خاطرة للعبد الفقير(الشويعر) .هل الدولة السعودية دولة عدل وديموقراطية؟
القضية ليس قضية اليوم .. إنما هي قضية كل عصر ..
إنها القضية التي فرقت ببين ابني أدم فظن أحدهما أنه هو الأجدر بشقيقته وصاحب الحظ الأوفر
في أن يجعل منها خليلة له متجاوزاً بذلك كل الحقائق ، بالرغم من شروقهن من خلال الأب أدم والام حواء
لكن المفاهيم عندما تنعكس ، تنتكس الرؤية الحقة التي من خلالها ننظر بجدية إلى واقعنا الحقيقي ..
وإنها والله لتلك الرؤى والاوهام والاحلام التي من اجلها سقطت أمم كثيرة في الهرج والمرج والخلاف..
لكل زمان حكومات يتفاوتن فيما بينهن في الضعف والقوة ، والقلة والكثرة ، والعدالة والظلم ..
ولا نعلم على التحقيق ماهي الحكومات التي خلت جميع مرافقها ودواوينها من التجاوزات والظلم
والإستبداد .. لانها الحكومات التي جائت بعد خير القرون ..قرن سيد أهل العدل والشرف والطهارة
محمد القرشي العربي العدناني صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً ، وقرن الصديق ابى بكر
بطل حروب الردة ومعارك الشرق والغرب رضي الله عنه وأرضاه ، وقرن الفاروق عمر مطفىء نار
المجوس وحارق اكباد اهل الزيغ والشقاق والتكفير والنفاق ، وقرن الصهر الحيي عثمان رضي الله
عنه وأرضاه، وقرن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه مستأصل شأفة السبئيين اليهود والخوارج المكفرين.
ولكننا نستطيع أن نجعل بين تلك الحكومات التي جائت من بعد خير القرون رباط وثيق هو الرباط الذي
جعله الله ممتداً متيناً يبقى إلى يوم القيامة .. إنه حبل التوحيد وإفراد العبودية لله ، ذلك الحبل الذي
جعل الأئمة الطيبين الأطهار أحمد وابن تيمية وغيرهم يصبرون ويكابدون ..
أقول ذلك بالرغم من سنن الدهاة من الساسة الذين تعاقبوا على حكم الشعوب ، فرأينا منهم من يسفك دم
السبط الطيب الطاهر على أرض كربلاء ويحمل بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيرات لقصر
الماجن العاهر إبن زياد ..ورأينا من يجلد ظهور الأئمة ، كما رأينا منهم من يحبسهم في أقبية حتى لفظوا
أنفاسهم بعيدين عن الام والأب والولد والديار والمال ..
وبعد ذلك كله أقر وأقول أن حكومات القهر والإكراه ليست تلك الحكومات التي ترتضيها الشعوب
ويسعون في رفع شأن مجدها والتظلل تحت عدلها ورحمتها ..
المواطن يسعي في كل زمن لملك وأمير يسعيان إلى عد له وإنصافه وهما الحقيقتان اللتان بقيتا
بين مد وجزر طوال الحكومات اللائي تعاقبن خلال العصور ومن بعد خير القرون المفضلة ..
إذا اعتزم الحاكم عزمة العدل والإنصاف لكل رعيته ، فهي تالله عزمة أصحاب الهمة والشجاعة
وهي العزمة التي تؤرق الحاكم العادل وهو يرى من يعصيه او يلوذ لواذاً من أوامره ، عندما يشحذ
الهمة لتحمل تبعات تلك العزمة ، لأن الحاكم العادل ومن خلال تسارع الخطى واختناقات الحياة
يرى ذلك من أصعب الامور في الإحاطة بكل جوانب عدل حكومته .. ويبقى ذلك موكول إلى نيته حتى يلقى
المطلع على حقيقة النيات ، ولكل امرىء مانوى ..
وبعد ذلك كله، كان لزاماً علينا ان نقف عند حدود الزمن الذي نحن بصدده الأن فأقول وبالله التوفيق..
