العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: The world centre (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: التراب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرواسى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرغب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اسم فرعون بين القرآن والعهدين القديم والجديد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القضاء في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطمع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاستنباط في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المواقيت فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 17-08-2009, 07:43 PM   #1
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي

تابع
وينصرف الرسول من المعركة إلى بيته، فيسمع في طريقه نساء بني عبد الأشهَل يَبكين شهداءَ هُن ، فيقول عليه الصلاة والسلام من فَرط حنانه وحُبِّه :
[ لكنَّ حمزة لا بَوَاكيَ لهُ ]..‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ويسمعها "سعد بن معاذ " فيظنُّ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يطيب نفساً إذا بكت النساء عمَّه ،فيسرع إلى نساء بني الأشهل ويأمُرًهُنَّ أن يبكين حمزة ، فيفعَلن .. ولا يكاد الرسول يسمع بكاءَ هنّ حتى يخرج إليهن ، ويقول :
[ ما إلى هذا قَصَدت، ارجِعنَ يرحمكن الله، فلا بُكَاءَ بعد اليوم ] ..
ولقد ذهب أصحاب الرسول يتبارون في رثاء "حمزة" وتمجيد مناقبه العظمى ..فقال حسَّان بن ثابت في قصيدة طويلة له :

دَع عنك داراً قد عفا رَسمُها
وَابكِ على حمزة ذي النائل
اللاَّبس الخيل إذا أحجمَت
كَاللَّيث في غابته ، الباسِل
أبيضُ في الذروة من هاشــم
لم يَمرِ دون الحق بالباطِل
مالَ شهيداً بينَ أسيــافكـم
شُلَّت يدا وَحشِيّ مِن قاتل
* * *
وقال عبد الله بن رواحة :
بكَت عيني وحقَّ لها بُكاها
وما يُغني البكاء ولا العويل
عَلى أسَدِ الإله غَداةَ قالوا :
أحمزةُ ذا كُم الرجُل القتيل
أُصيبَ المسلمون به جميعاً
هناك وقد أُصيبَ به الرسول
أبا يَعلى ، لكَ الأركان هُدَّت
وأنت الماجدُ البَرُّ الوصـول
* * *
وقالت صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخت حمزة :
دعاهُ إلهُ الحقِّ ذو العرش دعوةً
إلى جنة يحيا بها ، وسرور
فذلك ما كُنَّا نُرجِّي ونرتجي
لحمزةَ يومَ الحشرِ خيرَ مصير
فواللهِ لا أنسَاك ما هبَّتِ الصَّبـا
بكاءَ وحزناَ ،مَحضري وَمَسيري
على أسدِ اللهِ الذي كان مِدرَهاً
يذودُ عن الإسلام كلَّ كَفُور
أقولُ وقد أعلَى النَّعِيُّ عشيرتـي
جزى اللهُ خيراً من أخ ونَصِير

على أنَّ خير رثاء عطَّر ذكراه كانت كلمات الرسول له حين وقف على جثمانه ساعة رآه بين شهداء المعركة وقال :
[ رحمةُ اللهِ عليك ، فإنك كنت – ما عَلِمتُ – وَصُولاً للرحم ، فَعُولاً للخيرات ] ..
* * *
لقد كان مصاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في عمه العظيم فادحاَ …وكان العزاء فيه مهمة صعبة …بَيدَ أن الأقدار كانت تدَّخر لرسول الله أجمل عزاء .
ففي طريقه من "أحد " إلى داره مرَّ عليه الصلاة والسلام بسيدة من بني دينار استشهد في المعركة أبوها ، وزوجها ، وأخوها …وحين أبصرت المسلمين العائدين من الغزو ، سارعت نحوهم تسألهم عن أنباء المعركة … فنعوا إليها الزوج ..والأب ..والأخ ..
وإذا بها تسألهم في لهفة :[ وماذا فعل رسول الله ] ..؟؟
قالوا :[ خيراً …هو بحمد الله كما تحبين ] …‍‍‍‍
قالت :[ أَرونيه ، حتى أنظُرَ إليه ] ..‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
ولبثوا بجوارها حتى اقترب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلما رأته أقبلت نحوه تقول :
[ كلُّ مصيبة بعدك ، أمرها يهون ] …
* * *
أجل …
لقد كان هذا أجمل عزاء وأبقاه …
ولعل رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ابتسم لهذا المشهد الفذ الفريد ،فليس في دنيا البذل ، والولاء ، والفداء لهذا نظير …
سيدة ..ضعيفة، مسكينة ، تفقد في ساعة واحدة أباها ، وزوجها ، وأخاها … ثم يكون ردُّها على الناعي لحظة سماعها النبأ الذي يهدُّ الجبال :[ وماذا فعل رسول الله ]…؟؟؟
لقد كان مشهداً أجاد القدر رسمه وتوقيته ليجعل منه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلَّم عزاءً أيَّ عزاء …. في أسد الله ، وسيد الشهداء ….






__________________








فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .