العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: لعنة مومياء الثلج أوتزي الرجل الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة بمقال التحكم بالعقل أكثر مشاريع المخابرات الأمريكية سرية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أشباح بلا أرواح (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد كتاب عظيم الأجر في قراءة القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 15-08-2009, 04:46 PM   #1
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي الدجل و الشعوذة و شفاء الامراض .......

http://www.islamonline.net/arabic/ad...rticle03.shtml

المغرب لاسلام اون لاين :



يكفيك أن تقوم -فقط- بجولة عند العطارين في "درب السلطان" أو "جامع الفنا" بمراكش أو "ساحة الهديم" بمكناس أو أي حي شعبي بأي مدينة مغربية لترى العجب؛ فهناك وصفات جاهزة لامتلاك القلوب، وحروز وأبخرة وحجابات لفك عقد "العكس" الذي قد يحول بينك وبين تحقيق مشروع أو سفر أو تجاوز امتحان.. ولا تخف؛ فاللائحة طويلة غير منتهية؛ فهناك وصفات أخرى لكنها أغلى ثمنا، وخصوصا إذا تعلق الأمر بمعجزة استشفائية أو خطوة انتقامية أو تفريق زوجين منسجمين أو تثقيف عريس ليلة دخلته!!
إنه عالم آخر ما زال يضرب بأطنابه في المجتمع المغربي؛ هو عالم السحر والدجل، ورغم ما تسببه تلك الوصفات الخرافية من جرائم قتل أو إصابات بعاهات مستديمة أو فقدان للذاكرة؛ فإن هذه الظاهرة منتشرة في المغرب، ليس هذا فقط بل هناك أيضا ظاهرة التداوي بالأعشاب التي أصبحت ذريعة للكثيرين للدجل بعدما كانت طبا علميا.

العلاج بالقرآن:

