> أليس من حقهم الرد؟
- على أي شيء يُردّ في «الوثيقة»؟ هل سيُرد على النبي (صلى الله عليه وسلم) قوله «إنا لا يصلح في ديننا الغدر»؟ أم هل سيرد على الشيباني والشافعي وابن قدامة أقوالهم المؤدية إلى بطلان عمليات «القاعدة» التي يدافع عنها في دار الحرب؟ أم هل سيرد على أبي عمر بن عبد البر قوله المؤدي إلى بطلان قتل السياح في بلادنا؟ أم هل سيرد على الصحابي الشهيد خبيب بن عدي رضي الله عنه امتناعه عن قتل طفل من المشركين أو أخذه رهينة مع قدرته على ذلك؟ أم هل سيرد على النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه لم يأمر بالجهاد من بقي في مكة من المستضعفين بعد الهجرة وتشريع الجهاد، وكذلك لم يأمر به مهاجري الحبشة؟ أم هل سيرد على الله تعالى نهيه للمسيح عليه السلام عن قتال يأجوج ومأجوج للعجز؟ أم هل سيرد على الله تعالى قوله «ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج» (التوبة 91)، فأسقط وجوب الجهاد عن فاقد النفقة؟ حتى لا يأتي جاهل يريد الجهاد وتلزمه سيارة فيسرقها ويقتل السائق والتباع ثم يعلق على المشنقة، كما حدث. أم هل سيرد على الله تعالى نهيه عن القتل العشوائي في قوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا» (النساء 94)؟ وهو لا يريد أن يتبين. أم هل سيرد على الله تعالى نهيه عن العدوان حتى في الجهاد في قوله تعالى «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» (البقرة 190)؟
> هم سيردون عليك أنت؟
-
أنا ما ذكرت شيئاً في (الوثيقة) إلا بدليل مِن، قال الله تعالى أو قال النبي (صلى الله عليه وسلم) فمن أراد أن يرد على شيء فهو لا يرد علي وإنما يرد على الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، قال الله تعالى «ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق» (الكهف 56)؟ وقال الله تعالى «ولا تكن للخائنين خصيماً» (النساء 105)،
وأقول لمن يدافع عن قادة القاعدة: أصحابك هؤلاء كابن لادن والظواهري وأتباعهما من الخائنين الغادرين، وقد نهاك الله سبحانه عن المخاصمة نيابة عنهم فقال تعالى «ولا تكن للخائنين خصيماً» (النساء 105)،
وكل من استحسن أفعالهم فهو شريكهم في الإثم، وهم الآن واقعون في دائرة الفسق لارتكابهم كبائر الكذب والخيانة والغدر وما بقيت إلا شعرة لتخرجهم من دائرة الفسق إلى دائرة الكفر، وقال السلف «إن المعاصي بريد الكفر» أي من مقدماته كما قال تعالى «ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون» (الروم 10)، فاتق الله ولا تكن أنت وشيوخك من الذين قال الله تعالى فيهم «وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، فحسبه جهنم ولبئس المهاد» (البقرة 206)، أما المؤمنون فهم كما وصفهم الله تعالى «والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا الله، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون» (آل عمران 135).
> ماذا تقول لمن نصحك بالعودة عن ما فعلت؟
- أقول له أمامك النجدان والسبيلان فاختر ايهما شئت قال تعالى «وهديناه النجدين» (البلد 10)، وقال تعالى «إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً» (الإنسان 3)، والأكرم لكم في الدنيا والآخرة الاستغفار وعدم الإصرار على المعصية، فإن المؤمن رجّاع أوّاب، فانصح نفسك وشيوخك قادة «القاعدة» بذلك.
وهؤلاء تصرفوا مع كتبي كما فعل اليهود مع عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وقد ذكرت خبره معهم من قبل، إذا أعجبهم ما في كتبي قالوا عني «مفتي المجاهدين في العالم» مع أنني لا أدعي ذلك، وإذا لم يعجبهم ما في كتبي قالوا: كتبها في السجن وهذا إكراه مع أنني لا أقر بذلك، فهل هؤلاء من العقلاء؟.
> كيف تفسر إقبال الشباب على الانتماء الى الجماعات الإسلامية؟ وهل للظروف والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تأثير في اختيارات الشباب؟
- الالتزام الديني والتدين أمر واجب وهذا أمر مفروغ منه لكن ربما تقصد ذلك الغلو والاندماج في تنظيمات تستغل الدين أكثر مما تعمل به والحقيقة أن الظروف الدولية والإقليمية المحيطة زادت من الظاهرة ولا أخفيك أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية قد تكون سبباً ايضاً لكن أعلم أن المسلم الذي يجد نفسه غريباً في محيطه فاقداً للأمل في مستقبل طبيعي يجد نفسه مميزاً حين يدخل في تنظيم ما. أنا رأيت شباباً جاءوا الى باكستان وبعد شهرين أو ثلاثة صاروا في عيون البعض «شيوخاً»، وحتى في المجتمعات العربية فإن مجرد إطلاق اللحية وارتداء الجلباب قد يجعل أحدهم مميزاً عن غيره في المجتمع الصغير المحيط به
المصـــــــدر