وهذه الأجزاء الخمسة يمكن اعتبارها مرادفة لمفهوم الروح وعليه فإن الإنسان هو مجرد اتحاد زمني طارئ لهذه المفاهيم , وإنه من الخطأ التصور بوجود "أنا ذاتية"، وجعلها أساس جميع الموجودات التي تؤلف الكون فالهدف الأسمى حسب البوذية هو التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث، والتخلص من الآلام والمعاناة التي تحملها. وبما أن الكارما هي عواقب الأفعال التي يقوم به الأشخاص، فلا خلاص للكائن ما دامت الكارما موجودة.
عند وفاة الإنسان فإن الجسد ينفصل عن الحواس، الإدراك، الكارما والضمير وإذا كانت هناك بقايا من عواقب أو صفات سيئة في هذه الأجزاء المنفصلة عن الجسد فإنها تبدأ رحلة للبحث عن جسد لتتمكن من الوصول إلى التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث وحالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام كالشهوة ,الحقد والجهل, ويسمي البوذيون هذا الهدف النيرفانا."
وقطعا لا وجود لتلك الأجزاء فى الروح وهو معتقد مماثل للتناسخ الهندوسى حيث أن بوذا حل فى 24 جسد أو أكثر
وتحدثت عن الدين اليهودى مبينة أنه لا يعرف الروح فقالت:
4 - في المعتقد اليهودي
لا يوجد في التوراة توصيف دقيق لـ "الروح"، لكن في سفر التكوين نجد أن الخالق خلق الإنسان من غبار الأرض ثم نفخ في انف الإنسان ليصبح مخلوقا حياً. وقد أنقسم إيمان اليهود إلى قسمين:
- الفريسيون الذين يؤمنون بالروح والقيامة والملائكة.
- الصديقيون الذين لا يؤمنون بالروح ولا القيامة ولا الملائكة.
وقال الفيلسوف اليهودي سعيد ابن يوسف الفيومي: " أن الروح هي ذلك الجزء من الإنسان المسؤول عن التفكير والرغبة والعاطفة "، وهناك تشابه كبير بين هذا الوصف وتقسيم فرويد للاوعي الذي أنقسم إلى الأنا السفلى والذات والأنا العليا واستنادا إلى كتاب كابالا المفسر لكتاب التوراة فإن الروح تنقسم إلى ثلاث أقسام:
- نفيش: الطبقة السفلى من الروح وترتبط بغرائز الإنسان الجسدية وهو موجود من لحظة الولادة.
- روخ: الطبقة الوسطى من الروح والمسؤولة عن التمييز بين الخير والشر وتنظيم المبادئ الأخلاقية.
- نيشامه: هي الطبقة العليا من الروح المسؤولة عن تميز الإنسان عن بقية الكائنات الحية.
ويعتقد اغلب اليهود أن أرواحهم تتميز عن باقي الأرواح وذلك لأنها جزء من خالقهم مثل الابن جزء من والده وأن الأرواح الغير يهودية هي أرواح شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات كما أنهم يعتقدون بأن الروح مطابقة لصورة الجسد أي أنها تتخذ هيئته."
وقطعا كل هذا تخريف فالروح وهى النفس تتركب من الشهوات والبصيرة وهى العقل والإرادة التى تختار اتباع أحدهما
وتحدثت عن الدين النصرانى فقالت:
5 - في المعتقد المسيحي
تعتبر الروح بمثابة الكينونة الخالدة للإنسان وأن الخالق الأعظم بعد وفاة الإنسان إما يكافئ أو يعاقب الروح وقد ذكرت كلمة الروح على لسان المسيح في العهد الجديد من الكتاب المقدس حيث شبهها برداء رائع أروع من كل ما كان يملكه سليمان و يجزم المسيحيين أن الروح خالدة حتى بعد الموت وأن الجسد هو الذي يفنى وقد ورد في الكتاب المقدس:
" الروح هو الذي يحيي أما الجسد فلا يفيد شيئًا، الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة " (يوحنا 11 - 13)
" لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم " (أنجيل متى 28:10 - أنجيل لوقا 5,4:12). " من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية " (رسائل بولس 8:6)
- وهناك جدل كما في باقي الأديان عن ماهية الروح فالبعض يعتقد إنها موجودة قبل ولادة الإنسان وعند الولادة يقوم الخالق بإعطاء الروح إلى الجسد بينما يعتقد البعض الآخر أن روح الإنسان تنتقل كمزيج من روح الوالدين وأن آدم هو الشخص الوحيد الذي خلقت روحة مباشرة من الخالق.
