فى سابقة تكاد تكون الوحيدة منذ بدأت عمليات القرصنة
نجح البحارة المصريون المختطفون فى الصومال من تحرير أنفسهم
و ليس ذلك فقط بل عادوا بثمانية من القراصنة تسلمتهم الحكومة المصرية
http://www.almasry-alyoum.com/articl...0&IssueID=1507
وصل صباح أمس البحارة المصريون المحررون من الصومال وسط احتفال شعبى ورسمى بميناء «الأتكة» بمدينة السويس. وكان المركبان «أحمد سمارة» و«ممتاز ١» قد ظهرا فى منطقة الغاطس بخليج السويس منذ السادسة صباحاً، ووقف البحارة بمركبيهم وسط البحر محتجزين فى انتظار وصول المحافظ حتى العاشرة والنصف صباحاً، ليتحول بعدها الاحتفال إلى حالة من الفوضى والتخبط أدت إلى اصطدام المركبين بالسفن الراسية على الميناء عدة مرات، وهى السفن التى كان من المقرر أن تنقل أهالى البحارة لاستقبالهم فى عرض البحر.
«المصرى اليوم» كانت هناك، ورصدت تفاصيل استقبال البحارة:بدأ الأهالى فى التوافد على الميناء منذ الساعة الرابعة فجراً، وقضوا الساعات الأخيرة من الليل على رصيف الميناء يمنون أنفسهم بعودة الغائبين، واستمرت الاتصالات الهاتفية بهم حتى ظهر المركبان فى الأفق فى السادسة صباحاً، ثم تحولت جلسات الأهالى الفردية إلى مجموعات غنائية، تطلق فيها الأمهات الزغاريد ويغنون الأغنيات الشعبية وسط تغطية وحضور إعلامى كبير.
فيما توافد الإعلاميون من مراسلى الصحف أو الفضائيات المصرية والأجنبية منذ السابعة، وسط تسهيلات أمنية غير متوقعة، وتم عمل شادر للاحتفال فيه بالبحارة بمشاركة المسؤولين والأهالى، وبعدها وصلت أعداد الحضور إلى ذروتها بوصول أتوبيسات من محافظات الدقهلية ودمياط وكفر الشيخ، تحمل على متنها أقارب البحارة وعدداً من القيادات البرلمانية والشعبية والتنفيذية.
وفى الثامنة والنصف، اتصل أحد الأهالى بالبحارة يسأل عن موعد عودتهم، لتصل الإجابة أن المركبين فى انتظار وصول الأوامر لدخول الميناء، وأن هذا التحرك مرتبط بوصول المحافظ والوفد المرافق له، وبعد نصف ساعة، حضرت ٣ مراكب لتنقل الأهالى لاستقبال البحارة فى عرض البحر، وفقاً للبرنامج المعد للاحتفال.
وبعد أن تكالب الأهالى للصعود إلى السفن، جاءت تعليمات جديدة من المحافظ بإيقاف نقل الأهالى، وأن يتم الاستقبال فى الميناء فقط، بعدما لوحظ اقتراب المركبين من الميناء، وفى غضون ١٠ دقائق، ظهر المحافظان فتحى البرادعى ومحمد سيف الدين داخل السرادق الذى أعد خصيصاً لاستقبالهما، وبدأت فرقتا الموسيقى الشعبية والتنورة أداء عروضهما على الرصيف الخالى إلا من المسؤولين الرسميين على نغمات السمسمية.
ومع اقتراب المركبين من المرسى، وبظهور البحارة على سطحهما، ليراهم ذووهم عن قرب للمرة الأولى منذ ستة أشهر، يتدافع الأهالى على الميناء، ويلوحون لبعضهم البعض، وتتعالى صيحات الفرح والبكاء والزغاريد من الأمهات والزوجات، ويبدأ بعضهم بالقفز من السفن القريبة إلى المركبين اللذين فشلا لقرابة النصف ساعة من الرسو بسبب سوء التنظيم وكثرة السفن المتواجدة على المرسى الضيق والتى وصل عددها إلى ٨ سفن، حتى إن المركب «أحمد سمارة» اصطدم أكثر من مرة بالسفن الراسية، وكاد أن يلحق بها أضراراً جسيمة، والأمر نفسه تكرر مع المركب «ممتاز١».
فى هذه الأثناء، وفى خلال ٤٠ دقيقة، هى المدة التى استغرقها البحارة للظهور على سطح الميناء، مرتدين ملابس رياضية باللون الأسود والأصفر والأبيض، تسلموها من رجال الأمن الذين التقوا بهم فى عرض البحر، جاء أطفال ليضعوا أكاليل الزهور على أعناق «الأبطال» العائدين، فى حين رفع الوافدون من محافظات الدلتا لافتات تحية لابنائهم، ومن بينهم أهالى السفينة «بدر» الذين جاءوا يناشدون السلطات المصرية للتدخل لإعادة السفينة الغائبة منذ قرابة عام ونصف العام دون أى أخبار عنها.
وبوصول البحارة إلى ميناء السويس، فجر بعضهم قنبلة من العيار الثقيل، عندما أنكروا تماما ما ذكرته بعض الصحف عن تدخل جهة سيادية مصرية فى عملية تحريرهم، نافين وجود أى مدد أو مساعدات حكومية أو مدنية، مشيرين بذلك إلى الدور الذى لعبه «حسن خليل» مالك المركب «ممتاز ١»، وهو ما أكده محمود مسعد «طباخ المركب»، الذى نفى تماما ما تردد عن وجود خطة مسبقة من قبل السلطات المصرية أو مالك المركب لتحريرهم، مؤكداً أنهم اعتمدوا فقط على سواعدهم، نافياً تماماً قيام أى جهة بأى دور إيجابى، وأن الجميع بدأ يسند لنفسه أدواراً لم يقم بها، من أجل «الشو الإعلامى»، مبدياً استياءه من «الصلف» الحكومى الذى قوبلوا به، وحجزهم فى البحر لأكثر من ٥ ساعات، على أمل أن يحصلوا على استقبال يليق بهم، وهو ما لم يحدث، حيث جلس المحافظ فى خيمته وطلب أن يأتوا إليه بداخلها، بحجة «الحر والصيام والزحام».
وقال سيد صبحى، البحار القادم من كفرالشيخ، إن الحاج حسن خليل طلب منهم الهرب من القراصنة،
لكنه لم يحدد لهم كيف أو متى، مضيفاً أن الأسرى كان عددهم ٨، وأن السلطات المصرية تسلمتهم منهم فور وصولهم، وطلبت منهم عدم ذكر أى معلومات تفصيلية عنهم.
القصة نفسها أكدها سيد الشناوى، أحد البحارة العائدين، إلا أنه يزيد عليها أن بعض القراصنة نجحوا فى القفز من المركب فى طريق العودة، وهو ما أشار إليه أحد البحارة فى حديثه إلى «المصرى اليوم»، قبل أن يزجره كابتن السفينة بعينه، ليطلب الشناوى الانصراف للذهاب إلى أسرته.