بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كنت في ميدان التحرير في المليونية الأخيرة كانت الأعلام العربية كلها مرفوعة سوريا بشكل أخصّ وليبيا ، وفلسطين ، تونس . والوحدة حلم عربي يحلم به الجميع لكن لن يتم ذلك إلا بعد أن تتحسن ظروف كل دولة عربية على حدة وبعد أن تسقط كل الأنظمة الدنيئة التي لا تريد إلا صالحها الشخصي وليس صالح شعوبها .
الوحدة حالة نعيشها من خلال تضامننا مع بعضنا البعض وتأييدنا لثورات العالم العربي كاملة وكانت أغنية مشتركة بين مصر وتونس تشيد بمجدي الدولتين قد ظهرت في الشاشات هي دليل على أن الوحدة حاضرة وأن كل انتصار على كل نظام عميل سوف تتولد من خلالها هذه الوحدة في شكلها الإنساني ثم تتدرج إلى شكلها المتعلق بحرية الحركة والتنقل للأشخاص والبضائع في العالم العربي بإذن الله .
علينا أن نضع كل شيء في أوانه وقالبه الصحيحين وألا نجعل الحلم العربي يستغرق فينا كخيال فيكون الحلم سابقًا على تنفيذ الاستقلال الشخصي لكل دولة ، فالتدرج كما ذكرت مطلوب ، ولن تحدث وحدة طالما لم تستقل الشعوب بعد وتنقلب على أنظمتها الحقيرة .
أما مطلب الوحدة بمعناها الستيني والخمسيني(الحقبة الناصرية) فأظنه مندرجًا تحت عنوان أحلام ينبغي إعادة النظر فيها ؛لأنها -في أوجها- لم تكن كما تمناها القائمون بها .