لكن هناك أجماع في المسيحية وهو أن الوصول لمعرفة ماهية الروح من الأمور المستحيلة.
- وقد قال المفكر المسيحي (أورليس) أن الروح عبارة عن مادة خاصة وفريدة غرضها التحكم في الجسد.
- ويرى طائفة شهود يهوه أن الروح مطابقة لكلمة نفيش العبرية والتي حسب تصور الجماعة مشتقة من التنفس أي أن نفخ الخالق للروح في جسم أي كائن يجعل هذا الكائن متنفساً.
- وهناك بعض من الناس ممن يعتقد إن الروح تذهب إلى حالة من السبات لحين يوم الحساب."
والمستنتج مما قالته أن معرفة ماهية الروح مستحيلة فى النصرانية وأخيرا تعرضت لأقوال الفقهاء المسلمين فقالت:
6 - في المعتقد الإسلامي
تنسب الروح إلى ذات " الله" العليا وهي جسم نوراني أو طاقة عليا ويعتقد البعض أنها خالدة وهي أمر الله الذي يبث الحياة في الجسد بينما يعتقد آخرون أن الروح تموت وتذوق الموت لأنها نفس وكل نفس ذائقة الموت.
لكن هناك خلاف حول طبيعة الروح والنفس فهي علاقة معقدة فكثير ما يدخلها الغلط والخلط ويشار أحياناً إلى الروح على أنها نفس مما يسبب غموض فهناك من يعتقد أن الروح هي النفس وهناك من يعتقد أن الروح مختلفة عن النفس ويعرف ابن تيمية الروح بقوله أنها الروح المدبرة للبدن التي تفارقه بالموت وهي الروح المنفوخة فيه، وهي النفس التي تفارقه بالموت.
- وقد أتفق أجماع العلماء على أن الروح من عالم الأمر الذي يتعلق بصفات الله وغير خاضعة للمكان والزمان و الروح تنتمي لهذا العالم وأن النفس هي المسيطرة التي تحث على الخير والشر وهي التي تُعاقب أو تُثاب وأحياناً تطلق النفس على البدن أو على الشخص بحد ذاته. - وقد ذكرت الروح في القرآن الكريم في عدة مواضع:
" ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً " (الإسراء -85)
تؤكد هذه الآية صعوبة فهم ماهية الروح على عقول البشر وبأنها أمر يختص به الله وحده.
وعن خلق آدم نجد:
" فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " (الحجر - 29) و (ص - 72).
وهنا يتبين أن روح المخلوق هي من روح الله.
وأيضاً:
" ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "
وردت في هذه الآية كلمة روح الله ولا يعرف المقصد الحقيقي منها قال بعض المجتهدين بالتفسير: يقصد روح ذات الله لأن من يأس قد أنكر الله وبهذا يكون قد كفر وقال البعض الأخر أن المقصود من الروح هنا هي الرحمة أو الكلمة.
الروح والنفس
فرق بعض علماء المسلمين بين الروح والنفس وقالوا: بأن الروح هي أمر من الله تعالى، وهي بمثابة سر الحياة وهي تختلف في ماهيتها عن النفس بينما النفس هي التي تثاب وتعاقب وتتألم وتنقسم إلى 3 أنواع:
1 - النفس المطمئنة.
2 - النفس اللوامة.
3 - النفس الأمّارة.
الروح في الملائكة
تعتبر الملائكة رسل الله وجنده لتنفيذ إرادته في الكون وقد يشار إليها في عدة مواضع من القرآن الكريم بكلمة "الروح" التي قد تعني كياناً منفصلاً او ملكاً من كبار الملائكة ويرجح أنها تشير إلى جبريل الذي قد توكل إليه مهمة نفخ الروح وإيصال رسالة الله إلى الإنبياء كما في الآيات:
" فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا * قال أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا " (مريم - 17 إلى 20)
حيث أتى ملاك لينفخ الروح (يلقي كلمة الله) في رحم العذراء مريم عليها السلام لكي تصبح حاملاً بالمسيح أو عيسى عليه السلام. ويفسر بعض العلماء أن كلمة "روحنا " يقصد منها روح الملائكة، لأن الملائكة هي رسل الله وبأن لها روح ولهذا وصفت بـ "الروح".
ونجد أيضاً كلمة الروح في الآيات التالية والتي يقصد منها أحد الملائكة الكبار (جبريل):
" نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ " (الشعراء - 193)
|