العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: طاحونة القلوب (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الحرق فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القصر في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال مراجعة بحثية لسورة الفيل (آخر رد :رضا البطاوى)       :: البور في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: البور في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: لا له (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: لا له (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الخبت في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الفجر فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 27-07-2024, 06:52 AM   #1
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,939
إفتراضي

ومن ذلك ما قام به ابن عربي في (الفتوحات المكية) من تفسير قوله تعالى: {يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله} فاطر/15، اذ اعتبر الفقراء هم الذين يفتقرون الى صور الاسباب التي هي عين الله، او انه المتجلي فيها فهم اذن يفتقرون الى الله في كل شيء، وليس الى غيره حيث لا وجود للغير، طالما ان الله ظاهر في كل شيء او يمكن القول طالما ان الناس يفتقرون الى صور الاسباب ومنها الاسباب الطبيعية، وكذا طالما ان النص القرآني صريح بأن الناس يفتقرون الى الله، فعليه تكون النتيجة ان الناس في كل ما يفتقرون اليه هو مسمى الله.
كذلك اعتبر ابن عربي في (فصوص الحكم) ان معنى قوله تعالى: {وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى} الانفال/17؛ له دلالة على ان الله رمى بصورة محمدية فهذه الصورة هي عين الله في احد تجلياته وهذا الاستظهار يثبت الرمية لله وللنبي كما هو ظاهر في النص، لكن حيث ان صاحب الرمية بالحس هو النبي لا غير، لذا فأمامنا ثلاثة فروض، وهي ان الرمية إما تكون معلقة بكليهما على سبيل التفكيك والاستقلالية؛ كإن يكون الرامي من حيث الحس هو النبي ومن حيث الغيب غيره او الله، او انها تكون عائدة الى واحد منهما مع ابطال الاخر، اي إما ان الحس صادق فتعود الرمية الى النبي فحسب، او انه كاذب فتعود الى الله فقط. أما الفرض الاخير فهو ان الرمية تتعلق بهما على سبيل التوحيد من غير تفكيك واستقلالية، وهو الفرض الذي تقره القبلية العرفانية، فتكون النتيجة من حيث الباطن هي ان الله رمى بصورة محمد كأحد التجليات الالهية، استناداً الى وحدة الوجود.
ولا يختلف الامر مع نصوص قرآنية اخرى تربط بين علاقة الشيء بالنبي وعلاقته بالله، ومن ذلك قوله تعالى: {ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله} الفتح/10، وقوله: {من يطع الرسول فقد اطاع الله} النساء/80، حيث المآل واحد وهو ان الله متعين بحسب الصورة المحمدية. بل كان من الميسور ان يُستظهر المعنى الحرفي للحديث النبوي القائل: من رآني فقد رأى الحق فبحسب هذا النمط من الاستظهار تكون رؤية النبي هي عين رؤية الله، ومن حيث ان هذا الاخير متعين بالصورة المحمدية مثلما انه متعين بغيرها من الصور، فهو عين النبي، لذلك فمن رآه فقد رأى الله."
بالقطع القوم فسروا اللفاظ على هواهم لأن هناك آية تفسر كل هذه الأمور وهى :
" وما تشاءون إلا أن يشاء الله "
فعمل الإنسان حدث في نفس الوقت الذى خلقه فيه فمثلا يبين الله للمؤمنين أنهم لم يقتلوهم أى أنهم قد ذبحوا الكفار وفسر هذا بلكن الله قتلهم أى إن الرب ذبح الكفار فقد حدث القتل من المؤمنين فى الوقت الذى شاءه الله والمقصود خلقه الله مصداق لقوله بسورة الإنسان"وما تشاءون إلا أن يشاء الله" ،ويبين الله لنبيه (ص)أنه ما رمى إذ رمى والمراد أنه قد قذف بسلاحه الكفار وقت خلق الله للقذف وفسر هذا بأن الله رمى والمراد بأن الله قذف أى خلق القذف فى نفس الوقت مصداق لقوله بسورة الإنسان"وما تشاءون إلا أن يشاء الله"
وتحدث عن اختلاف الفريقين ضاربا مثال بأن الفلاسفة قالوا أن العرفاء رأوا أو صورة الشىء في المرآة هى حقيقته وليس مجرد خيال فقط فقال :
"مع ان هذا الحديث قد وجد تفسيراً اخر بحسب نظرية المشاكلة بعيداً عن وحدة الوجود الخاصة لابن عربي، تبعاً لمشاكلات الوجود، كالذي يبديه صدر المتألهين ومن قبله الغزالي، والمعنى بحسب هذا التفسير هو كون النبي (ص) عبارة عن مظهر من مظاهر الذات الالهية، حيث انه مثالها الاعظم، ولذلك فمن رآه فقد رآى الحق استناداً لهذا النوع من المشاكلة، فمثله كمثل الذي يرى الصورة في المرآة ويظنها حقيقة الشخص لا صورته ونفس الشيء يمكن قوله حول ما ذكرنا من النصوص القرآنية."
