> هذا عن البنود ماذا عن التنبيهات؟
- التنبيه الأول، على مؤلفاتي الإسلامية، وأنها مجرد نقل علم إلى الناس لا فتاوى، وما فيها من أحكام فهي مطلقة لا تنزل على المعيّنين إلا من عالم مؤهل ولست منهم وأن أي شيء من مؤلفاتي يخالف الدليل الشرعي الصحيح السالم من المعارض فأنا راجع عنه.
- التنبيه الثاني: في بيان الأسباب الشرعية والواقعية التي تبين عدم جواز الخروج على الحكام في مصر، فمن الشرعي عدم التكافؤ والعجز، ومن الواقعي عجز الحركات الشعبية عن تغيير النظام في مصر على مدى التاريخ و «العادة محكمة» مع ذكر الأمثلة.
- التنبيه الثالث: في الرد على شبهة أن ما في هذه الوثيقة تخذيل للمجاهدين، وفيه أن تصحيح الأخطاء واجب وليس تخذيلاً، وإلا فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد» متفق عليه، فهل كان النبي مخذلاً ؟ (صلى الله عليه وسلم).
- التنبيه الرابع: في الرد على شبهة «لا ولاية لأسير» فأنا من واقع مخالطتي للحركات الاسلاميه أعرف كيف يفكرون وما سوف يطرحونه من شبهات فرددت عليها قبل أن يطرحوها، وعندي المزيد للرد على كل جاهل وعنيد، وحاصل ما قلته في ذلك أن «العبرة بدليل الكتابة لا بمكانها» فمن كان لديه اعتراض على شيء من كلامي بالدليل الشرعي فأنا مستعد للنظر فيه ومناقشته ومستعد لقبول الحق وإن كان بخلاف قولي. هذا ملخص ما ورد في الوثيقة.
> كم استغرقت كتابتك لهذه الوثيقة، وما أهم المراجع التي رجعت إليها؟
- أما المراجع فلم أرجع إلى شيء منها لعدم توافرها بالسجن وقت كتابي للوثيقة، ولم أطلب توفيرها لعدم حاجتي إليها، فقد كتبت الوثيقة من ذاكرتي، ولهذا فإن بعض الأحاديث والنقول عن العلماء فيها هي بالمعنى لا باللفظ، والنقل عن العلماء ليس حجة في ذاته وإنما الحجة في الكتاب والسنة أما كلام العلماء فهو للاستئناس.
وأما كم استغرقت الكتابة ؟ فقد كتبتها في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2006 كمسودة، ثم طلبت مقابلة منسوبي الجهاد في السجون للاطلاع على آرائهم، فقد كنت مازلت معزولاً حتى ذلك الوقت منذ تسليمي إلى مصر في 2/2004، فسمحت لي السلطات بمقابلتهم في شباط (فبراير) 2007، وعرفت آراء المؤيدين وكذلك المعارضين لمحتوى الوثيقة، وقمت بعد ذلك بإضافة إيضاحات وردّ على شبهات إلى المسودة حتى خرجت الوثيقة في صورتها النهائية، وكان هذا في آذار (مارس) 2007، ثم عقد مؤتمر في سجن الفيوم عرضت فيه الوثيقة على المئات من أخوة الجهاد وذلك في نيسان (ابريل) 2007، ولقيت الوثيقة التأييد العام، وتواكب هذا مع عرض الوثيقة على «مجمع البحوث الإسلامية» بالأزهر وهو أعلى هيئه علميه إسلامية في مصر، وقد أقرّها.
> من بين ردود الفعل تجاه الوثيقة من قال إنها وليدة مرحلة السجن ومن قال إنها أفكار قديمة؟
- لا يمكن لإنسان أن يكتب شيئاً، خصوصاً إذا كان بحثا طويلاً كالوثيقة، من الذاكرة من دون الرجوع إلى أي كتاب إلا إذا كان من أفكاره وعلمه القديم المستقر لديه. وقد ذكرت من قبل إنني نهيت الإخوة عن الصدام مع الحكومة عام 1992 ونحن في باكستان، حتى قال لي الأخ مجدي كمال «انتهى وقت الكلام وجاء وقت العمل» وكان إصرارهم على الصدام من أسباب قطع صلتي بهم، ثم كررت إنكاري عليهم ما خاضوه من العمليات وذلك في السودان آخر عام 1993، وكل هذا الكلام عليه شهود وهم إحياء، فأنا ما زدت في «الوثيقة» على أن كتبت ما قلته لهم منذ 1992 ورفضوه، وقد خاضوا الصدام وما وصلوا الى أي مصلحة بل الى خسائر بالجملة.
معترضون
> إضافة الى ردود الفعل بعد الوثيقة ذكرت أنك واجهت عند كتابتك لها بعض المعترضين، فما أسباب اعتراضهم؟.
