المهربون بشهادة دولية
وكثيرا ما ألقت المؤسسات الدولية وبعض الجهات المعنية باللائمة على الأجهزة الأمنية والمليشيات والعشائر وأنها متواطئة في هذا الشأن.
حيث أكد المفتش الخاص بعمليات إعادة الإعمار في العراق ستيوارت بوين في نهاية 2006 أن عمليات تهريب النفط متورط فيها مسؤولون عراقيون وأنها تجارة توفر دعما للمليشيات المسلحة بنحو مئة مليون دولار سنويا.
وتذكر المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات في أحد تقاريرها عن البصرة التي تضم أكبر كميات من النفط أكثر من أي محافظة أخرى، أن المليشيات فيها اخترقت أجهزة الأمن وأنها تشهد صراعات مسلحة على النفط، وأن تهريب النفط في المدينة أدى "إلى نشوء مافيا عملاقة شديدة التعقيد تضم المهربين والوسطاء والمتعاونين ضمن وزارة النفط نفسها، وأن بعض العشائر تلعب دورا محوريا في الوساطة".
وتوجه أصابع الاتهام بالتهريب في العادة للمليشيات الشيعية التي تسيطر على المدينة، وبحسب تقرير المجموعة الدولية السابق الذكر وبحسب أحد التقارير الصادرة عن معهد صحافة الحرب والسلم (تقرير 232) يسيطر حزب الفضيلة على "قوة حماية النفط" وأن لحزب الله العراقي وجودا قويا في "شرطة الجمارك" فيما للمجلس الأعلى الإسلامي وجود قوي في المخابرات، أما التيار الصدري فيهيمن على الشرطة المحلية وعلى قوات حماية المنشآت.
أما الموانئ عموما فهي محط تنافس بين الجميع فبحسب تقرير الأزمة العراقية الصادر عن معهد صحافة الحرب والسلم في 7 سبتمبر/أيلول 2007 "الصدريون يسيطرون على ميناء أبو فلوس والذي يعتبر المركز الرئيس لتصدير النفط الخام الذي يباع في السوق السوداء، بينما يسيطر الفضيلة على ميناء أبو الخصيب العميق والذي ترسو فيه السفن الكبيرة".
وبطبيعة الحال فقد نفت مرارا وتكرارا هذه المجموعات ما وصفت به، ولكن تكررت الاشتباكات فيما بينها أكثر من مرة ووصفتها تقارير إعلامية ودولية بأنها صراعات على السلطة والنفط.
ولم يقتصر الأمر على نفط الجنوب فقط وإنما امتدت عمليات السرقة والتهريب إلى نفط الشمال ففي كركوك على سبيل المثال تذكر تلك التقارير أن العشائر من القرى المجاورة تقوم بعملية تخريب لأنابيب النفط بإحداث ثقوب فيها وتسرق منها آلاف الأطنان يوميا، وأن المكلف بحماية الأنابيب هم من أهل القرى التي تمر بها، فمن يحميها هو في الغالب من يقوم بسرقتها.
ويتحدث تقرير الأزمة العراقية سابق الذكر عن شكوك حول وجود متعاونين في شركة النفط الوطنية المسؤولة عن نفط كركوك مع المسلحين العشائريين، وأن هناك مافيا تعمل داخل الشركة وتقوم بتهريب كميات كبيرة من النفط عبر الأنابيب، وأنه حين يتم تفجير أحدها لا يتحرك المسؤولون لإصلاحه، ويترك لأيام ينضح حتى تتم سرقة أكبر كمية منه.