وحدثنا عن قضية لغوية وصل منها ابن عربى لكون الصورة هى نفس الحقيقة فقال :
" ويصل ابن عربي في (الفتوحات المكية) الى نفس هذه النتيجة، وذلك من خلال ما يستعرضه من قضية البدل.
ففي الصنعة العربية هناك ما يطلق عليه بدل الاشتمال مثل ان تقول: اعجبني الجارية حسنها، واعجبني زيد علمه، حيث ان الحسن بدل من الجارية، والعلم بدل من زيد كما هناك بدل الشيء من الشيء وهما لعين واحدة، مثل ان تقول: رأيت اخاك زيداً، فزيد اخوك واخوك زيد ومنه يفهم بدل الشيء من الشيء، وقد يكون هذا البدل بصورة التبعيض، كما في الاية {وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى} المشار اليها سلفاً، اي بدل البعض من الكل، مثلما يقال: أكلتُ الرغيف ثلثيه والمعنى واضح من حيث ان الحق لا يتجلى في تلك الصورة المحمدية في رميها فحسب، بل له الاطلاق. وعلى هذه الشاكلة يفهم معنى قوله تعالى: {تجري بأعيننا} القمر/14، حيث ان مدير السفينة يحفظها، والمقدم يحفظها، وكذا كل من له تدبير في السفينة يحفظها، فهي بالتالي تجري باعين الحق وما ثم الا هؤلاء الذين يقومون بحفظ السفينة، فالحق مجموع الخلق في الحفظ. ومثل ذلك ما جاء في الحديث النبوي: .. كنت سمعه وبصره .. ، حيث ان الكل من عند الله {قل كل من عند الله} النساء/786 ومثله ما جاء في الحديث القدسي: جعتُ فلم تطعمني، مرضتُ فلم تعدني، ظمئتُ فلم تسقني
وهذا الاستظهار يمكن التعبير عنه بصورة من صور الاستدلال المنطقي المعتمد على الحس، وهو ان ظاهر النص القرآني مأخوذ به، حيث تجري السفينة بأعين الله، لكن تفسير ذلك يعتمد على القبلية الوجودية من خلال الاستعانة بالحس، فهذا الاخير يطلعنا على ان السفينة تجري وفق قبطانها ومن على شاكلتهم من الاسباب التي تهيء لها السير، وحيث ان الحس لا يمدنا بأكثر من ذلك، لهذا فمن حيث الباطن ان هؤلاء هم المقصودون بأعين الله، فهم يشكلون بعضاً من تجليات الحق في الوجود. ومن ذلك استظهار قوله تعالى: {كل شيء هالك الا وجهه} القصص/88، حيث لا وجود لغيره ازلاً وابداً، مثلما قيل: الباقي باقٍ في الازل والفاني فانٍ لم يزل 8. وقريب من ذلك قوله تعالى: {كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام} الرحمن/26، حيث وجه الشيء هو حقيقته وذاته."
بالقطع المسألة ليست لغوية ولا يمكن الوصول إليها عبر علم النحو الذى نشأ بعد نزول الوحى بقرون ولم يتفقوا فيه حتى ألان وحكاية أن لا وجود لسوى الله يتنافى مع قضية الخلق فلا وجود لخالق دون مخلوق تالى له في الوجود ولا وجود لرازق دون مرزوق تالى له في الوجود
كما أننا نجد تناقض عظيم في الوحى إذا فهمنا أن الخالق هو المخلوق فمثلا الخالق لا ينام " كما قال " لا تأخذه سنة ونوم "بينما المخلوق فى الوحى ينام كما قال " ومن آياته منامكم بالليل والنهار" فكيف يتم التوفيق بين نومه وعدم نومه إذا كان الاثنان واحد
ومثلا إذا كان الخالق لا يطعم بمعنى لا يأكل كما قال " يطعم ولا يطعم"فكيف يتفق عدم أكله مع أمره للخلق بالكل وهو الطعام" كلوا من ثمره "
إذا لا يمكن أن بيكون الوحى صادقا في حالة وحدة الوجود لأنه يضرب بعضها بعضا
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .