عن الحرية الدينية
أحد العوامل التي أثارت و صعدت من مستوى العنف على مدى التاريخ هو سوء فهم الدين. المفترض أن يجد الإنسان في الدين الإرتياح والأمان . لكن الكثير من الانتهازيين يقومون باستخدام الأديان للهيمنة من خلال تأويلات ذاتية تهدف إلى نشر التعصب والكراهية و الإنقسام.
تعاني بعض الدول أكثر من غيرها من الانقسامات بسبب أن تعريف المواطنة مختلط في معظم الأحيان مع الانتماء الديني. إذ ينحو الدين المهيمن إلى فرض معتقداته وعاداته وقوانينه. والعالم العربي مع استثناءات محدودة يدخل ضمن هذه المجموعة التي تعاني من الانقسامات الناتجة عن هذا لاتجاه. لقد كان تسامح الدين الإسلامي في الماضي حاميا في الغالب للأقليات ، ولكن مع تصاعد الطائفية حاليا واستغلال الدين وجد العديدون أنفسهم مضطهدين ومستهدفين بسبب ديانتهم. وليست الأديان الأخرى مضطهدة وحسب ، بل أيضا الأشخاص المتسامحون والليبراليون يجدون أنفسهم عرضة للملاحقة خلال الصراعات.
لقد صيغت القوانين في العديد من الدول حول العالم لحماية المواطنين بغض النظر عن معتقداتهم وجذورهم. وتبنت المجتمعات الحديثة الحرية الدينية في دساتيرها من أجل هذا الهدف. في السابق كانت الأعراف التقليدية المتسامحة سائدة ، أما اليوم فقد كسرت هذه الأعراف وللأسف يدفع الثمن الأبرياء غالب الأحيان من حياتهم على شيئ لم يختاروه حتى ،بل ورثوه عن آبائهم. لقد عاش الناس في العالم العربي جنبا إلى جنب على مدى قرون وهم يملكون الحق في البقاء في أرضهم وعدم الاضطرار للمغادرة أو الموت بسبب دينهم. لذلك لا يجب أن يسمح للمتطرفين والانتهازيين باضطهاد أو مهاجمة أو تكفير الأديان الأخرى. ولذلك فإن الإيمان بالحرية بما فيها الحرية الدينية مسألة حيوية لبقاء المجتمعات والقبول بالآخرين بغض النظر عن انتماءاتهم الروحية.
لقد أتت الديانات ليس لأذية الناس وقتل النساء والأطفال وتدمير حياة الجماهير البريئة.
يجب الحفاظ على الدين في مكانته السامية التي يستحقها ؛ في رأس الفهم والثراءالإنسانيين وعدم تلويثه في مهب الأجندات السياسية والمؤامرات الشخصية. وهذا لا يتحقق إلا عبر احترام حرية كل إنسان بممارسة دينه كما يريد.
|