قراءة فى كتاب حين أكتب عن أمي
قراءة فى كتاب حين أكتب عن أمي
المؤلف سالم العجمي والأم التى يتحدث عنها هى أم المؤمنين عائشة وقد استهلها بمقدمة إنشائية من قرأها سيظن من خلال لفظ أن حياتها أساطير أن الكتاب هجوم عليها وليس دفاعا عنها وفيها قال :
"وبعد00
أماه عذرا..فماذا أكتب عنك..؟
فكل جانب من حياتك أسطورة تروى على مر الأجيال؛لتروي ظمأ المتعطشين لقصص العظماء
هل أكتب عن تواضعك يا قمة التواضع؟!
أم أكتب عن أمومتك التي لا يحدها الوصف؟
حاولت أن أكتب فيك شعرا.. فطأطأ الرأس وقام معتذرا، وحق له أن يعتذر،فكيف يمدح العظماء وليس إليه سبيل ؟
ومن أين يأتي بالمعاني؛وقد أبحر فيها فانقطع به الطريق أمام مآثرك..
أماه عذرا إذا ما الشعر قام على
سوق الكساد ينادي من يواسيني
مالي أراه إذا ما جئت أكتبه
ناح القصيد ونوح الشعر يشجيني
حاولت أكتب بيتا في محبتكم
يا قمة الطهر يا من حبكم ديني
فأطرق الشعر نحوي رأسه خجلا
وأسبل الدمع من عينيه في حين
وقال عذرا فإني مسني خور
شح القصيد وقام البيت يرثيني"
بالقطع هذه المقدمة مقدمة من يكتبها هم من يهولون الأمور ويعطونها أكبر من حقها فاللغة لا تعجز عن شىء وإنما العاجز هو من يكتب
وتساءل المؤلف عمن هى أمه وأجاب فقال :
"أتدرون من أمي..؟
هي أم المؤمنين .. عائشة بنت أبي بكر الصديق .. زوج النبي صلى الله عليه وسلم التي فرض الله علينا حبها واختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وسماها أم المؤمنين؛ قال تعالى: " وأزواجه أمهاتكم"0
أما يكفي أن النساء أمهات لمجموعة قليلة من البشر وهي ( أم المؤمنين).
فكم لها من الفضائل..فأيها أبدأ..؟!
وكم لها من المنازل العظيمة.. فكيف أصفها؟..
أليست هي التي يقول عنها صلى الله عليه وسلم :"فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"0"
والرواية المذكورة عن فضلها لم يقلها النبى(ص)لأنها تأجيج لنيران الكراهية بين الزوجات ولو قالها فسيقولها لها فى السر
وأى فضل للثريد وهو خبز بمرق على سائر الطعام وإنما فى روايات أخرى أنه كان يحب اللحم ؟
وتحدث عن حب المسلمين لها فقال :
"إن القلب حين يفيض محبة لأمه ؛فهذا دليل نقائه، وعندما يمتلئ غلا لها فهذا دليل حقده وزندقته ونفاقه0
ولأنها أمي وأمكم ؛سأذكر جوانب من سيرتها؛وهذا حق الأم على الأبناء البررة0 فلماذا يفخر الفجار بالكفار ؟؛ والزنادقة بالملحدين؟ ولا نفخر بأساس الطهارة؛ وعنوان العفة؛ المبرأة من فوق سبع سماوات مما رماها به المنافقون وورثتهم إلى عصرنا الحالي0
كانت أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فحين سئل:"من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قالوا: من الرجال؟ قال: أبوها"؛وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليحب إلا طيبا."
وهذا الكلام عن فضائل الرجال أو النساء لم يقله النبى(ص) لأنه يعمل على تكريه المسلمين والمسلمات فى بعضهم وأقصى ما يستطيع النبى(ص) أن يقوله عن أى مسلم أو مسلمة هو ما قاله الله :
"رضى الله عنهم"
وأما حب الرسول(ص) للطيب وهو المسلم فيتعارض مع حبه لبعض الكفار كما قال تعالى:
"إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء"
وحدثنا عن حب المسلمين لها وأنهم كانوا يختصونها بالهدايا دون زوجاته الأخريات فقال :
"وكان خبر حبه صلى الله عليه وسلم لها أمرا مستفيضا؛حيث إن الناس كانوا يتحرون بهداياهم للنبي صلى الله عليه وسلم يوم عائشة من بين نسائه تقربا إلى مرضاته؛فقد جاء في الحديث الصحيح: " كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فاجتمعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة؛فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان. فذكرت أم سلمة له ذلك؛ فسكت فلم يرد عليها؛فعادت الثانية؛فلم يرد عليها؛فلما كانت الثالثة قال: "يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة،فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".