إتفقت المصادر كلها إتفاق شبه كامل من خلال الطرح السياسي والعقدي اللذان نراهما صباحاً ومساءاً
من خلال أرض الواقع او عبر الأثير من خلال الفضائيات المشاهدة والمسموعة ، ان ساحة الصياح
واختلاف الأراء قد أثرت كل محفل يُنصب تحته راية ، وجماع تلك الأخبار كلها أن كل حزب بما لديهم
فرحون !!
ترى كيف كان يخطر هذا الخاطر على بالي لو لم يكن لي عم إسمه ( حمود الشويعر ) كان في قلب معمعة
عانى من خلالها ، بما اعطاه الله له من رغبة نظن انها كانت صادقة في أن يجعل المواطن في تلك الأيام
يتنفس هواء طلق .. ولم يكن عمي هو ذاك الرجل الفريد في توجهه بل كانت الساحة مليئة بمثله ومن
هو أبسل وأشد لهجة منه ..
لكني ذكرت عمي لأنه الشخص الذي كان ماثل امامي وعرفت قصته جيداً بعدما مات والدي وانا لم ازل
في أيام الصبا الأولى ..
أذكر ذلك لأنه كان يتحدث بحضورالملك فيصل وفهد وخالد وعبدالله أولاد عبدالعزيز آل سعود مُحطم
قباب تعُبد ويطاف حولها من دون الله ..
كان يدعو للعدل والصلاح بالرغم من مشقة العيش وضنك تلك الأيام التي يجعله يتوقف عند ( الزيمة)
في طريق الطائف السيل قبل ان يوجد ( طريق الكر ) .. كان يتوقف بسيارته الأجرة ليشتري بكل مامعه
من نقود ( الموز ) ليكون الطعام له ولأبنائه ...
كان ينتقد ويظهر التقصير لايخشى في الله لومة لائم .. وبالرغم من ذلك كله كان يجد كل تقدير واحترام
من الملوك ، وإذا ماتجاوز احمق من الحمقى حدود مهمته وعمله كان الهاتف يُرفع من الديوان الملكي
ان اطلقوا ( حمود الشويعر) في هذه الساعة ...حتى بلغ الامر من احد المسئولين الكبار في جهاز
حكومي ان همس في أذن فيصل بن عبدالعزيز في أحدى الصيفيات ، وكان ذلك أيام ( إذاعة صوت العرب)
وحرب اليمن قائلاً : ان هناك رجل في الطائف خطير خطره لايقل عن خطر ( إذاعة صوت العرب) فلما
استفسر عنه فيصل قال له :إنه رجل يدعي ( حمود الشويعر) فتبسم الملك متسائلاً : حمود الشويعر؟!
وأردف قائلاً : ( اللي بقلب حمود الشويعر نعرفه زين ..لكن الخوف منكم انتم !!! )
كان هؤلاء الدعاة الإصلاحيون الذين عرفهم ملوكنا جيداً يعرفون المنصح والغيور من غيرهما . كانوا
دعاة إصلاح وكلمة حق ..في أيام كانوا يعيشون حياة الفاقة والحاجة ، بينما دعاة إصلاح اليوم
يتقلبون في القصور والحياة المترفة مراقبين رأس كل شهر ليستلموا مخصصات بعشرات الألاف والمئات
هذه هي العلاقة .. وهذه هي نسمات الهواء الطلق ، وهؤلاء هم الإصلاحيون ..
ياإصلاحيوا لندن وواشنطن وقم وطهران ... صمتاً فنحن نعرف ماوراء الاكمة ..
فوالله لان نعيش في دولة خالية من مظاهر الشرك واللوثات العقدية تجلد ظهورنا فيها لخيراً من دول
تدعي الديموقراطية غارقة في وحول الشرك والتفسخ والرذيلة ...
من لم يصدق .. فليقرأ التاريخ جيداً ..
عبدالرحمن بن سعود الشويعر
منقول
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
|
النمط الخطي
