العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الساخـرة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 10-01-2008, 11:21 PM   #1
ابن أبي فداغة
كاتب مبدع
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
الإقامة: ولاية مشسشوشيتش
المشاركات: 20
إفتراضي الأماكن كلّها [ قرفانة ] منك ...!!

.
.
.
..



ليت محمد عبده يخبرني عن أماكنه التي تشتاق لبني البشر ..

هل هي ذات الأماكن التي نعرف ، فنلزمها .!

أم هي في أغنيته فقط ..
فننصت لها خاشعين مفهّين مستمتعين ..

متخيلين أن هناك جداراً سوف يتلقفك بالأحضان إذا ما عدت بعد غيبة .!
وأن هناك ( مركاة ) سوف تقفز في وجهك من الفرحة بمجرد دخولك إلى المجلس .!


أم أن السر في البشر المعنيين في الأغنية نفسها .!

لا بد أنهم ليسوا بشر مثلنا ممن كرهتهم ملابسهم ..

وبالتأكيد ليسوا مثلي إذا ما وقفوا أمام المرآة أكثر من ثانيتين تقيأت المرآة من فرط حومة الكبد .!


فهل هم محض بشر افتراضيين من قاطني كاستات محمد عبده وسيدياته .!

.
.
.
بصوتها الهادئ الرخيم ( الذي لا يدل على سحنتها الشمطاء )
أعلنت المذيعة لجميع المستمعين الفُـدّغ أن أغنية الأماكن مهداة لهم جميعاً ..

ليصدح بعدها محمد عبده بكل لؤم .. مبشراً أن الأماكن كلها مشتاقة لك ..
وأن العيون قد انرسم فيها خيالك ..

وبسبب تلك الأغنية ..
دخلت في حالة سبات رومانسية شنيعة ..
جعلتني أتخيل العيون التي توقظني صباحاً لتطالبني بإحضار ثمن الحفائض والحليب ..
وتبشرني بأنهم لا بد سيفصلوني إذا ما استغرقت في نومي الذي بدأته منذ ساعتين فقط ..!
تخيلتها وهي تنظر إلي بدفئ وحنان ، مخبرة إياي أن لا عمل لهذا اليوم ..
وأن نومي الهادئ لن يعكره إلا صاروخ ( سكود ) في حال فكر صدام بقصف الرياض مرة أخرى ..
هذا بعد أن يقرر العودة من موته .!
.
.
.


نفس الحالة المفرطة في الرومانسية جعلتني أتخيل مديري
الذي يمارس ( الاستمدار ) علي أنا وحدي من بين آلاف العاملين ..
والذي تستقبلني عيناه الناريتان بنظرة كفيلة بإطفاء الفتنة الطائفية في العراق ..
وإشعال فتنة طائفية في اليابان ..
تخيلته ـ عينيه تحديداً ـ وهي ترحب بعودتي سالماً ..
إذ أني أطلت الغيبة ، وحرمته من رؤية وجهي الودر تسع ساعات كاملة ..!

بل أني تماديت وسمعته بأذني ( التي سوف يأكلها الدود لاحقاً والبرد حالياً )
وهو يغني لي : شوف حالي آآه من تطري علي .!

والكرسي العزيز ( ذي القدم الواحدة ) والذي استعرت له ( بلكّة ) من المقاول عبد السلام ..
استخدمتها على سبيل قدمٍ أخرى تغنيه عن الأربع المفترضة ..
يقفز ـ بقدمٍ واحدة ـ فرحاً مستبشراُ بعودتي المتأخرة ..!




ما علينا ..!

.
.
.



ولأن الاستغراق في الرومانسية أمر قبيح يستدعي من العقل الباطن كل الأمور القبيحة الأخرى ..
فقد تذكرت يوم كنت في وطني الحبيب سورية زائراً ..
وهي ـ على فكرة ـ الصفة التي أكون فيها في وطني دائماً ..
فوطني ليس من أماكن محمد عبده التي تشتاق إلى البشر ..!
لدرجة تدعوهم إلى اللا مغادرة مرة أخرى ..

