ومن غير الصحيح أننا ننسلخ عن أبناء شعبنا، فعندنا لجنة المبادرة التي قامت منذ سبعينيات القرن الماضي بالنضال من أجل نصرة شعبنا وقامت بزيارات تضامن لكل مدن الضفة والقطاع وتبرعت بالدم في غزة ومستشفى المقاصد، ويذكر أن المرحوم حيدر عبد الشافي قال لهم "نحن لسنا بحاجة إلى الدم ، لكن يشرفنا أن نقبل من أبناء الطائفة العربية الدرزية دما" ,أذكر أنه في زيارة تضامنية لمدينة الخليل، بعد المجزرة التي ارتكبها المجرم غولدشتاين في الحرم الإبراهيمي، جاء المرحوم الرنتيسي الذي كان ناطقا باسم المبعدين في مرج الزهور ليحكي للجمهور المتواجد وكان جمهورا كبيرا عن مساعدة الدروز للمبعدين..
وهناك بجانب لجنة المبادرة المعروفيون ألأحرار، والهيئات المستقلة التي تعمل في نفس الإتجاه
وتعدد هذه الهيئات، وتفرقها، دليل العروبة، المتمثل بعدم الإتفاق (ألم يتفق العرب على عدم الإتفاق- ألسنا عربا، تفرقنا الهموم بدل أن تجمعنا)
نحن طائفة مثل كل الطوائف فينا الأبي الشهم وفينا النذل. لكن الشرفاء اينما كانوا أكثر وإن لم يذكروا...
تذكر بعض وسائل الإعلام أن أكثر من أربعين ألف متعاون مع الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين أن عدد أبناء الطائفة الدرزية (اليوم) مائة ألف نصفهم نساء وثلثهم أطفال وأحداث، فلم يبق غير سدسهم، منهم الرافض للتجنيد وللاحتلال والمعارض للسياسة ومنهم الشيخ والعاجز، ومنهم من سطر تاريخا مشرفا في الانتماء والوطنية والتمسك بالهوية العربية، ولك أن تعدّ الباقي ومنهم المحايد والمتعاون.
أليس هذا كافيا لعدم اعتبار الطائفة "منسلخة" وعدم فتح ملف خاص بها!!؟؟؟
أين هو تعاون القلة من الدروز بجانب العميل الذي يعطي رقم سيارة المسؤول عنه في أعلى المستويات لتصفيه طائرة الاحتلال او دبابته أو قناصه، ثم أين هو تعاون قلة من الدروز بجانب فتح أجواء دول عربية أمام سلاح الجو الإسرائيلي ليضرب في السودان أو العراق أو إيران..
أما بالنسبة لقضية عزام عزام، لم ولا تعني أن كل الدروز متهمين، ويجب ألا تعني دلك عند المثقف، لأن في التعميم ظلم، إن لم يكن كله ظلم. فهل لي أن أتهم الشعب المصري الكريم بالعمالة لإسرائيل بمجرد تعامل عائلة مصرية شاذة مع الموساد!!!؟؟؟.
في جيش الدفاع الإسرائيلي وقوات أمنه المختلفة، اليوم، من المسلمين غير البدو والمسيحيين أكثر مما فيه من الدروز، وإن كانت كثرتهم تبدو قليلة نسبيا كما تبدو قلة الدروز كبيرة نسبيا، لأنه يسري على أبنائها قانون جائر، قانون مرفوض مرفوض مرفوض، فالدرزي يجند بقانون ظالم بينما يتجند المسلم أو المسيحي برغبة فقط.
وفي جيش الدفاع الإسرائيلي من الجنود اليهود من درس اللغة العربية ولهجاتها المختلفة قبل تجنيده استعدادا له، مما جعل من يعاني من بشاعة الاحتلال أن يظن أن كل متكلم لغة عربية في أي موقع كان في الجيش أو على المعابر أو في المؤسسات أنه درزي.
وعلى سبيل المثال لا الحصر،أن ضابطا درزيا خلوقا وإنسانا بما تعنيه الكلمة، جاءته امرأة في نابلس تشكو أن أحد الجنود الدروز سلبها مجوهراتها، فأمر الضابط على الفور بإجراء طابور تشخيص وطلب من المرأة أن تتعرف على اللص، وعندما عرفته اتضح أنه ليس درزيا.
وقد أصدر المرحوم الشيخ أمين طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية بيانا عُمم في كل الصحف ووسائل الإعلام، ألقى بموجبه الحرمان الديني على كل جندي درزي يمارس أعمالا لا إنسانية في المناطق المحتلة (الاتحاد 18/5/1989).
أما بالنسبة لعدم المساواة فنحن عرب لا نستغرب عدم المساواة، إننا نتوقع مثل هذا، وكما قلت عندما قال أحد المقربين للسلطة، عندما مثل ابني أمام المحكمة العسكرية لتهربه من الجيش، حينها قال هذه الشخص "لتنفع العروبة أباه" قلت أنني لا أفاجا بسجن ولدي، واتوقعه، ولن أخجل به، كما لا ولن أخجل بعروبتي، ولو عاد لي الأمر شخصيا لأعلنتها مدوية "لا أريد امتيازات ثمنا لعروبتي، وانتمائي" وقلتها وأقولها أنني لا أحب عمري إن لم أكن عربيا حتى لو سلبت كل حقوقي.