيضاً.
إن موقف أبو الغيط الاستسلامي لا يمثل إرادة الشعب العربي فوق ارض الكنانة. مصر وشعبها في قلوبنا لذلك نقول مبروك الفوز بكأس الأمم الافريقيه لقد أثلج هذا الفوز قلوبنا المحروقة ونفوسنا المقهورة . أعاد الابتسامة إلى وجوهنا لأن الفلسطيني نسي الابتسامة وقد أصبح الفرح في نفوسنا نوعاً من الكماليات.