ألا ودّع فللبعد اصطبار ..
و إن لنا بوصلكم انتظار ..
ألا ودع فكم ذرفت عيوني ..
دموع ليس يخفيها الوقار ..
و لا أدري متى ترتاح نفسي ..
فبَعدَكمُ ستشتعل الجمار ..
فودِّكمُ تمكن من فؤادي ..
و لا يقضي على الود انشطار ..
سأذكركم و في الذكرى شجون ..
تمزقنا و للدمع إنهمار ..
إلهي كن لأحبابي أنيساً ..
وصبّر خافقي فالبعد نارٌ .
أخي صبرا على ألم الفراق
كلانا للنوى والشوق باق
إذا انتصرت هياكلنا وبانت
فروحي نحو روحك في عناق
تودعني أخي و الدمع جارٍ
ودمعي في المحاجر والمآقي
بكى قلبي وماسالت عيوني
وفاءً بالغا أقصى المراقي
تخاف على الأحبة في فؤادي
إذا ولى مع الدمع المراقي
فيالك حسرة هزت كياني
أمالي من لظى الحسرات واق ِ
دموعك هيجت نيران قلبي
وتلك النار تؤذن باحتراقِ
أراكم إخوتي عند التواني
ويبقى طيفكم رغم الفراق ِ
سنذكر عهدنا بجميل ذكرٍ
وما عشناه في أسمى وفاقِ
ونحيا بالمحبة والتآخي
ونهتف للأحبة باشتياقِ
وأذكركم ويأتيني خيالُ ُ
يعاودني إلى يوم التلاقي
أتنساهم؟ ويقطعها جوابي
رهيدك هل ترى أنسى رفاقِ
أراكم إخوتي وسط الليالي
نجوما لا تمل من ائتلاقِ
لقد سال النشيد على لساني
كما دب السرور إلى البواقِ
يقول الناس من هذا غريبُ ُ
لأني في ذرى العلياء راقِ
جعلت الناس والدنيا ورائي
وآثرت الهداية بالفساق
فجال بسائر الأعماق صوتُ ُ
تردد في حناياها الرقاقِ
ألا تنوي بركبهم التحاقا
فقلت, أهل لغيرهم التحاقِ
أخي صبرا على ألم الفراق
كلانا للنوى والشوق باق
إذا انتصرت هياكلنا وبانت
فروحي نحو روحك في عناق
هم هنا هم هنا
**
يسرقون الأرض و الدار التي قد كنت فيها
يزرعون الخوف في دربي بأسلاك الحديد
قد يظنون انهزامي قد يظنون انسحابي
**
هم هنا
يغتالهم اسمي و صوتي انها أرضي
وفيها القدس والمسرى القديم
أرتوي من دفئها في كل حين
**
هذا ظن الشيك و الزور اللعين هذا ظن الحاقدين
انني أمتد دوما أكسر الطاغوت فيكم
خطوتي في كل يوم تهزم الأسوار فيكم
خطوتي في كل صبح ترعب الجدران فيكم
تكسر استقراركم
**
أي زيف تحملون أي زيف تحملون
وأنا مازلت كالصبار و النخل الأصيل
شامخا فوق الذرى شامخا فوق الذرى
أستقي من حظن جدي صوت نصري
كم أنا أشتاق للنصر القريب .