وربطها بسياسات إدارة بوش التي أدت إلي ارتفاع أسعار البترول وانخفاض نسبة العمالة - علي حد قوله - أما فيما يخص السياسة الخارجية الأمريكية التي تمثل محور اهتمام اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة فقد رأي المراقبون أن أوباما كان معتدلا* بعض الشيء في بداية حملته الانتخابية قبيل انسحاب* غريمته في الحزب هيلاري كلينتون عندما أدان حرب العراق ونادي بسحب الجنود الأمريكيين من ساحات الغزو وهو ما تناقض مع تأييد منافسه زيادة عدد الجنود الأمريكيين بالعراق لتثبيت الأمن هناك*.
كذلك بالنسبة لدعوته للحوار مع إيران وحماس إلا أنه تراجع عن مواقفه تجاه السياسة الخارجية وسلك طريق المتشددين أثناء خطابه في المؤتمر السنوي ل'ايباك*' خاصة بعد أن استغل منافسه الجمهوري دعوته للحوار مع حماس وإيران،* ووصف جون ماكين أوباما بأنه مرشح حركة المقاومة الإسلامية* 'حماس*' في محاولة منه للاستحواذ علي الصوت اليهودي دون منافس* .. هذا فضلا* عن استغلال أعضاء اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة،* ومن أشهرهم الكاتب العنصري المتشدد دانيال بايبس الديانة الإسلامية التي كان يدين بها والد أوباما للترويج ضده من خلال المقالات التي ينشرها الكاتب الصهيوني في الصحف وعلي المواقع الصهيونية التي قال فيها إن أوباما سيناصر المسلمين سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها إلا أن المرشح الديمقراطي استغل المؤتمر السنوي لأقوي لوبي صهيوني في أمريكا ليعلن أنه لن يتردد في استخدام القوة العسكرية لحماية أمن* 'إسرائيل*' في إشارة ضمنية لضرب إيران،* وأضاف أنه سيقاطع حماس إلا إذا اعترفت بدولة* 'إسرائيل*'.
أما المرشح الجمهوري فقد ركز منذ بداية الحملة الانتخابية علي السياسة الخارجية الأمريكية لإدراكه مدي اهتمام اللوبي الصهيوني بها ولاسيما في الشرق الأوسط* .. جون ماكين الذي قال إنه سيكون كابوسا* مخيفا* لحماس كان عمليا* أكثر في كسب الصوت اليهودي،* حيث لم يكتف بإعلان تأييده ودعمه ل'إسرائيل*' في المؤتمر السنوي لإيباك بل قام بزيارة إلي تل أبيب الأسبوع قبل الماضي بصحبة سيناتورين أحدهما جمهوري يدعي لينس جراهام والآخر مستقل يهودي الأصل هو جوزيف ليبرمان وتمت تسمية هذه الزيارة بمرحلة جمع الحقائق*' وكانت تلك الرحلة محاولة منه لدعم ما يسميه خبرته في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي*.
وجاءت زيارة المرشح الجمهوري لإسرائيل بعد زيارته للعراق وقبيل زيارته لفرنسا وبريطانيا،* وقد حاز ماكين إعجاب الحكومة الإسرائيلية عندما أشاد بشجاعة وزير الدفاع ايهود باراك في الدفاع عن* 'إسرائيل*' ورفضه لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الزيارة كلها*.
جون ماكين البالغ* من العمر* '71*' عاما* لم يشر إلي إقامة دولة فلسطينية بجانب* 'إسرائيل*' أثناء خطابه أمام* 'ايباك*' مثلما أشار أوباما الذي لم يقابل بتصفيق حار عند ذكره هذه النقطة*.
ويحمل المرشح الجمهوري نفس أجندة الرئيس الحالي جورج بوش،* حيث أكد أن حرب العراق جزء مهم من حرب أكبر ضد ما سماه التطرف الإسلامي الذي يهدد أمن الولايات المتحدة،* وهو الرأي الذي يشاركه فيه الكثير من قادة الحزب الجمهوري بمجلس الشيوخ وإدارة بوش*.
علاقات جون ماكين المتشعبة مع مسئولين كبار سابقين تدل علي خبرته بمعاقل اللوبي الصهيوني،* حيث يقود حملته الانتخابية المستشار القانوني للجمهوريين بالكونجرس راندي سكيونمان واثنان آخران كانا رئيسين لمجلس الشيوخ وهما ترنت لوت وبوب دول،* هذا بالإضافة إلي رئيس مكتب ميزانية الكونجرس السابق دوجلاس هولتيز الذي يقوم بدور المنسق الأعلي للسياسة الاقتصادية في حملة ماكين*.
أما فيما يخص قضايا الأمن القومي فقد تلقي مرشح الحزب الجمهوري نصائح من الاستراتيجيين الجمهوريين السابقين أمثال هنري كيسنجر وريتشارد أرميتاج ووليم كريستول وروبرت كاجان وهم أصوات مؤثرة ضمن نخبة المحافظين الجدد*.
ويدير كاجان وكريستول وسكيونمان مشروع القرن الأمريكي الجديد،* وهي منظمة أنشأها المحافظون الجدد عندما سيطر الديمقراطيون علي البيت الأبيض في التسعينيات*.
وتقول هذه المنظمة علي موقعها الالكتروني إنها تهدف إلي تأكيد زعامة الولايات المتحدة في العالم،* ولذا تحتاج إلي زيادة الانفاق علي وزارة الدفاع وتقوية علاقات الولايات المتحدة بحلفائها الديمقراطيين،* ويري بعض المراقبين أن جون ماكين يتبني سياسة المحافظين الجدد منذ ترشحه للرئاسة في المرة الأولي عام* 0002.
ويبقي السؤال*: هل يختار الشعب الأمريكي شبيه بوش أم أنه يفضل دخول رئيس أسود البيت الأبيض؟*!
عن جريدة الاسبوع القاهرية
النمط الخطي
