العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: التسنيم فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخزى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اللعب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: فرسة و خيّال (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الصرف في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقولات الباحث عن الحقيقة المنسية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الفروج في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الكرم في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أشراط الساعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشلل في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 14-10-2010, 08:54 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بعد ذلك نجد الشاعر قد انتقل إلى مشهد تفصيلي للوحة والمكونات التي دخلت في تكوينها ، فمن حيث انتهى الحديث عن الانفعال المتلبس لهذا الرسام ، بدأ الانتقال بكاميرته إلى صورة اللوحة..
تحير في البدء من أين يبدأ
فأوجس في نفسه وتجرأ
أيبدأ بالرأس لا رأس بالصدر
لا صدر ، فالجسم كلّ تجزأ
أخيرًا تقمص دورًا قديمًا
وغادر مكمنه فتوضأ
وصلى صلاة المودع بيتًا
لآخر في رحم الأرض يُنشأ

وتبدأ الموازاة مرة أخرى بين الصورة المرسومة والشهاد الحقيقية الممثلة في الجسم الممزق.إن الرسام هو إنسان يحيا بالأمل دومًا ، ولا تعرف مصطلحاته معنى الموت ، لكن عندما يباغت أفكاره موت مادي ، فإن التشوش يأخذ طريقه إلى كيفية التصوير والرسم ، لذا كانت الحيرة قد اتخذت طريقها إليه، ولكن كما أن الشهيد يكمل رحلة استشهاده ملقيًا أحزانه وتخوفاته كل ظهره ، فكذلك يفعل الرسام وهو يخلع عباءة الحيرة عنه ليرسم المشهد
الأليم.الرسام الذي سمع عن هذا الشهيد مازال يحاول رسم الصورة وقد أعياه هذا الشكل ، وهنا نجد الشاعر يستخدم فكرة الانتقال في المشهد والحديث كذلك ، وينتقل من حديثه عن الرسام إلى الحديث عن هذا الشهيد ولعل الشاعر يحاول التنقل بين هذه الصور والمشاهد حتى يجعل القارئ على صلة بما يحدث للرسام ، ويقرأ سيرورة وتصاعد المشاعر المكونة لسلوكه النهائي . كان في هذا المقطع انتقال وحيد عند البيت الثالث حيث ترك الصورة الخاصة بالرسام لينقلنا إلى صورة الشهيد ..
ويقل عدد الأفعال الماضية إلى المضارعة لتكون لتكون سبعة أفعال فقط(تحير-أوجس- تجرأ-تجزأ-تقمص-توضأ-صلى) وهذا الانخفاض في الأفعال الماضية يقابله زيادة في الأفعال المضارعة ليكون المضارع فعلين هما يبدأ-يُنشأ وهذا قد يعطي الانطباع أن الماضي آخذ في التلاشي من أجل حاضر جديد يومئ الشاعر إليه والملاحظ كذلك أن الأبيات كانت عادية ليس فيها صور فنية ، ولعل مرد ذلك إلى انشغاله بحركات هذا الفدائي بما يجعله مستحوذًا على الصورة كلها مهملاً كل الجوانب المحيطة به ، على العكس من المقطع السابق الذي شهد أكثر من عنصر فرعي داخل في تكوين المشهد الكلي كالريش والتحليق والرسم ، بينما نجد الصورة كلها منصبّة على شكل الوجه ويكون هذا مبررًا منطقيًا لقلة الأفعال الماضية .والقافية ها هنا قافية الهمزة المسكّنة وهو من الحروف الحلقية التي توحي بصعوبة ولكنها أقل بكثير من حرف القاف لأن صعوبة وقع الدمار والموت أقوى من صعوبة وقع الحيرة والتوجس بما يستدعي هذه القافية الأقل صعوبة.
إذًا قبل الخوض في باقي التفاصيل نجد أننا في المقطع الأول كنا أمام انتقال وحيد على صعيد الصورة والذي بدأ بعد البيت الأول ليكون الانتقال بطريقة الاسترجاع الخلفي لصورة الانفجار المتمثل في (تخلص من جسمه) إلى (تأمل ألوانه..)وكانت الصورة - من خلال الألفاظ- معبرة عن مشهد الشهادة كليًا ، بينما كان المقطع الثاني تفصيلاً لكيفية هذه العملية وابتدائها من خلال الموازاة بين التفكير وحركة الفدائي.وهذه الانتقالة في المقطع الثاني كانت مركّبة أي أنها احتوت على شكلين : الانتقال بالصورة من الإجمال إلى التفصيل من خلال الانتقال من مشهد الشهادة كلية إلى مشهد بدء التفكير ، ثم انتقالة ثانية وهي انتقالة سردية من الحديث عن الرسام إلى الحديث عن الفدائي.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-10-2010, 09:42 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

ويأتي المقطع الثالث مسترسلاً في وصف هذه العملية بشكل أكثر تفصيلاً ، هذا التفصيل والسرد كان الهدف من ورائهما إشعار القارئ بأهمية هذه العملية بما يستدعي أن يشغل الشاعر باله بكل تفصيل صغير وكبير فيها.
وتأتي (كاميرا) الشاعر لتلتقط هذه الصور والتي -في رأيي الشخصي- كان من الممكن للشاعر أن يختزلها وأن يستخدم تعبيرات أخرى أكثر تركيزًا في التعبير عنها:
خطا خطوتين ثلاثًا فسبعا
كيانًا من النور في النار شعّا
تداعى لأذنية شيء من الشدو
يبكي حياة إلى الموت تسعى
ويرتفع الشدو والطفل يدفعه
الموت نحو النهاية دفعا
توقف حيناً ، تمهل أصغى
وراح ليجتاز ربعًا فربعا
وإلى هنا تقريبًا لا جديد ،اللهم إلا التكلف في قافية العين بما يضطر الشاعر للعد ثلاثًا فسبعا ، ثم النور المشع في النار (كيانًا من النور في النار شعّا) وكثيرًا ما كان يستخدم التعبير النور في النار ، لكني لا أرى له معنى مفيد في هذه القصيدة ، وإذ تكون النار مادة مضيئة فماذا يغني النور عنها ؟ ولكن ربما يقصد الشاعر أن الإضاءة الحقيقية تكون للنور لا للنار ، بما يستدعي التحذير من غفوة تجعل البعض يفرح بهذه النار والتي تعبر عن الإضاءة الكاذبة لأنها محرقة فيستدعي بذلك النور ،وهنا يكون النور هو التحرير والفدائية بينما النار هي تلكم الأكاذيب التي يحيا الناس (مغفلوهم) في فلكها المسماة بالسلام وغيره.
ويستمر بعد ذلك الشاعر في وصف تقلبات هذا الفدائي-ونكتشف فيما بعد أنه طفل-من حيث خوفه من الموت وهذا الصوت هو صوت الغناء أو الشدو الذي تعزف الحياة فيه أغنية وجودها العدميّ ، إلا أن الفدائي قد قرر قرارًا لا تنازل ولا تراجع عنه ، وتأتي مرة أخرى قافية العين اضطرارية لإكمال القافية في الشطر الأخير(ربعًا فربعا) لأن هذا الوصف ينطبق على القرى والمدن الصغيرة وليس المستوطنات المرفهة الغنية البعيدة كل البعد عن مظاهر القرية وما يقع في دلالتها.
وتبدأ اللحظة الأهم والأكثر خطورة في هذه المشاهد عندما تنتقل العدسة ناقلة مشهد التفجير الذي يصفه الشاعر من خلال هذه الأبيات :
وقبل الوصول بشيء يسير
تخافت شدو ودوى هدير
وحلق في الأفق سرب من الطير
كشر عن شره المستطير
وما هي إلا ثوان ولفّ
المكانَ وما فيه صمت القبور
عدا آهة من فم الطفل ندّت
وأخرى بحلق البراقِ تدور
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-10-2010, 09:43 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

كل هذا ، والأبيات تصف مشهد التحرك نحو الاستشهاد ،
والطفل الرسام ما زال يتذكر هذا الموقف ،وبصعوبة -كما سنجد فيما بعد-يتفاعل معه تفاعلاً
أقرب إلى المتلجلج في حضرة المحبوبة ، قبل الوصول هذه اللحظة التي كان ينتظرها الطفل ،
أو ينتظرها الفدائي هي لحظة حاسمة بكل المعايير لكنثمة ما حدث تخافت شدو ودوى هدير ، لعله ها هنا
هدير الرصاص ،ذلك الصوت الذي أفقد المقاوم الفدائي أو الطفل التركيز ، وإذا كان هذا ما حدث
قبل الوصول بشيء يسير ، فليس لدينا ما يمكن من خلاله أن نعرف هل أنجزت المهمة أم لا ،
ولعل هذا يعد من المآخذ التي عمّقت دلالة السيريالية لا لتكون شكل اللوحة ، بل وأسلوب الشاعر نفسه في بعض جزئيات القصيدة .
بين تخافُت ِشدو ودوى هدير وبين التحليق في الأفق للطير مستطير الشريظهر لنا أن ثمة حدثًا تم هو الذي جعل المكان فيما بعد ملفوفًا بصمت القبور ، إلا أن دلالة سرب من الطير تحتمل هنا أن يكون المقصود بها
طائرات الهليكوبتر الصهيونية التي قد غلفت المكان بكل ما فيه بصمت القبور ، إلا أنه وسط هذا الركام
يطلق الطفل الصرخة الأخيرة ندت عن الوصول إلى حيز الوجود لتستقر في الذات ، وكأن أصداء هذه الصرخة غير المسموعة بشريًا إنما هي مسموعة في نقطة الوصول المنشودة وهي حائط البراق .
ينتقل الشاعر بنا بعد كل ذلك إلى الطفل الرسام الذي لم تصدق مخيلته الطفولية البريئة أو قُل لم تصدق إرادة
الحياة فيه أن تكون هذه هي صورة اللوحة التي ينشدها ولا يهنأ له بال بهذا الحال الأسيّ الذي هو في أحسن الأحوال فقد مجهول النتائج ، لا تصدق مخيلة الطفل ولا إرادته وأداتها الألوان
أن تنتهي عملية كتلك قبل بدايتها ، وأن يكون خاوي الوفاض ، فكانت هذه هي ردة فعله (التضامنية) مع المقاوم وهو طفل مثله في نفس سنه :
أتاه من الأرض صوت ارتطام
فعاد إلى الأرض محض حطام
تأمل ريشته في انفعال
ولوحاته ،والجدار الرخام
وقام إلى الأحمر الدموي ّ
فأفرغه في إناء الطعام
كسى وجهه ، والمدى والجدار
وكسر ريشته ثم نام
ما زالت أصداء هذه الصرخة حاضرة في ذهنه وهو عندما أوشك يرسم الصورة تخيل صوت الارتطام
والتفجر ،وكأنما هذا الانفجار دوى في ذاتهذا الرسام الذي عاد بخياله من السماء إلى الأرض وقد صار محض حطام يتأمل في ريشته الملتاعة المتلجلجة ، والجدار الرخام غير أني شخصيًا
أشعر أن تداخلاً لإكمال القافية ما كان له أن يتم بسبب الجدار الرخام ، فإذا كان الطفل رسامًا ، فعلى اللوحة
رسمه ، فماذا تفيد الرخام ؟ وهل الرسم على الرخام فن يقوم به الأطفال ؟ربما تأتي للرخام دلالة يقصد بها الشاعر منزل الرسام نفسه ، الأنيق المزخرف بعكس الدار التي خرج منها الطفل
الفدائي ، لكن هذا الاختلاف بينهما في الواقع الاجتماعي لم يحل بين اتحادهما نضاليًا ووطنيًا .
ومن هول المفاجأة يمسك الطفل بالوعاء الذي يحتوي على الألوان المختلفة (وليس إناء الطعام !) وقد تكون
لهذا الإناء دلالة على تشرب الدماء أي أنالطفل الرسام قرر الانتقام ، فصار حتى شربه وطعامه دمًا ، لكن حتى هذا الاحتمال لا يسعفني شخصيًا أن أجد له مسوغًا ، إذ أن الطفل بعد أن كسى وجهه بهذا الإناء كسر
ريشته ثم نام !إنها النهاية التي لا يجد الطفل فيها حلاً أمام تداخل هذه الصور ، والحقيقة الصادمة إلا أن يكسر الريشة ، لينام والنوم هنا تعبير عن حالة ترك المهمة.
إنها النهاية التي لا تجد فيها براء ةالطفل إلا أن تطلب الفرار من هذه الصور التي تنتهي بوفاة هذا الزميل
المقاوم ، ولتبقى الحياة بعمق معناها المجازي هي المطلب الذي ينشده الشاعر ، ولعل نومة هذا الطفل أتت لاستقبال هذا المقاوم في منامه لتنفتح أمامه آفاق أخرى من الصور علها لا تكون سيريالية هذه
المرة .
إن القصيدة تشير وبقوة إلى هذا الواقع الذي يعيشه الإنسان العربي المقاوم ، وتتخذ من الطفل رمزًا
لتساؤلات المستقبل الخفية ، والتي تظل مكبوتة في ذات أطفال صغار لم يتفتحوا بعد على بساتين الورود ، وإنما مخازن البارود ، وتظل صورة الشهادة والحياة وما يدور في فلكيهما هو المطلب النهائي لهم .
ميز هذه القصيدة -على ما فيها من أخطاء أشرت إليها-هذه الإيماءة إلى روح التمرد الطفولية والتي تتخذ
من التكسير أداة احتجاج لها ، والتي ترفض أشكال الموت ولولاها لما اتخذ الطفل الفنان هذا المشهد مادة لرسومه .كما أن العنوان تطابق بشكل كبير مع الرؤية ، فاللوحة سيريالية تختلط فيها الأوهام
بالأحلام والحقائق بالخرافات والبراءة بالجرأة ، كما أن الطفل المبتدئ يرمز إلى طفولة الأمل الداخلة إلى
أعماق الجمهور العربي والإسلامي ، وهذا الموقف الجديد هو ما كان داعيًا حقًا إلى الاستغراب من مدخلات هذه الصورة الأليمة .
إن الشاعر إذ يتحدث عن اللوحة السيريالية والفنان المبتدئ ، وإذ تكون اللوحة هذه هي الوطن وأقرب ما
تكون واصفة إياه الوطن الفلسطيني لأنه الأكثر شهرة بالعمليات الفدائية الناسفة ، وإذ تكون يكون الفنان المبتدئ هو أول خيوط الكفاح ، فإن الصدق في هذه الرؤية جاء من خلال التوازي بين أحداث
الرسم وبين العملية الفدائية ، وإن كان الشاعر قد انتحى منحى سيرياليًا في بعض تعبيراته التي نتجت -
ربما- عن عدم قدرته على إيصال الفكرة بشكل جيد في بعض جوانبها ، أو لوقوف الصورة الذهنية بشكلها الجامد حائلاً دون تطويعها للموقف الشعري .
وفي ظل هذا الواقع المأزوم والذي خفتت فيه نغمة العمليات الاستشهادية تكون هذه القصيدة هي النداء الذي
يستدعي فيه الشاعر هذه النغمة في الكفاح النضالي المسلح للشعوب الحرة والفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم الله هدى ، ترى متى يتوجه السلاح الفلسطيني إلى مكانه الصحيح وتعود هذه الأوتار
العازفة لألحان الخلود مرة أخرى ؟ قل عسى أن يكون قريبًا .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 14-10-2010 الساعة 09:50 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .