هل انتهت معركة ايلول الاسود ..ام ان الاردنيون مازالوا يحاربون
بدايات معركة ايلول الاسود
تزوير التاريخ وتزوير الاحداث هذه مهمة العرب وتوشك ان تكون حصرية
كانت جريمة بمعنى الكلمة ويحاول الاردنيون طمس اي معلومات او حديث عن الفضيحة عمدا
ولكن الذاكرة الفلسطينية قوية رغم الصمت
دأبت الأجهزة العميلة بالأردن على افتعال الاصطدامات الدموية والاستفزازات المتكررة ضد قوى الثورة الفلسطينية وهي بذلك كانت تهدف الى خدمة المخطط الصهيوني الاستعماري الهادف إلى ما يلي:
اولا :خلق الفتن الداخلية والنعرات الإقليمية وخلق أجواء من التوتر والقلق تدفع الجماهير إلى مواقف سلبية من حركة المقاومة الفلسطينية.
ثانيا :إلهاء حركة المقاومة الفلسطيني بمعارك جانبية بقصد إبعادها عن هدفها الأساسي وشل فعاليتها القتالية داخل الأرض المحتلة، وبالتالي تخفيف الضغط على العدو الإسرائيلي.
ثالثا :تصفية حركة المقاومة تمهيدا لتصفية القضية الأساسية وفرض الحلول الاستسلامية، لا سيما بعد أن أعلنت إسرائيل موافقتها على قرار مجلس الأمن.
وقد نجحو ا بذلك نجاحا باهرا
بعد إعادة الحسابات التي نتجت عن حرب الأيام الستة عام 1967، كانت بعض المنظمات العربية تبحث عن طرق لإسترداد ماء الوجه وبعضها لتحسين وضعه.
والمعلوم ان الفلسطينيون من حيث العدد يشكلون نسبة عالية من تعداد سكان الأردن وكانوا مدعومين من قبل أنظمة عربية مختلفة، خاصة من الرئيس المصري جمال عبدالناصر.
إسرائيل كانت قد استهدفت مرارا عبر هجمات خلال الحدود من قبل الفدائيين الذين كانوا يتمركزون في بلدة الكرامة على الجانب الأردني.
وكرد فعل على مجموعة من الهجمات كانت قد صدرت من الجانب الأردني من الحدود، قام الجيش الإسرائيلي باجتياح بلدة الكرامة في 21 مارس عام 1968 م.
رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي إشكول أعلن أن الهدف من العملية هو منع "موجة جديدة من الإرهاب".
والمفاجئة كانت عندما تدخل بعض الجيش الأردني بقيادة مشهور حديثة -بشكل غير متوقع صدم منه الاسرائيليون والسياسيون الاردنيون معا - والذي تم طرده من الخدمة لاحقا لمخالفته الاوامر فقامت معركة كبيرة بين اليهود والفلسطينيون وبمساندة بعض الجيش الاردني عرفت بأسم معركة الكرامة.
قتل في المعركة 250 جندي إسرائيلي وجرح 450، كما فقد الجيش الأسرائيلي مئات الآليات بسبب ضربات الفدائيين حيث ان الجيش الاسرائيلي لم يكن معتاد على هذا النوع من القتال . وقتل من جانب الجيش الأردني 60 جندي ودمر له 10 دبابت ومدفعين فقط وقتل من الجانب الفلسطيني اكثر من 170 مقاتل فلسطيني
وصنف هذا النصر على انه أول انتصار لجيش عربي على إسرائيل.
والناظر لاعداد القتلى يعرف حقيقة المعركة ومدى استبسال الفلسطينيون فيها مما أدى للنصر في هذه المعركة ولكن الاردنيون نسبوا النصر لانفسهم الان وكأنهم هم من خاض المعركة لوحدهم علما ان دبابتهم لم تكن تساوي شيء امام التكنلوجيا الاسرائيلية حيث ان اسرائيل كانت ولا زالت قادرة على هزيمة اي جيش نظامي عربي ولكنها عاجزة امام المليشيات وحرب الفدائيين
واعترفت إسرائيل بتفوق الثورة الفلسطينية في الحرب الشعبية ، حيث طلب ناثان بيليد ممثل حزب المابام بان تقوم إسرائيل بتغيير تكتيكها العسكري قائلاً : ( أن على إسرائيل أن تصوغ تكتيكها العسكري وفقاً لمبادئ القتال المتبعة عند العدو ).
وهذا دليل كذب الاردنيين
لقد كان النصرنصرًا فلسطينيا أعاد الكرامة إلى العرب مما أدى ذلك الى رفع معنويات الفلسطينيون وادى الى ان انضمت حشود ضخمة من الشباب إلى تنظيم حركة فتح التي سيطرت بدورها على منظمة التحرير ضمن مناطق الجيوب الفلسطينية ومخيمات اللاجئين في الأردن وبدأت قوات الأمن الأردنية وقوات الجيش تفقد سلطتها، حيث بدأت قوات منظمة التحرير الفلسطينية النظامية بحمل السلاح بشكل علني، وإقامة نقاط تفتيش، وجمع الاموال باسم ضريبة القضية الفلسطينية.
الإانتشار الفدائي على الساحة الأردنية بدأ يقلق الملك حسين الذي بات يشعر بأن هناك دولة بدأت تنمو داخل دولته ويجب القضاء عليها
يتبع
|