«والإجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات سنة» وعن الرضاـ انه كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلواته بالليل والنهار أخرج الكليني عن صفوان الجمال قال: صليت خلف أبي عبد اللهـ أياما فكان إذا كانت صلاة لايجهر فيها جهر ببسم الله الرحمن الرحيم وكان يجهر في السورتين أخرج العياشي عن خالد المختار قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: «ما لهم عمدوا إلي أعظم آية في كتاب الله فزعموا انها بدعة إذا أظهروها وهي بسم الله الرحمن الرحيم» الحديث أخرج الكليني عن يحيي بن أبي عمران الهمداني قال: كتبت إلي أبي جعفر [الجواد]ـ ـ: جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدأ ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أم الكتاب فلما صار إلي غير أم الكتاب من السورة تركها فقال العباسي: ليس بذلك بأس؟ فكتب بخطه: «يعيدها مرتين علي رغم أنفه يعني العباسي"
وتحدث عن وجود أحاديث مضادة عن ترك الجهر بالبسملة فقال :
"وهناك روايات غريبة بين ما يدل علي أن النبي(ص)إما تركها بتاتا أو لم يجهر بها لكن مضمون بعضها أوضح دليل علي كذبها ووضعها نذكرها تباعا أخرج مسلم عن شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس قال: صليت مع رسول الله(ص)وأبي بكر وعمر و عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم وأخرجه أيضا بسند آخر عن أنس بن مالك انه قال: صليت خلف النبي(ص)وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بـ «الحمد لله رب العالمين» لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها يلاحظ عليه: بأنه معارض بما أخرج الحاكم عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله(ص)جهر ببسم الله الرحمن الرحيم فلأجل هذا التعارض لا يمكن الاعتماد عليه وقد كفانا الرازي في الإجابة عن الحديثين اللذين هما العمدة في القول بالترك أو بالسر قال: قال الشيخ أبو حامد الاسفرايني: روي عن أنس في هذا الباب ست روايات أما الحنفية فقد رووا عنه ثلاث روايات:
إحداها قوله: صليت خلف رسول الله(ص)وخلف أبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين وثانيتها قوله: إنهم ما كانوا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم وثالثتها قوله: لم أسمع أحدا منهم قال بسم الله الرحمن الرحيم فهذه الروايات الثلاث تقوي قول الحنفية وثلاث أخري تناقض قولهم: إحداها: ما ذكرنا أن أنسا روي أن معاوية لما ترك بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة أنكر عليه المهاجرون والأنصار وقد بينا أن هذا يدل علي أن الجهر بهذه الكلمات كالأمر المتواتر فيما بينهم وثانيتها: روي أبو قلابة عن أنس أن رسول الله(ص)و أبا بكر وعمر كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم وثالثتها: أنه سئل عن الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والإسرار به فقال: لا أدري هذه المسألة فثبت أن الرواية عن أنس في هذه المسألة قد عظم فيها الخبط والاضطراب فبقيت متعارضة فوجب الرجوع إلي سائر الدلائل
عن عبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي وأنا أقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم» فقال: أي بني محدث؟ صليت خلف رسول الله(ص)وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم
ما روي عن أبي هريرة ان النبي(ص)قال: يقول الله تعالي: قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين فلما قال العبد: الحمد لله رب العالمين يقول الله تعالي: حمدني عبدي وإذا قال: الرحمن الرحيم يقول الله تعالي: أثني علي عبدي وإذا قال: مالك يوم الدين يقول الله تعالي: مجدني عبدي وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين يقول الله تعالي: هذا بيني و بين عبدي والاستدلال بهذا الخبر من وجهين: الأول: انه عليه الصلاة والسلام لم يذكر التسمية ولو كانت آية من الفاتحة لذكرها الثاني: انه تعالي قال: جعلت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين والمراد من الصلاة الفاتحة وهذا التنصيف إنما يحصل إذا قلنا بأن التسمية ليست آية من الفاتحة لأن الفاتحة سبع آيات فيجب أن يكون فيها لله
ثلاث آيات ونصف وهي من قوله: (الحمد لله) إلي قوله: (إياك نعبد) و للعبد ثلاث آيات و نصف وهي من قوله: (إياك نعبد وإياك نستعين) إلي آخر السورة أما إذا جعلنا «بسم الله الرحمن الرحيم» آية من الفاتحة حصل لله أربع آيات ونصف وللعبد آيتان ونصف وذلك يبطل التنصيف المذكور يلاحظ عليه أولا: بأنه معارض بخبر ابن عباس مرفوعا وفيه: قسمت الصلاة بيني و بين عبدي فإذا قال العبد: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالي: دعاني عبدي إلي آخر الحديث وقد اشتملت الرواية علي البسملة وليست في مرفوعة ابن عباس كلمة نصفين والتقسيم لا يستدعي المساواة من حيث العدد "
والجهر والإسرار بالبسملة كلاهما مخالف للقرآن ومن ثم كل الروايات فى موضوع البسملة لم يتفوه بها الرسول(ص) لمناقضتها وتكذيبها للقرآن حيث منع الجهر والإسرار وهو الاخفات فقال :
"ولا تجهلا بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
وكرر الكلام عن كون البسملة جزء من كل سورة فقال :
"البسملة جزء من مفتتح كل سورة
قد أوقفك البحث السابق علي أن التسمية جزء من الفاتحة وأنه يجب الجهر بها في الصلوات الجهرية بلا ريب بقي الكلام في البحث الثالث وهو ان التسمية جزء من مفتتح كل سورة إلا سورة التوبة ويدل علي ذلك الأمور التالية:
الأول: ان الصحابة كافة فالتابعين أجمعين فسائر تابعيهم وتابعي التابعين في كل خلف من هذه الأمة منذ دون القرآن إلي يومنا هذا مجمعون إجماعا عمليا علي كتابة البسملة في مفتتح كل سورة خلا براءة كتبوها كما كتبوا غيرها من سائر الآيات بدون ميزة مع أنهم كافة متصافقون علي أن لا يكتبوا شيئا من غير القرآن إلا بميزة بينة حرصا منهم علي أن لا يختلط فيه شيء من غيره ..
الثاني: أخرج الحاكم عن ابن عباس ان النبي(ص)كان إذا جاءه جبرئيل فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم علم أنها سورة هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه الثالث: أخرج الحاكم عن ابن عباس (رض) قال:
كان النبي(ص)لا يعلم ختم السورة حتي تنزل بسم الله الرحمن الرحيم قال الحاكم هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره علي صحته الذهبي في تلخيص المستدرك الرابع: أخرج الحاكم عن ابن عباس قال: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتي تنزل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نزلت بسم الله الرحمن الرحيم علموا أن السورة قد انقضت الخامس: روي ابن ضريس عن ابن عباس قال: بسم الله الرحمن الرحيم آية السادس: أخرج الواحدي عن عبد الله بن عمر قال: أنزلت بسم الله الرحمن الرحيم في كل سورة
السابع: أخرج الطبراني في الأوسط والدارقطني والبيهقي عن نافع ان ابن عمر كان إذا افتتح الصلاة يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في أم القرآن وفي السورة التي تليها ويذكر انه سمع ذلك من رسول الله(ص) (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم"
قطعا هى جزء أصيل من المصحف الحالى فطالما كتبت فيها فهى جزء من الوحى ولكن الخطأ الفادح هو الجهر بها فى الصلاة هى أو غيرها من القرآن مع قوله تعالى :
" ولا تجهر بصلاتك"
|