ومن المشعوذين من يضحكون على الناس من خلال إيهامهم بأن طرق علاجهم من السحر أو أي مرض آخر يتم بالطريقة الشرعية ومن خلال آيات القرآن الكريم فقط.. ولكن لو علم الناس ما يبطن هؤلاء للاذوا بالفرار؛ فهذه قصة أحدهم كيف احترف مهنة إبطال السحر -مع أنه في الأصل يعمل السحر والدجل- فأول شيء فعله بعد أن عاد من مدينة "أكادير" ليستقر بمدينة "القنيطرة" أنه حج بيت الله تعالى وحفظ آيات من القرآن الكريم، وبعد أن كان يبيع مواد النظافة من صابون وروائح ومستلزمات المنازل ترك كل ذلك ليحترف في بيته مهنة العلاج بالقرآن الكريم، إضافة إلى كتابة الحروز (التمائم)؛ فيبدأ بقراءة آيات من القرآن جهرا بعد أن يمدد الضحية أرضا، ثم يتمتم في نفسه وهو يوهم الضحية أنه يقرأ عليه القرآن، وبعد ذلك يقول له: إن الجن قد ذهب وأنت الآن معافى، فيطلب منه مبلغا ماليا أقله 100 درهم مغربية (ما يقارب 10 دولارات أمريكية).
وهؤلاء من المكر ما لا يخفى عليهم استعمال حيل تجعل الزبون/الضحية يقتنع تماما بأن هذا الحاج أو الشيخ يعالج بالقرآن؛ فيضعون مصحفا كبيرا للقرآن الكريم أمامه، ولكنه مصحف بدون سور بداخله!! كما أكد لنا بعض الشهود ممن كانوا روادا لهم. وأحيانا ليتم عملهم السحري يجلسون على القرآن وينجسونه بالدم وبكل ما لا يخطر على بال والعياذ بالله كولاء للشيطان والجن.
الدجل بالأعشاب:
وأنت تتجول بأحد الأحياء القديمة لبعض المدن المغربية قد تستغرب لمظهر بعض الدكاكين المختصة ببيع العطارة والأعشاب، لكن إذا عرفت السبب فسيبطل العجب؛ فهذه خيوط عنكبوت متدلية في أسقف المحل، وتلك رؤوس غزلان، وهناك في الجانب الآخر مجموعة من السلاحف لها تاريخ ولادة!! إلى جانبها مخ الضباع والذئاب وأظافر الهدهد وأشواك القنافذ، وفئران يتيمة وأخرى ليست يتيمة!! وفي قارورات زجاجية شعر لقط أسود ولسان حمار و"مرارة" قنفذ وغراب...!! كلها تستخدم في السحر والدجل، وللأسف الشديد أغلب من يرتاد هذه الأماكن هن النساء، من مستويات سنية واجتماعية مختلفة.
حاولنا التحدث مع رواد هذه المحلات، لكن محاولتنا قوبلت بالرفض، إلا أننا انتهجنا أسلوبا آخر وهو المراقبة من بعيد. وأثناء المراقبة التقينا "السيد علي" صاحب "معشبة" للوقاية والتجميل بمدينة القنيطرة الذي علق على تلك الظاهرة بقوله: "للأسف الشديد، هذه المهنة -يقصد بيع الأعشاب- تتجه نحو منحدر خطير من خلال استغلالها في مسائل سلبية تدخل في إطار السحر والدجل والخرافة، بعدما كانت أصلا نبويا، وهناك من العلماء الأجلاء من خصص لها كتبا ككتابَيْ الطب لابن القيم والإمام البخاري".
ويضيف مراد العوني -26 سنة-: "من المستحيل أن تسأل عن علاج لمرض معين كيفما كان ويردك صاحب تلك المحلات!! فلا أظن أن هناك عطارا في أي دولة وليس المغرب فحسب رد أحد زبائنه خائبا ولم يجد له وصفة لمشكلته!".
وهذا ما لاحظناه من خلال معاينتنا لأحد تلك المحلات المختصة في "الوصفات الجاهزة"؛ بحيث إنك تلاحظ سرعة خارقة ودهاء لدى بائع تلك "الأشياء"، وله إجابة عن كل سؤال ممكن أن يخطر ببال الزبون.
وهناك أشكال أخرى لبيع الأعشاب والأجسام السحرية، وذلك من خلال أسلوب "الحلق" بالساحات الشعبية كـ"جامع الفنا" بمدينة مراكش أو "ساحة الهديم" بمكناس؛ بحيث يكونون مدربين بشكل جيد على الخطابة والفصاحة والتملق، وخاصة توظيفهم لآيات قرآنية وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأحداث من سيرته في حججهم، يستطيعون بها إيهام الناس بالشفاء بأعمالهم الشيطانية، ومنهم من يستعمل أسلوبا نفسيا دقيقا للإقناع والتأثير في السامعين له، وذلك بإيهامهم بأن العدد الذي بحوزته من تلك الوصفات العجيبة قليل جدا؛ وهو ما يجعل الناس يتهافتون على الشراء؛ مخافة ألا يستفيدوا من عرض خارق للعادة!
العلم في مواجهة السحر