- الأسباب متنوعة منها المنطقي ومنها ما ليس كذلك، فمنهم من قال لا جدوى من كتابة شيء من ذلك لأن كل ما يخرج من السجن غير مقبول لدى الشباب، وقد رددت على هذه الشبهة في التنبيه الرابع في آخر الوثيقة. ومنهم من قال إن أي كتابة عن الأخطاء التي وقعت في الجهاد ستؤدي إلى التخذيل والصد عن الجهاد، وقد رددت على هذه الشبهة في التنبيه الثالث آخر الوثيقة. ومنهم من قال نحن أعلنا مبادرات ووقفاً لأي عمليات منذ عام 1995 ولم تستجب السلطات ذلك ومازلنا في السجن من وقتها، فلا فائدة من التكرار، والرد على ذلك أنهم إن لم يستفيدوا من (الوثيقة) شخصياً فلتستفد منها الأجيال الناشئة من الشباب. ومنهم كالأخ أحمد سلامة مبروك الذي قال نحن مستعدون للموافقة على كل ما في الوثيقة ونتعهد للسلطات الالتزام بها ولكن في السر من دون إعلان ذلك في وسائل الإعلام، حتى لا يؤدي ذلك إلى تخذيل الشباب عن الجهاد.. وقال أحد الأخوة القدامى إنهم يريدون أن يتم ذلك سراً حتى لا تزول وجاهتهم عند الناس. ومنهم من قال إنه يماطل ويرفض ليكسب وقتاً حتى ينفذ أيمن الظواهري عمليتين أو ثلاثة بمصر تحسِّن موقفه أمام السلطات في التفاوض في حين أن الظواهري أعلن وقف العمليات في مصر منذ العام 1995 لعدم القدرة.
ومنهم من لا يريد أن يخرج من السجن لأنه لا عمل له ولا وظيفة خارج السجن، في حين أن السجن يضمن له السكن والطعام كما تأتيه بعض التبرعات من المحسنين. ومنهم كالأخ محمد الظواهري قال إنه مستعد للتعهد للسلطات عدم الصدام في السر ومن دون كتب. ومنهم كالأخ مجدي كمال تعهد كتابة أمام الشهود أنه سيلتزم الوثيقة إذا وافقت الشرع. ومنهم من قال: حتى لو لم تكن في الوثيقة مخالفات شرعية سنرفضها لمجرد معاندة السلطات والذي يرفض الشرع عناداً لا يكون أخاً بل قد لا يكون مسلماً.
> كيف ردَدْت على تلك المواقف؟
- كل هؤلاء المعترضين منهم من سجن في قضية جنائية لا سياسية، ومنهم من تسبب في سجن المئات بسبب سرقته سيارة وقتله سائقها، ومنهم من تسبب في سجن المئات بسبب مكالماته الهاتفية لهم من خارج مصر، ومع كل مكالمة تسقط مجموعة كبيرة من الأخوة على رغم تأكيدهم عليه ألا يتصل بهم لأن الهواتف مراقبة من السلطات. وأنا قلت لكل هؤلاء أنتم فشلتم في الحرب وخضتم صراعاً لا يجب عليكم شرعاً وتسببتم في سجن المئات بل الآلاف ويجب عليكم شرعاً السعي في إخراجهم من السجون لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) «فكوا العاني» رواه البخاري، و»العاني» هو الأسير أي أسعوا في فكاك الأسير، وقلت لهم لا تفشلوا في السلم كما فشلتم في الحرب فتجمعوا بين فشلين، ولكنهم أصروا على الفشل بغير حجة شرعية، والفاشل لا يكون قائداً بل يجب أن يعتزل وعند بعض الناس القائد إذا فشل في الحرب انتحر، ولكنهم مصرون على أن يكونوا قيادات داخل السجون على رغم فشلهم المزدوج ولا يبالون بأتباعهم الذين تسببوا في سجنهم وهم مسؤولون عنهم أمام الله يوم القيامة للحديث «وكلكم مسؤول عن رعيته» متفق عليه.
> نعرف أن محمد الظواهري اعترض ايضاً على الوثيقة؟
- الأخ محمد الظواهري الذي كان قائداً للجناح العسكري في جماعة «الجهاد» كان يريد أن يدير المعركة في مصر من مكتب مكيَّف في دولة الإمارات، على رغم أنه يرى أن الحاكم مسلم، والحاكم المسلم يحرّم الخروج عليه بإجماع أهل السنة والجماعة، ولما سقط محمد الظواهري وسُلِّم لمصر أوقع بمجموعة من إخوانه، عموماً هذه مجرد نماذج لبعض قيادات الجهاد التي يفتتن بها الشباب الناشئ الذي لا يعلم بواطن الأمور، ولولا أن الله قد أمر بالستر لذكرت أسماءهم فرداً فرداً.
وهذه هي كل بضاعة المعترضين الفاشلين الذين ساقوا إخوانهم إلى المشانق والسجون بالآلاف وعلى رغم ذلك يصفهم البعض بأنهم «الثابتون على العهد»، والله ما وجدت لدى أحد منهم حجة شرعيه وما منعهم إلا الكِبَر كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الذي رفض أن يأكل بيمينه.
المصـــــــدر