نظرات فى كتاب زواج موسى ولماذا تزوج داود وسليمان كل هؤلاء النسوة؟
نظرات فى كتاب زواج موسى ولماذا تزوج داود وسليمان كل هؤلاء النسوة؟
صاحب الكتاب حمدى شفيق وهو يدور حول زواج بعض الرسل(ص) بعدد كبير من النسوة وسبب تأليف الكتاب هو الرد على ما قاله بعض دعاة القنوات الفضائية من حيث الظروف وهو قوله :
"وبهذه المناسبة فقد سمع الناس بعض دعاة الفضائيات يتكلمون - بما لا يليق أبدا- حول ظروف زواج سيدنا موسى (ص)ببنت سيدنا شعيب (ص).
إذ حاول هؤلاء تقريب الأمور إلى الأذهان بالتشبيه بما يحدث في المجتمعات المعاصرة .."
وتحدث عن انتقاء الألفاظ عند الحديث فى الدين فقال :
ونعيد هنا ما قلناه في مواضع أخرى عن ضرورة انتقاء الألفاظ، و التزام الحرص والأدب مع خيرة خلق الله، فهذا من ثوابت العقيدة وليس من نافلة القول، ومخالف ذلك على خطر عظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
فمثلا: لا يجوز أبدا التعليق على اقتراح البنت على أبيها أن يستأجر موسى (ص)للقيام بالعمل بدلا منهما- لقوته وأمانته- على طريقة أن:
" البنت أحبت الولد والولد أحب البنت أو أي كلام مشابه من هذا النوع!! ونصيحتي لمن يتكلمون بهذا الأسلوب أن يتوقفوا فورا عن مثل هذا الهذيان حتى لا يضللون العوام ويشجعونهم على الخوض في مقامات الأنبياء الرفيعة بهذا " الاستظراف" الرخيص.
و هذا الأسلوب لا يبرره الزعم بأنه: يجتذب الشباب إلى الالتزام بذلك كما يحسب المدافعون .. فإذا كان البعض لا يمكن جذبه ولا كسبه إلا بهذا الأسلوب السخيف، فالله هو الغنى عنه و عن جميع الخلائق .. ولن يلد الباطل حقا أو خيرا أبدا."
وقد رد شفيق على الكلام السوقى لداعية الفضائيات ردا صحيحا فقال :
"ثم ما أدراك أن موسى (ص)قد تزوج بهذه البنت - بالذات- التي اقترحت على أبيها أن يستعمل سيدنا موسى دون الأخرى؟!! لم يحدد القران الكريم من منهما التي جاءت لتدعو موسى باسم أبيها، و لا تلك التي قالت:" يا أبت استأجره". ولقد عرض عليه الأب أن يزوجه إحدى ابنتيه بدون تحديد أيضا لأي منهما .. إذن لا يوجد دليل قاطع على أن تلك التي تزوجها هي ذاتها التي اقترحت استئجاره، و لا يوجد حتى أي إجماع بين المفسرين بهذا الشأن ..
ثم أين ومتى وقع هذا الحب إذا كان موسى (ص)قد وصل- بالكاد- إلى" مدين" وسقى لهما الأغنام والإبل، ثم استراح قليلا في الظل، إلى أن أرسل إليه أبوهما ليدعوه إلى بيته و ليكافئه على معروفه. وجاءت إليه إحدى البنتين تبلغه دعوة أبيها، ونص العلماء في كل التفاسير على أنها كانت عفيفة مستترة تغطى وجهها وتمشى بكل حياء وأدب. إنه لم ير حتى وجهها، فكيف أحبها كما قد يتوهم البعض؟!!."
وقام حمدى شفيق بنقل ما جاء فى تفسير الطبرى والرازى وغيرهم فى الموضوع فقال :
"ولنقرأ معا جانبا مما قال الإمام الطبري ، لأنه مفيد جدا أيضا في الرد على منكري النقاب الطاهر:": فجاءت موسى إحدى المرأتين اللتين سقى لهما تمشي على استحياء من موسى، قد سترت وجهها بثوبها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو السائب والفضل بن الصباح، قالا: ثنا ابن فضيل، عن ضرار بن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عمر بن الخطاب ، في قوله: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: مستترة بكم درعها، أو بكم قميصها.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو أسامة، عن حماد بن عمرو الأسدي، عن أبي سنان، عن ابن أبي الهذيل عن عمر ، قال: واضعة يدها على وجهها مستترة.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: قد سترت وجهها بيديها.
قال: ثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف بنحوه.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: قائلة بيديها على وجهها، ووضع أبي يده على وجهه.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة واضعة ثوبها على وجهها تقول {إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا (. انتهى.
وقال الإمام الرازي في تفسيره:" " وقال محمد بن إسحاق في البنتين اسم الكبرى صفورا، والصغرى ليا، وقال غيره صفرا وصفيرا، وقال الضحاك صافورا والتي جاءت إلى موسى (ص)هي الكبرى على قول الأكثرين، وقال الكلبي: هي الصغرى، وليس في القرآن دلالة على شيء من هذه التفاصيل.". انتهى."
وبعد النقل انتهى شفيق إلى أن لا تحديد للزوجة هل هى المستحية أم من فى البيت فقال ناقلا عن غيره :
"لاحظ مقولة الإمام الرازي الأخيرة:" وليس في القران دلالة على شيء من هذه التفاصيل"
وتحدث عن حرمة الزيادة على النص القرآنى فقال :
"ألا ترى معي أن هذا أدعى إلى التزام الحرص وعدم محاولة إضافة: (توابل وبهارات) إلى القصص القرانى بغير دليل قاطع؟!!