يؤكد الدكتور سعيد متوكل -رئيس قسم الإنعاش الطبي بمستشفى ابن رشد، وهو أستاذ بكلية الطب والصيدلة بالرباط-: "عندما تستفحل المشاكل بالإنسان وتحيط به من كل جانب يلجأ إلى الاحتماء بقوى الغيب (أي بالسحر)، وأظن أن زمننا هذا لم يعد يسمح بهذا؛ فأنا شخصيا لا أومن بالسحر، وأقول بأن الفرد ليس ملزما باتباع أخي الجهالة في جهله".
وحول معاينته لحالات تسمم ناتجة عن أعمال سحر خلال مزاولته لعمله يقول الدكتور "متوكل": "وقفنا على حالات متعددة من التسمم أوجب بعضها ضرورة تحريك المتابعة القضائية لما كان فيها من جرم خطير؛ حيث استخدمت فيها وصفات المشعوذين".
إلا أن السحر في نظر الدكتور إبراهيم كرزازي -محلل نفساني- واقع له تاريخه؛ "لأن الناس الذين يتعاطونه معترف لهم بهذه الصفة اجتماعيا وقادرون على تسخير مبادئ السحر لتحقيق مصلحة ما مطلوبة من طرف المستهلكين له الذين يتمسحون به لرغبتهم في التطلع إلى المستقبل نتيجة بعض الخلل الذي ألمّ بحياتهم النفسية والاجتماعية".
ويضيف الدكتور كرزازي: "وإذا سلمنا بأن السحر يشكل ظاهرة يؤمن أو يعتقد بوجودها البعض؛ فلأنهم يعتقدون أن لها وظائف يمكن أن تؤديها؛ لذلك فتوافدهم عليه يمليه الاعتقاد والوهم بقدرته على تلبية حاجات معينة؛ فهناك رغبات بشرية دفينة تسعى إلى تعويض هذا الضعف في كبت أو عجز عن تحقيق هدف أو الوصول إلى غرض نتيجة صعوبة ما: في الدراسة، في الحب، في الزواج، في التجارة؛ فالإنسان يضطر إزاء ذلك إلى الاستعانة بمن يظن أنهم يتوفرون على قدرة خارقة للعادة، وأن باستطاعتهم تلبية هذه الرغبات".
وإذا كان البعض من الباحثين الاجتماعيين والنفسانيين يرجعون سبب انتشار هذه الظاهرة إلى الجهل والأمية؛ فإن للمحلل النفساني كرزازي رأيا مخالفا؛ إذ يرى "أن الاعتقاد بالسحر لا يمكن أن يندثر بسيادة التعلم؛ لأنه معتقد ناتج عن رغبات دفينة في النفس البشرية، وأي إنسان لا يقبل بضعفه ولا يقبل بخسارته؛ فإنه يلجأ دائما إلى استخدام الخيال لكي يحتمي من قوى الشر التي يظن أنها تطارده، كان واعيا بذلك أو غير واع؛ فضعفه لا علاقة له بثقافته".
ويضيف: لو فتحنا المجال أكثر لكي يعي الناس بأهمية العلاج النفسي وأتحنا فرصا كبرى للتحليل النفسي، واعتقدنا بجدواه تماما كما نعتقد بـ"قدرة" السحر؛ فسنوفر إمكانات هائلة للعلاج؛ لأنه كلما ازدادت مكانة العلم اضمحلت قوة الخرافة".

__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :

آخر تعديل بواسطة محى الدين ، 15-08-2009 الساعة 05:02 PM.
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-08-2009, 05:18 PM   #2
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

و من المفيد هنا ان نقرأ رأى عالم كبير كالاستاذ الدكتور : يوسف القرضاوى بخصوص العلاج بالقرآن :

يقول الأستاذ الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي:

لا شك أن هذه ظاهرة قد شاعت في كثير من البلدان، وتحدث عنها الخطباء في خطبهم والكتّاب في مقالاتهم، وعرضت لها الإذاعات والتليفزيونات، بل عرضت لها القنوات الفضائية في بعض البرامج. هذه الظاهرة هي ظاهرة العلاج بالقرآن.

فهناك أُناس زعموا أنهم متخصصون في العلاج بالقرآن، بل فتحوا عيادات علنية للعلاج بالقرآن، يذهب الناس إليهم في هذه العيادات كي يعالجوهم بالقرآن الكريم.

ونحن نؤمن بأن القرآن هدى وشفاء كما قال تعالى:" وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ" فصلت:44. وقال تعالى:" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً" الإسراء:82.

ولكن، ما معنى الشفاء هنا؟ هل هو الشفاء العضوي، على معنى أن الإنسان إذا أوجعه بطنه أو أوجعته عينه أو أحس بألم في جسده، فماذا عليه أن يفعل؟هل يذهب إلى عيادة القرآن أم يذهب إلى الطبيب المختص الخبير في شأن هذا النوع من المرض؟

الذي رأيناه من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، أنه شرع الطب والدواء، كما قال صلى الله عليه وسلم:" إنما الشفاء في ثلاث: في شربة عسل، أو شرطة محجم، أو لذعة بنار". فذكر الأنواع الثلاثة للدواء الذي يتناول عن طريق الفم، والجراحة، وهي شرطة المحجم أو المشرط، والكي، وذلك هو العلاج الطبيعي، والنبي صلى الله عليه وسلم تداوى وأمر أصحابه بالتداوي، وكان يقول لبعض أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين:"اذهبوا إلى الحارث بن كلدة الثقفي"، وهو طبيب مشهور منذ الجاهلية عرفه العرب، فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينصحهم بالذهاب إليه، بل جاءه رجلان يعرفان الطب من بني أنمار فقال لهما:"أيكما أطب؟"، يعني أيكما أحذق وأمهر في صنعة الطب؟ فأشاروا إلى أحدهما، فأمره أن يتولى هو علاج المريض، يعني أن الإنسان يبحث عن أمهر الأطباء وأفضلهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم:"ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله". وهذا أعطى كل مريض أملاً في أن يجد لدائه علاجًا، وأعطى الأطباء أنفسهم أملاً في أن يجدوا لكل داء دواء. فليس هناك داء عضال بمعنى أنه لا علاج له، لا في الحال ولا في الاستقبال، بل كل مريض له علاج موجود، ولكن لم نعثر عليه بعد، فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله.

