قراءة لمقال انحراف الاطفال
قراءة لمقال انحراف الاطفال
استهل المؤلف مقاله بالحديث عن دور التربية مبينا أنها عملية بناء ورعاية وإصلاح فقال :
"التربية هي بناء ورعاية وإصلاح، وحرص على تنمية مدارك الأولاد والتدرج في تعليمهم الخير، وإبعادهم عن السوء منذ الطفولة حتى البلوغ؛ ولذلك اعتنى الإسلام برعايتهم، وحسن تربيتهم؛ لأنهم أمل المستقبل."
ثم بين سبب التربية الحسنة وهو الحرص على نجاح الأبناء والبنات فى حياتهم فقال:
"ويرجع حرص الآباء والأمهات على توجيه الأبناء التوجيه السليم لينجحوا في حياتهم، حيث حمل الإسلام مسؤولية تربية الأولاد على عاتق الوالدين والأقارب؛ لأنهم المؤثر الأول في التربية .."
ثم تحدث عن شكوى الكثير من الآباء والأمهات من انحراف أولادهم وأن أسباب هذا الانحراف متعددة تتمثل فى التالى:
"ولكن قد يشتكي كثير من الآباء والأمهات من انحراف أبنائهم وميلهم إلى الفساد، وفعل المعاصي، وعدم الاستماع للنصائح والإشارات والتوجيه، ويعود انحرافهم إلى الأسباب التالية:
1 - سوء معاملة الأبوين للأولاد:
إن إساءة معاملة الأطفال ليست ظاهرة خاصة بزماننا هذا؛ بل هي موجودة بشكل أو بآخر خلال معظم حقب التاريخ، والأطفال الأكثر عرضة للإساءة هم:
- الأطفال الصغار سنا، الذين تتراوح أعمارهم بين الولادة إلى السنة الخامسة.
- الطفل الذي هو نتيجة حمل غير مرغوب فيه لأسباب اقتصادية أو حياتية أو قانونية.
- الطفل الصعب - الأكثر صياحا، وشديد الانفعال، وقليل النوم - وكذلك الطفل المشاكس والبطيء والمعوق، والطفل الذي يكون في جنسه مخالفا للمأمول من الأبوين كأن تكون بنتا ووالداها يريدان ابنا ... إلخ.
وبغض النظر عن خصائص الطفل، إلا أن ثمة عوامل بيئية وعائلية وتصورات حضارية، وأخرى سلوكية تساهم في إساءة معاملة الأطفال، ولذا حث الإسلام الوالدين على أن يحسنوا معاملة الأولاد حتى ينشأوا على الاستقامة، ويتربوا على حسن الأخلاق،
فقد ورد عن رسول الله أنه قال: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" رواه الترمذي.
وكذلك قال عليه الصلاة والسلام: "من لا يرحم لا يرحم" رواه مسلم."
وسوء معاملة الأبوين لا ينتج بالضرورى منحرف فقد ينتج إنسان خانع سلبى فالمنتج مرتبط بإرادة الطفل نفسه فأولاد نوح(ص) خرج منهم واحد منحرف هو الابن والبنات خرجن سليمات مع أن السوؤ كان من طرف ألأم والحسن من قبل الأب وكذلك بنات لوط(ص) لم يخرجن سيئات بل خرجن طاهرات مع أنهم عشن مع الأم أكثر مما عشن مع الأب
إذا عندما يكون هناك سوء تربية وحسن تربية معا فالنتيجة مرتبطة بإرادة الأطفال أنفسهم وليس غيرهم
وتحدث عما رآه السبب الثانى فقال :
"2 - الفراغ الذي يعيشه الأطفال والمراهقون:
من جملة الأسباب التي تقف وراء وقوع الأولاد في الانحراف والفساد هي:
- عدم توجيه الأولاد بشكل سليم في أمور حياتهم.
- عدم استغلال أوقات فراغهم بشكل سليم ودقيق؛ مما يؤدي إلى مصاحبة رفقاء السوء، ومصاحبتهم تلحق أضرارا بالغة الأثر، كما قال رسول الله: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه الترمذي.
وقال عليه الصلاة والسلام أيضا: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك أو تبتاع منه أو تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحترق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة" رواه البخاري.
وقد حث الإسلام على حسن اختيار الصديق، وحذر من صحبة الأشرار، ومما ورد عن رسول الله في ذلك: قوله: "لا تصحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي" رواه أحمد.
وأخبر الله تعالى أن صحبة الأشرار تكون سببا للعداوة بينهم يوم القيامة كما قال الله سبحانه: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين {الزخرف: 67}."
بالقطع الفراغ ليس سببا فى الانحراف وليس سببا فى افنصلاح فالفساد والصلاح مرده إلى إرادة الفرد نفسه ولذا قال تعالى :
" كل نفس بما كسبت رهينة"
وقال :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر:
وتحدث عن كون الطلاق سبب من أسباب انحراف الأطفال فقال :
"3 - حالات الطلاق بين الزوجين:
إن أهم عوامل انحراف الأولاد وتشردهم، هي حالات الطلاق بين الزوجين، مما يدفع بالأولاد في أوحال الرذيلة والجريمة، أو الانحراف، أو تحول الأولاد إلى أدوات استخدام لإيصال رسائل الكره بين الزوجين المطلقين، وقد دعا الإسلام إلى حسن المعاملة بين الزوجين، ودرء الخلافات جانبا، فقد ورد عن رسول الله أنه قال: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" رواه ابن ماجه."
لو أجرى أحصاء عن المنحرفين من أبناء المتزوجين والمنحرفين من أبناء المطلقين فستكون النسبة أعظم بين أبناء المتزوجين فالطلاق واستمرار الزوجية ليس سببا للانحراف فكما سبق القول الانحراف يعود إلى إرادة الفرد نفسه وليس إلى أى سبب أخر
وتحدث عن وجود سبب رابع وهو عدم انفاق الأب على أولاده فقال :
"4 - إهمال النفقة على الأولاد:
إن ظاهرة إهمال النفقة على الأولاد، وعدم الاهتمام بمطالبهم أصبحت متفشية في زماننا هذا؛ مما يدفع الأولاد إلى سلوك غير سوية لتلبية احتياجاتهم من السرقة، أو العدوان على غيره، ولقد حذر الإسلام الآباء والأمهات من تضييع الأولاد أو إهمالهم، قال رسول الله: "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول" رواه أبو داود.
ولقد نهى الله تعالى عن الإسراف بشتى أنواعه؛ لأنه يسبب الفساد والدمار والانحراف. قال الله تعالى: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا {الإسراء: 29}."
هذا أيضا ليس سبب الانحراف لأن الطفل مع رؤيته لعدم وجود نفقة يجعله يعمل فى صغره فى أى شىء يمكنه العمل فيه للحصول على النفقة كما أن الكثير من الأمهات يعملن للنفقة على أولادهن
ثم تحدث عن المشاكل الزوجية فقال :
|