وهذا الجواب دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي،وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها"
وهذه الرواية لا تصح وغير مقبولة فلم تكن الهدايا لعائشة وإنما للرسول(ص) إن وجدت كما أن القول بنزول جبريل (ص) وعائشة أم المؤمنين نائمة مع الرسول(ص) فى لحاف غير ممكن لأن جبريل(ص) لن يطلع على عورة زوجة رسول مهما كان والحديث التالى ينفى هذه الحادثة لأن السلام من جبريل(ص) كان وهى غير موجودة مع النبى(ً9 فى الحديث الذى رواه العجمى فقال :
"وهي التي أقرأها جبريل عليه السلام؛السلام؛قال صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة: هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام0قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى مالا نرى يا رسول الله"؛ فهل يسلم جبريل إلا على من يستحق السلام؟؛وهل يسلم إلا على مطهرة نقية؛اختارها الله زوجة لنبيه؟ فهل من متفكر؟!"
وتحدث العجمى عن شدة حب النبى(ص) لها وهو كلام حتى لو كان حقيقيا فلن يظهره النبى(ص) من باب طاعته لقوله تعالى :
"ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل "
فإظهار المحبة لواحدة دون الباقياتهو عصيان لأمر الله وطاعة للظلم
وتحدث العجمى عن علو صوتها على النبى(ص) وحجزه لأبيها عن ضربها دليل على تفضيله لها فقال:
"لقد تبوأت أمنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنها مكانة عالية في قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت أحب نسائه إليه..وكان بها لطيفا رحيما على عادته صلوات ربي وسلامه عليه ؛"استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم،فإذا عائشة ترفع صوتها عليه، فقال: يا بنت فلانة، ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم،فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، ثم خرج أبو بكر، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها، وقال: " ألم تريني حلت بين الرجل وبينك ؟".
ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى، فسمع تضاحكهما،فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما"."
وهو كلام لا يستنبط منه ذلك لأن كل نساء النبى(ص) كن يصنعن معه مشاكل وصنع المشاكل كعلو الصوت ليس دليل حب وإنما دليل على أن الرجل يريد حل المشاكل بسرعة حتى لا تؤثر على بقية أعماله كحاكم للمسلمين وفى هذا قال تعالى :
"ترجى من تشاء منهن وتؤى إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما أتيتهن كلهن"
ثم روى أحاديث باطلة عن تقبيل النبى(ص) لها وحدها وهو صائم فقال:
وقال أبو قيس مولى عمرو: بعثني عبد الله إلى أم سلمة: وقال :سلها أكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم؟ فإن قالت : لا، فقل: إن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبلها وهو صائم، فقالت: لعله لم يكن يتمالك عنها حبا"."
وهذا ما يخالف حرمة فعل أى فعل من أفعال الجماع فى نهار رمضان
ثم قال :
وقالت عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرقه، ثم كان يأخذه ،فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي"
وهذه الأحاديث لو قسناها بناء على حديث عدم افشاء أسرار الحياة الشهوانية فالرسول(ص) لم يقلها فلا يصح أن تقول امرأة ذلك حتى ولو كانت أم المؤمنين لأحد
ثم قال :
"وكان صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في الحديث ويسر بقربها ويعرف رضاها من سخطها؛فقد قال صلى الله عليه وسلم لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية ،وإذا كنت علي غضبى0قالت: وكيف يا رسول الله؟قال: إذا كنت عني راضية قلت: لا ورب محمد؛وإذا كنت علي غضبى قلت: لا ورب إبراهيم؛ قالت: أجل والله ما أهجر إلا اسمك"."
ثم قال :
"وكان يحملها على ظهره لترى لعب أهل الحبشة بالحراب في المسجد ويطيل حملها ويسألها.. أسئمت.. فتقول لا.. وليس بها حب النظر إلى اللعب؛ولكن لتعرف مكانتها عنده صلوات ربي وسلامه عليه0"
|