ولما سُئل صلى الله عليه وسلم:"يا رسول الله، أرأيت أدوية نتداوى بها وتُقاة نتقيها؟ هل ترد من قدر الله شيئًا؟ قال (هي من قدر الله)". يعني أن الأمراض من قدر الله، والأدوية من قدر الله. لماذا إذن نعتبر المرض من قدر الله ولا نعتبر الدواء من قدر الله؟ هذا من قدر الله، وهذا من قدر الله، فنحن ندفع قدرًا بقدر، ونرد قدرًا بقدر. هذه سنة الله، أن تدفع الأقدار بعضها البعض، ندفع قدر الجوع بقدر الغذاء، وقدر العطش بقدر الشرب، وقدر الداء بقدر الدواء.

هذه هي السنة الإسلامية، ومن أجل هذا شاع الطب بين المسلمين، وتقدم الطب تقدمًا هائلاً في الحضارة الإسلامية، وكان المسلمون أئمة العالم وأساتذته في الطب، وعُرف منهم أسماء لامعة على مستوى العالم، مثل أبي بكر الرازي، وابن سينا، وابن رشد والزهراوي، وغيرهم من المسلمين، وكُتب هؤلاء انتشرت في العالم مثل (الحاوي) للرازي، و(القانون) لابن سينا، و(الكليات) لابن رشد، و(التصريف لمن عجز عن التأليف) للزهراوي، بل وجدنا من علماء المسلمين الفقهاء مَن يجيد الطب، فابن رشد نفسه كان فقيهًا، ألّف كتابه (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) في الفقه المقارن، وفخر الدين الرازي صاحب الكتب الشهيرة في التفسير والأصول وعلم الكلام وغيرها. قالوا: كانت شهرته في علم الطب لا تقل عن شهرته في علوم الدين، وابن النفيس، مكتشف الدورة الدموية الصغرى، يُعدُّ من فقهاء الشافعية، وترجم له تاج الدين السبكي في كتاب (طبقات الشافعية) على أنه أحد فقهاء هذا المذهب.

ولأن المسلمين اعتمدوا سنة الله في الكون، فقد اعتمدوا الطب ولم يعتمدوا على الشعوذات التي انتشرت بين الأمم من قبلهم، ولم يعتمدوا على الأحجبة والتمائم وغيرها، التي اعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم ضربًا من الشرك.

صحيح أن الإسلام شرع لنا الأدوية الروحية، مثل الاستعاذة بالله والرقى والدعاء، فالإنسان يرقي نفسه أو يرقي مريضه بقول:" اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنتَ الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا". أو" أرقيك والله يشفيك"، أو كما كان عليه الصلاة والسلام يرقي الأطفال الصغار مثل الحسن والحسين "أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة". فالرقى والتعاويذ والأذكار والأدعية مشروعة، ولكن بجوار الأسباب المادية التي تكملها وتقويمها الأسباب الروحية.

ولكن، لا يكفي المسلم أن يذهب الإنسان إلى شخص يقول له أقرأ عليك القرآن أو المعوذات أو آية الكرسي، ويكتفي بهذا. كيف ذلك إذا كان يعاني من مرض عضوي؟ فلا بد من علاج هذا المرض العضوي، وإذا كان مصابًا بفيروس، لا بد من علاج هذا الفيروس، فهذا هو الذي شرعه الإسلام وعاشه المسلمون، فنحن لم نرَ في الصحابة مَن فتح بيته، وقال"أنا متخصص في العلاج بالقرآن، حتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو سيد المعالجين وسيد أطباء الروح، لم يفعل هذا، وإنما شرع الطب وشرع التداوي بما يعهده الناس.


