لاحظت بجوار بيتنا نبات تسلق على الجدار حتى بلغ مبلغا
عظيما من الطول بينما على الجانب الآخر تقف شجرة عظيمة الجذور الا أنها لا تبلغ طول هذا النبات المتسلق !!
فقلت لنفسى متأملا
اليس هكذا حال كثير من الناس فكما ان
من النبات المتسلق و منها الاصيل.. والأول يرتفع أكثر من قامته
و الثانى لا ينتحل غير قامته . فمن الناس كذلك... متسلق يرتفع أكثر من قامته أعتمادا على الآخرين و منهم الاصيل الذى لا يعيش الا بقيمته
الذاتية..
الأول قد ينحدر من ارتفاعه فى لمحة اذا تخلى عنه الآخرون و تركوه الى كفايته و قدرته و الثانى لا يمكن ان ينحدر من موقعه الا اذا قصر أو اهمل أو تغافل عن تنمية مواهبه و استعداداته
الأول لا فضل له فى ارتفاعه و انخفاضه فهو طفيلى و الثانى مسئول مسئولية كاملة عن ارتفاعه و انخفاضه... الأول لا يملك نفسه و لا مصيره .... و الثانى يملك نفسه و مصيره.
و لعل أحدكم يسألنى : أيهما أفضل ؟ المتسلق أم الاصيل؟
أقول :
الأصيل حتما لأنه يتقدم بثبات و لا يغتال حق أحد و لا يرتفع
على حساب أحد .
و لكنه يشقى بالعمل و الجهد ...
و قد يقول قائل :
الثانى لا يشقى بعمل أو جهد و مع ذلك قد يبلغ من الرقى و الدرجة و المكانة مالايبلغه الأول!!.
أقول نعم .. و لكن ..
العبرة بالنتائج فى المدى الطويل
أرأيت الى الشهب و النيازك فى السماء تومض لمحة ثم تتحول الى رماد ... بينما النجوم الثابتة فى السماء اقل لمعانا و لكنها اثبت مقاما
و أنظر الى النبات المتسلق على جدار او شجرة لو ان الجدار انهد
أو الشجرة قطعت فلا مجال له الا الارض يسبح عليها لأنه فى مستواها ...
و انظر الى الشجرة الثابتة ترتفع أقل مما يرتفع النبات المتسلق و لكنها تستند فى وجودها الى أرض صلبة......
فلا يخدعنك يا أخى البرق الخالب و لا اللمعان الطارئ !