قال شيخ الإسلام : " ج 17 / 226 227 "
فأصل هذه المادة الجمع والقوه ؛ ومنه يقال يصمد المال : أي يجمعه ؛ وكذلك السيد : أصله سيود ؛ ...وروي سالم عن سعيد بن جبير : أنه التقي ولا يسود الرجل الناس حتى يكون في نفسه مجتمع الخلق ثابتا وقال عبد الله بن عمر : ما رأيت بعد رسول الله (ص)أسود من معاوية ؛ فقيل له ولا أبو بكر ولا عمر ؟ قال : كان أبو بكر وعمر خيرا منه ؛ وما رأيت بعد رسول الله (ص)أسود من معاوية ؛ قال أحمد : يعنى به الحليم ؛ أو قال : الكريم ؛ ولهذا قيل
إذا شئت يوما أن تسود قبيلة فبالحلم سد لا بالتسرع والشتم
( ثم ذكر أقوالا للسلف في معنى السيد : سيد قومه في الدين ؛ الشريف الذي يفوق قومه في الخير الرئيس والإمام في الخير ؛ الكريم على ربه ؛ الفقيه العالم ) .
وقال أيضا " ج 17 / 230 " :
فهم إنما سموا السيد من الناس صمدا : لما فيه من المعنى الذي لأجله يقصده الناس والسيد من السؤدد والسواد وهذا من جنس السداد في الاشتقاق الأكبر ؛ ...وشيخ الإسلام بعد أن بين أن معنى القول السديد : القصد الحق العدل المستقيم المطابق الموافق ؛ قال : وتعبيرهم عن السداد بالقصد يدل على أن لفظ القصد فيه معنى الجمع والقوه ؛ ....
ومن كلامه أيضا في الألفاظ المتناسبة قال : ص 227 228 / ج 17 : وقد تقدم انهم يقولون لعفاص القارورة : صماد ؛ قال الجوهري : العفاص : جلد يلبسه رأس القارورة ؛ وأما الذي يدخل في فمه فهو الصمام ؛ وقد عفصت القارورة : شددت عليها العفاص . قلت : في الحديث الصحيح عن النبي (ص)( ثم اعرف عفاصها ووكاءها ) في اللقطه " بخ 2427 2429 " ومسلم في اللقطه " 2722/1 , 5,7 " كلاهما عن زيد بن خالد الجهني ) وصحيح برقم : (1050) في صحيح الجامع ....
(د) الجامع : قال ابن فارس : الجيم والميم والعين تدل على تضآم الشيء وذلك أضعف من المصمت الذي يدل على تضام في الشيء وزوال السم والخرق ( كما تقدم ) وبالتالي فهو أضعف من الصمد في الدلالة وكذلك يقال عن أي لفظ آخر فيه دلالة على الجمع والقوة ويثبت أن الصمد هو الأقوى والأشمل دلاله على الحقائق والمعاني المطلوب إثباتها - فسبحان الصمد – "
وكل هذا الكلام المنقول من بطون كتب اللغة لا يثبت شىء في المعنى كما لا يثبت تفاضل الألفاظ التى تطلق على الذات الإلهية
وحدثنا عن الدعاء باسم الصمد فقال :
" ثامنا:
** الدعاء بالصمد **
علمنا أن هذا الاسم فيه إثبات جميع صفات الكمال وصفات التنزيه ومن ثم فدعاء الله به يتضمن الدعاء بالأسماء الحسنى كلها ؛ وذلك يستلزم إستجماع قوى القلب العلمية والعملية والتوجه بها بصدق إلى الصمد المقصود لذاته ؛ والصدق أصل مادته القوة ؛ كما تقدم ؛ وهو هنا بذل الجهد واستفراغ الوسع ؛ حتى يؤخذ الدين بقوة في كل أجزائه وفى جميع الأحوال ؛ بالاستعانة بالله قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) وقال (أولئك الذين صدقوآ وأولئك هم المتقون) وقال ( أولئك هم الصادقون ) ؛ ويظهر ذلك في دعاء المسألة ودعاء الثناء ودعاء العبادة .
* دعاء المسألة :
(1) توجيه القصد كله بجميع الحوائج إلى الصمد بالإقبال عليه دون ما سواه مع الأخذ بالأسباب المأمور بها شرعا واليقين بأنها - مهما كبرت وتزينت - مملوكة لله مربوبة مدبرة له فهو سبحانه ربها ومليكها وخالقها ومقدرها ؛ وهو مقيتها الذي قاتها لتوجد ؛ ثم قاتها لتستمر في الوجود ولو حبس قوته عنها هلكت وأصبحت عدما ؛ فليحذر المؤمن أن تستغرقه الأسباب فينسي الصمد .
(2) التزام آداب الدعاء كما في قوله تعالى (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين ) الأعراف / 55 ...
قال تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان 00000 الايه ) البقرة ....
(3) اجتناب الاعتداء في الدعاء : ومن ذلك ما تقدم من ترك آداب التضرع والخفية والخوف والطمع ومن أعظمه إنما هو سؤال غير الله من دون الله أو مع الله ومنه الذي يسأل ما لا يليق به من منازل الأنبياء وغير ذلك ومنه الذي يسأل ما لا يجوز له سؤاله من الإعانة على المحرمات والذي يسأل ما لا يفعله الله ( كطلب التخليد إلى يوم القيامة ) أو الإعفاء من لوازم البشرية ؛ أو أن يجعله من المعصومين ؛ ومنه كل سؤال يناقض حكمة الله أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره ؛ أو يتضمن خلاف ما اخبر به فهو اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله ؛ ومنه الدعاء بالإثم وقطيعه الرحم ...
(4) الحرص على أن يكون المطعم من حلال وكذلك المشرب والملبس وما شابهه واجتناب موانع الإجابة والحرص على أن تكون المسألة عن الدين والآخرة أكثر بكثير من المسألة عن الدنيا ومتاعها ؛ ...وأعلم أيها المسلم : أن الصمد عز وجل يحب الإلحاح في الدعاء ويغضب على من لا يسأله ولا تستطل الكلام في دعاء المسألة هذا فإنه دعاء بالصمد ؛ وهو يعم دعاء المسألة بجميع الأسماء الحسنى .
وفي الحديث أن النبي (ص)سمع رجلا يقول :" اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله (ص): لقد سأل الله باسمه الأعظم " رواه الترمذي وابن ماجة وأبو داود وأحمد وابن حبان وصححه الحاكم وصححه الألباني في( صحيح سنن الترمذي ) .
* دعاء الثناء :-
كل ثناء على الله تعالى بما هو أهله من صفات الكمال فهو داخل في الثناء عليه باسمه الصمد وتلاوة سوره الإخلاص بالفهم الذي تبين هو ثناء على الله باسمه الصمد وبتوحيده العلمي الإعتقادي .
* دعاء العباده :-
الصدق واخذ الدين بقوه كما تقدم .
التخلق بالأخلاق الحسنه : وهى التخلق بمقتضى صفات الكمال لله التي جاء الأمر بها في الشريعة والنهي عن أضدادها ."
وكل هذا الكلام هو مطلوب في كل الأسماء والدعاء باسم معين لا يعنى شىء فكل الأسماء سواء عند الله لأنه هو المقصود
|