وقد أشار القرآن الكريم إلى أن بعض الأغذية فيها شفاء ودواء، مثل عسل النحل، بقوله تعالى:" يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" النحل:69. أما هؤلاء الذين فتحوا عيادات، كما سمعنا في القاهرة مثلاً، أن فلان الفلاني يعالج بالقرآن، ويذهب المغفلون والذين يصدقون كل ما يُقال ولا يمتحنون الأمور بعقولهم، أرى هؤلاء يذهبون إليهم زرافات ووحدانا، ويدفعون النقود للشيخ، وبركة الشيخ الذي يزعم علاج هؤلاء بالقرآن، أو بإخراج الجن من أجسادهم، وأحيانًا رأيت مناظر فظيعة، مثل شخص يُضرب ضربًا مبرحًا، أو أشياء من هذا النوع، وقد نشرت الصحف ووكالات الأنباء أن بعضهم مات من الضرب في يد واحد من هؤلاء وقدم للمحاكمة، كل هذا لا أعتبر أنه من الإسلام الصحيح في شيء، إنما يمكن إذا سحر الإنسان أو نحو ذلك أن نعالجه بالاستعاذة والأذكار والرقى، وهذه الأشياء، على أن تكون معروفة ومفهومة؛ ولذلك اشترطوا في الرقية أن تكون باللغة العربية لا بلغات غير مفهومة أو بحروف مقطعة لا نعرف ماذا فيها، وبذكر الله تعالى وصفاته، وألا تشتمل على شيء من الشركيات، فهذا هو الذي شرعه الإسلام.

أما هذه الظواهر التي ابتدعها الناس، فليس هذا من هدي الإسلام، ولا من عمل الصحابة ولا من عمل سلف الأمة في خير قرونها، وإنما هي بدعة اخترعها الناس في هذا العصر، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.


إن الإسلام شرع لنا أن نذهب في كل أمر إلى خبرائه نسألهم عنه، ونستفتيهم فيه، سواء أكان في أمور الدين أم أمور الدنيا، كما قال تعالى:{ولا ينبئك مثل خبير}فاطر:14.

وقال عز وجل:{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}النحل:43.
ففي أمور الهندسة نرجع إلى الخبراء من المهندسين، وفي أمور الطب والدواء نرجع إلى الصيادلة والأطباء، وإلى كل طبيب في اختصاصه، وفي أمور الدين نرجع إلى علماء الدين الثقات.

القرآن شفاء:


إذن، فما معنى أن القرآن شفاء؟ وهنا نقول: إن القرآن نفسه قد بين معنى الشفاء المذكور بإطلاق في بعض الآيات، فقد قيدته آية أخرى، يقول الله تعالى فيها:{يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}يونس:57. بيَّنت الآية أن القرآن شفاء لما في الصدور من الشك والحيرة والعمى، وما فيها من الهم والحزن والخوف والقلق؛ ولذا كان من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم:" اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي".وكل هذه الأمور المدعو لها أمور معنوية لا مادية، تتعلق بالقلب والصدر، لا بالجسد والأعضاء.

إن القرآن الكريم لم ينـزله الله تعالى ليعالج الأمراض العضوية، وإنما يعالج الناس أمراضهم بحسب السنن التي وضعها الله في الكون، والتي بيَّن القرآن أنها سنن لا تتبدل ولا تتحول. أ.هـ

__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-08-2009, 07:50 PM   #3
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي



__________________








فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-08-2009, 11:49 PM   #4
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة فرحة مسلمة مشاهدة مشاركة




أهلا أخت فرحة
شكرا على تقيمك للموضوع
دمتى بخير
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-08-2009, 09:30 PM   #5
الأميــــــــــر
صاحب الكلمة الطيبة
 
الصورة الرمزية لـ الأميــــــــــر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
الإقامة: على الطريق
المشاركات: 1,440
إفتراضي

تتكلم عن المغرب و كأنها أم السحر و الشعوذة .. نعم, لن أنفي ما نقلته ,ولكن أقول : أن السحر و الدجل في المغرب ينتهجه فقط بعض الجهلة بأمور الدين ... أما الطامة الكبرى إن انتهجه داعية اسلامي معروف ليُشبع غريزته و يجني به مالا باسم القرآن !!!!

الخبــــــــــــــــــر
الفيديــــــــــــــــو


أستغفر الله .
الأميــــــــــر غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .