ترانا ماذا عسانا نجني من وراء هذا الكلام ؟
حرب طائفية بين كل أبناء المجتمع ؟ قتل وتشريد وصراع ديني وإسالة للدماء بين الأطراف المتنازعة حول معتقدات محلها العقل والقلب ؟
ماذا تنتظر منا أن نفعله ونحن نتشرب صبح مساء من مثل هذا الكلام ؟
أن يحمل الجنوبي في لبنان سلاحه، ويهرع إلى الشمال السني ويطلق عليهم قذائفه ؟ أم تريد من الأشعري أن يسيل دماء الإثنا عشري ويبقر بطنه ؟
ماذا بعد هذا الذي تكتبه، اللعن والتكفير والتشهير ؟ إعلان الحرب على كل متعاطف مع الحسين أو علي، وقتل كل صاحب عمامة سوداء، وفي المقابل، يرتاح المحتل الأجنبي بين ظهرانينا، وتسرح وتمرح إسرائيل وتقوم بممارسة إرهابها ضد الأبرياء هناك ولا من حسيب أو رقيب، والعرب لاهون في التشريع لحربهم الأهلية وللنار التي ستأكل بعضهم بعضهم ولا تترك منهم أحدا.
ماذا عن ابن الجزيرة العربية المطل على خليج فارس، هل تريده أن ينخرط في هذه الحرب أيضا ويقتل ابن بلده ويحاربه لأن غريمه سني، وتتعقد الأمور وتتطور فيأتي الغربي المحتل لسلب رزقه وقوت أولاده ؟
هل هذا هو البديل التي تقدمه لنا، والتصور الذي تريدنا أن نكونه ؟ يقتل الواحد فينا أخاه وابن بلده وكل ذلك لأسباب واهية.
مشاكل وخلافات وحروب وقعت في غابر الأزمان، في قرون ماضية بل وأكثر من ألف سنة، أقوم بإحيائها اليوم وزرع بذور فتنة وكراهية بين أبناء الوطن الواحد، أين سنصل ؟
النتيجة : حروب أهلية وتفجيرات في الأسواق واستباحة لمساجد ومدارس بالقنابل والسيارات المفخخة، ودماء تسيل في الطرقات والشوارع ورعب يعشش في القلوب ولا تنمية ولا تقدم ولا شيء.
هل هذا هو الوطن الذي تقدمه للناس ؟ هل هذه هي الحياة التي تريدها للناس ؟
وبعد حرب السنة والشيعة ماذا ؟ أشاعرة في الجزائر ضد أباضيين في عمان، وصوفية في المغرب ضد وهابيين في الكويت، ويتحول الدين إلى أداة جريمة وكراهية، بدل أن يكون وسيلة تسامح ومحبة وهداية للناس وسلام للعالمين.
أهذا هو الاسلام الذي تعدنا به ؟