بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله على كل حال ،
و الصلاة و السلام على أشرف الرجال و الصحب و الآل .
---*---
الإخوة القراء الكرام : السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
أما بعد ،
فقد كتب أحدهم موضوعا في السياسية محشو كذبا و مغالطات حول وجود سياسة كاملة تشجع الدعارة ...و تمنع الصلاة ...و الخ الخ
كان الأجدر بمن كان بيته من زجااااج أن لايرمية غيره بالحجر ...!
و لئن لا ينكر أي أحد و حتى في أعلى مستويات الهرم السياسي في تونس أو غيره ، وجود ظاهرة الدعارة ...
فهذه الظاهرة قديمة قدم الإنسانية و لا تخلو منها مكان و لا زمان إلا ما رحم الله .
أما أن يصل التجني إلا الإقرار بأن هناك سياسات " يعني حكومية " لنشر الرذيلة ، فهذا قمة التعسف و الكذب و الدجل ...!
أقول هذا الكلام ليس تعصبا لموطني العزيز ، و الله يشهد على ذلك ، و لكن باعتبار موقعي و مسؤولياتي التي تسمح لي بالتعرف على ما هو موجود فعلا ...
ليس أول مرة يعمد فيها بعض " المرضى " و " الجهلة " لإسقاط أمراضهم و عقدهم النفسانية على تونس و غيرها من البلدان العربية ، و يروجون لذلك إشاعات مغرضة كاذبة مثل دخول المساجد بالأوراق الممغنطة و منع الشباب دخول المساجد في صلوات الصبح و غيرها كثير ...!!!
و إذا كانت تونس البلد العربي المتفتح و المعتز بدينه الإسلامي ، لا يستغرب أي زائر له أن يشاهد فيه كل الألوان : المتدين و المتحرر ، الحجاب و العراء ، المساجد الملآنة و الحانات الملآنة ، الخ ...
فإن ذلك له ما يبرره في تاريخ بلدنا المعاصر ، و لكن بفضل الله و نعمه على هذه البلاد ...تونس لا تتشدق بالدين و تلبسه عباءة فقط !
في تونس ، كما في جل البلدان العربية ، معادلاتها الخاصة : السياسية و الإجتماعية و التربوية و الثقافية و غيرها .
و لكن تونس ستضل بإذن الله تعالى مسلمة حرة و متسامحة تسامح الإسلام ، هذا الدين العظيم ...الذي اختزله بعضهم في طقوس تكاد تكون كاريكاتورية ، بعد أن أعطوا للعالم أجمع صورة مشوهة على عليه : دين عنف و إرهاب و تقتيل و ذبح و تكفير و الوجوه العابسة ...!!!
تونس فسيفساء من التوجهات : هناك الوطني و هناك القومي و هناك الإسلامي و هناك الإشتراكي و هناك الدستوري و هناك الليبرالي و هناك و هناك ...
المجتمع في تونس مجتمع حي : موازين القوى فيه تتحكم فيع العديد من المعطيات لعل أهمها الحركية الثقافية و المجتمعية لمختلف شرائح الشعب ...!!!
فرق كبير بين مجتمع حي يتنفس ...يكبر و ينمو ...يتعثر و ينهض ،
و بين مجتمعات محنطة ...!!!
أن تكون ممتمسكا بدينك في تونس ، ليس مثل الذي يريد أن يكون كذلك في دول الخليج أو في مملكة آل سعود التي تحكم باسم الدين ذرا للرماد على العيون ، و ضحكا على الذقون ...و القاصي و الداني يعلم ذلك ...
و شعب الجزيرة ليس له من حيلة فالقبضة قوية و الفكر "الديني " متخلف جدا ...!
كانت تلك المقدمة و التي لا بد منها خصوصا لأولئك من يظنون أنهم وحدهم المسلمون الموحدون الذين سيدخلون الجنة حكرا عليهم ، و أن باقي أمة لا إله إلا الله كلها على ضلالة و غواية و مشركة ...!!!
و الآن إلى الصور و الوثائق الناطقة وحدها ...!