كنت أقول : أنني تذكرت كيف أن الرئيس تكرم على أهل مدينتي الصغيرة بزيارة ميمونة ..
ولأنهم يحبونه ـ أو هكذا يقولون ـ فقد زينت الشوارع ، وأُخرج القوم صغاراً وكباراً لاستقباله ..

وعُلِّقت اللافتات والشعارات ،،

ومن بين تلك .. كانت واحدة تقول


( مو بس نحنا يا بشار .. الأماكن كلها مشتاقة لك ) ..!




كان من الممكن أن أصدق أن الشعب ـ باعتباره شعباً ناصحاً ـ ( ناصحاً كما يقولها أبناء مصر إذ يسخرون من الحمقى ) قد فرح بزيارته حقاً ..
تلك الزيارات من نوع ( تلويحة يد ، قبلة في الهواء ، تلويحة أخرى ، قبلة ، ثم حضن لأحد رجالاته الذين تم زرعهم بين الحشود والذي يقفز فرحاً بحضن سعادته ، ثم يتمرغ بالتراب من فرط التأثر ، ثم يتلوى ، ثم يهب واقفاً والدموع تملأ مقلتيه ، تلويحة أخرى وقبلة ، ثم لا شيء على الإطلاق ) ..!

لا مباني تجدد .. ولا ضرائب تنقص ، ولا ظلم يرفع ..!


أقول قد أفهم حقاً كيف يبدون فرحتهم بسعادته ..

وهم يلعنونه في سرائرهم ..!


لكن ما لم أفهمه تحديداً ..
هو كيف صبر ذلك الشارع الذي مرّ به ..
وأنا المقسم أنه يكرهه مذ كان ترابياً وحتى تمت زفلتته ..!

وكيف تحملت بيوتات الحي كلها ، ولم يعبر واحد منها ـ بسقوطه على رأسه ـ عن كرهه .!

فلا بد أنه صدق أن مو بس شعبه .. بل الأماكن كلّها مشتاقة له حقاً ..!
.
.
.




أما أنا فلم أكف ـ للحظة ـ عن الاشتياق لكل الأماكن ..
ابتداءً من الأرض التي احتضنتني ..
والتي أقبلها في كل مرة أغادرها مخبراً أنني سوف أشتاق إليها جداً ..
وانتهاءً بأرض وطني التي أقبلها معرباً عن اشتياقي الشديد لها .!
ولكن لم يحدث ـ ولو لمرة ـ أن أعربت هذه أو تلك .. عن اشتياقها لي .!

مروراً بالشوارع والطرقات والأزقة ..
وقد كنت مكتفياً قانعاً بتلك العلاقة ..
بكوني أنا الذي أشتاق .!
ولكن بعد أن سمعت أغنية ( الأماكن ) ..
وعرفت أن هناك أماكن تشتاق لأصحابها .!

فقد أقسمت أن لا أعود لتلك الحماقات مرة أخرى ..

لن أشتاق لأماكن قرفانة مني .. حتى تبادلني ذلك الشوق .!


ولأن الأغنية انتهت ..
وكف محمد عبده عما كان يردده ..
وبعد أن قالت المذيعة ( صاحبة الصوت الرخيم والسحنة الشمطاء )
أن الأغنية القادمة هي ( بحبك يا حمار )
وأنها مهداة من ( غرامك وععع ) إلى خطيبها الغالي ..!

فأنا مضطر للتوقف ..
ووضع نقطة النهاية ..

خصوصاً وأن سعد الصغير بدأ نهيقه المزعج ليخبر الحمار كم يحبه .!!




فإلى لقاء






عمل الطالب : ابن أبي فداغة الناصح
__________________
لقد عاش الخوف في داخلي فترة طويلة ، لدرجة أنني نسيت ما سبب وجوده أصلاً ..!!
ابن أبي فداغة غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .