علماء لكنهم شهداء؛ الشيخ سليمان آل الشيخ
بسم الله الرحمن الرحيم
علماء لكنهم شهداء؛ سليمان آل الشيخ
الشيخ : أبو قتادة الفلسطيني
سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، صاحب كتاب تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد .
ولد سنة 1200هـ في الدرعية يوم ان كانت زاخرة بالعلماء الكبار ، فحفظ القرآن وقرأ الفرائض - علم الميراث - على الشيخ عبد الرحمن بن خميس .
كان رحمه الله نادرة وآية في العلم والحفظ والذكاء ، وله معرفة تامة في الحديث ورجاله وصحيحه وحسنه وضعيفه حتى كان يقول : ( أنا أعلم برجال الحديث من رجال بلدي ) ، عالما بالفقه والتفسير والاصول ، وكان حسن الخط ليس في زمانه في بلده من يكتب بالخط مثله .
له من الكتب : " الدلائل في عدم مولاة اهل الاشراك " ، رسالة في بيان عدد الجمعة ، حاشية على المقنع في الفقه في ثلاثة مجلدات ضخام . وله قصائد ومنظومات .
وقد اشتهر عن الشيخ رحمه الله شدته في الحق ، وامره بالمعروف ونهيه عن المنكر وغيرته على حرمات الإسلام .
في سنة 1233 هجرية 1818م بعد ان دخل إبراهيم - باشا - ابن محمد علي الدرعية واستولى عليها بعد مصالحة أهلها ، إذ بعد محاولات لفتحها صالحه اهلها بعد ان أيقنوا بالهلكة ، وشى به بعضهم بعد ان كثر الوشاة من اهل نجد على بعضهم بعض ، ارسل إليه إبراهيم باشا وتهدده ، ثم احضره إلى مجلسه ، وامر باحضار الات اللهو والمنكر وضربت بين يدي إبراهيم باشا وبحضور الشيخ اغاظة وارغاما له بها ، ثم اخرجه إلى المقبرة وصلبه فيها ، ثم أمر جنوده برميه بالبنادق والرصاص ، ففعلوا حتى مزقوا جسده ، وهو صابر محتسب .
وقد فعل محمد علي باشا حاكم مصر ما فعل من غزو الدرعية المرة تلو المرة من اجل القضاء على أهلها استجابة لامر الانجليز ، حيث صارت الدرعية مصدر قلق ضد سفن الانجليز الذاهبة إلى الهند ، فاتحد الموحدون - الوهابيون كما يسميهم خصومهم العوام - مع القواسم - في رأس الخيمة - على هذا الفعل . ومحمد علي منذ أول يوم له في حكم مصر وضع نفسه تحت وصاية الانجليز ، فقد ارسل فريزر خطابا إلى الجنرال مور في 14 اكتوبر سنة 1807 م / 1223 هـ قائلا :
( ولقد ابدى محمد علي باشا والي مصر رغبته في أن يضع نفسه تحت الحماية البريطانية ، ووعدنا بابلاغ مقترحاته إلى الرؤساء في قيادة القوات البريطانية كي يقوم هؤلاء بابلاغها للقوات البريطانية كي يقوم هؤلاء بابلاغها إلى الحكومة الانجليزية للنظر فيها ، ويتعهد محمد علي من جانبه بمنع الفرنسيين والأتراك أو أي جيش تابع لدولة أخرى من الدخول إلى الإسكندرية . . ) [ كتاب مصر في مطلع القرن التاسع عشر لمحمد فؤاد شكري ص856-857 ] .
مع أن ظاهرها المعلن إنما فعله استجابة لأوامر الدولة العلية العثمانية ، وشرح هذه القضية يطول ، وإنما نقرر هذا الكلام ردا على بعض الجهلة أو الموتورين حين زعموا أن حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وما تلاها إنما هو عمالة إنجليزية للقضاء على الدولة العثمانية ، وهذا منتهى الكذب والدجل ، وفيه من الجهل بالوثائق والتاريخ ما الله به عليم ، فعسى أن يعيننا الله تعالى على نشر حقائق الفترة قريبا .
ولقد كان والد المتَرجم حيا عندما قتل ، وكان إبراهيم باشا يقول له : ( لقد قتلت ابنك ) ، فرد عليه : ( إن لم تقتله مات ) ، فكان إبراهيم اللعين يعجب من جلادة وصبر وقوة يقين والده ، رحم الله الشيخ وأبيه .
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
|