وقد أمر موسى البنت أن تمشى خلفه وليس أمامه أو إلى جواره، حتى لا يتبادل معها النظرات أو الكلام الذي لا ضرورة له؟!.
فالنبي المعصوم لم يتجاذب معها أطراف الحديث - كما قد تتوهم بعض العقول القاصرة - وسار أمامها إلى أن وصل إلى البيت، فرحب به الأب، وأجلسه معه، وأطعمه، وعرف قصته مع فرعون وقومه .. ثم عرض عليه تزويجه إحدى البنتين بلا تحديد. ووافق موسى (ص). وهكذا تم الزواج بلا أية مقدمات "درامية " وهمية .. ولا يجوز أن يظن غير هذا بهؤلاء الأطهار."
ثم وقع حمدى شفيق فى نفس الخطأ الذى عابه على داعية القنوات حيث ادعى أن زواجات الرسل وزوجات بناتهم تتم بالوحى فقال :
"ثم إن الأنبياء (ص)لا يتزوجون ولا يزوجون بناتهم إلا بوحي و أمر من الله تعالى، وليس لأن أحدا منهم – حاشا لله – قد وقع في غرام هذه أو تلك .."
بالطبع لا يوجد نص قرآنى يقول بهذا والنص الوحيد هو فى مسألة معينة وهى زواج خاتم النبيين(ص) من طليقة متبناه زيد لكى يظهر أن زوجات المتبنين ليسوا محرمين على من تبنوهم لأنهم ليسوا أولادهم وفى هذا قال تعالى :
"وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا"
وتحدث عن وصف الداعية موسى (ص) بالولد أو الشاب فقال :
"والسؤال الآن لكل علماء الإسلام: هل يجوز – طبقا لأي رأى كان في أي مذهب كان تحت أي ظرف كان- أن يوصف كليم الله (ص):"بالولد" أو " الشاب" أو غير ذلك من ألفاظ بلهاء لا يستطيع المتحدث أن يصف بها أحدا من الحكام و إلا .. ؟!!!
هل أصبح الأنبياء (ص)عرضة في هذا الزمان لكل من يتناول سيرتهم وأعمالهم بعقله القاصر وتعبيراته غير المدروسة و تشبيهاته غير المنضبطة؟!!
أما آن لهذا الذي يدعو" الفنانات " إلى" عدم الاعتزال" (بحجة أننا نحتاج إليهن لأداء أعمال فنية راقية كما يزعم) أن يستغفر الله، وأن يتوقف عن هذه الأساليب هدانا الله وإياه؟!!
ومن المهم التنبيه هنا إلى أنه لا خصومة بيننا وبين أحد، وأننا لم نكن لنرغب على الإطلاق في الانشغال بمناقشة هذه التخاريف، لولا أنها تطرح على الملايين عبر القنوات الفضائية ومواقع الانترنت، فوجب التصدي لها وتفنيدها. وإنا لله وإنا إليه راجعون
و يمكن لمن شاء مزيدا من تفاصيل قصة موسى مع ابنتي شعيب (ص)جميعا الرجوع إلى أمهات كتب التفسير "
وبعد أن أنهى حكاية زواج موسى(ص) تحدث عن زواج داود(ص) وسليمان (ص)من زوجات كثيرات فقال :
"وهناك أيضا موضوع أخر شائك يسقط آخرون في هاوية الجهل به أو التطاول بشأنه على مقام النبوة الشريف ..وهو ظروف اقتران سيدنا داود وولده سيدنا سليمان (ص)بأعداد كبيرة من النساء والجواري.
فهناك من ينظرون إلى هذا الموضوع على ضوء حكايات " ألف ليلة وليلة"، على مؤلفها من الله ما يستحق!!
والمصيبة الكبرى أنني قرأت لأحد العلماء المعروفين كلاما حول هذا الأمر ملخصه أنه لا يصدق ذلك، واكتفى باستنكار الأرقام، على أساس أنه يستحيل على الرجل أن يجد وقتا أو طاقة - لأداء واجبه كزوج - مع كل هذه الأعداد الهائلة من الزوجات والجواري!!
ولم يفتح الله على " سيدنا " بكلمة أخرى يبدد بها الشبهات في نفوس الناس حول هذا الأمر!! و طالما أنه أثار الموضوع فقد كان لزاما عليه أن يحاول تقديم مزيد من الإيضاح حتى تطمئن قلوب العوام.
بل أخشى القول أنه هو نفسه قد غفل عن وجود حديث شريف صحيح- سنذكره بعد قليل - غفر الله لنا وله!!
وإذا كان هذا هو حال عالم معروف من العلماء المعاصرين ، فما بالك بغير المتخصصين فضلا عن غير المسلمين؟!!
هذا الموضوع ليس من قبيل الترف الفكري، بل هو بالغ الأهمية والخطورة، إذ أن الجهل أو سوء الفهم هنا تترتب عليه كارثة، وهى أن يكفر البعض أن دفعه ذلك إلى النطق بكلام سيء ضد النبيين الكريمين، كما سمعت بأذني ذات مرة من بعض النساء الجاهلات، فضلا عن العلمانيين و العلمانيات هداهم وهداهن الله، أو أراحنا منهم و منهن.
كما نخشى على من يكذب حديثا صحيحا قاله الرسول (ص) أن يهلك أيضا، عافانا الله من كل مكروه وسوء، ورزقنا وجميع المسلمين الثبات على الإسلام حتى نلقاه تعالى ..
|