بعد 11 عاما قضتها في الظلام، استعادت الطفلة الجزائرية إكرام بصرها برقية شرعية قرأها عليها أحد الراقين، لتلقي بظلال السعادة على قلب والدها الذي أنهكه التردد على الأطباء بحثا عن علاج لفلذة كبده.
الطفلة إكرام التي تدرس بالصف الخامس الابتدائي بمدرسة صغار المكفوفين بمدينة عين الترك في ولاية وهران، ولدت حسب تأكيد والدها في أغسطس 1998 وهي لا تبصر إلا شعاعا خفيفا، وظلت على تلك الحال طيلة سنوات عمرها.
ولم تنفع معها كل محاولات الأطباء ولا التحاليل والأشعة التي أجريت لها في تبيان بصيص أمل لعائلتها قبل أن يعرضها والدها الذي يعمل ممرضا على الراقي محمد بلخضر، بحسب صحيفة "الخبر" الجزائرية.
بلخضر الذي يتعاون عبر الإنترنت مع أحد شيوخ المغرب أوضح أنه قرأ على الطفلة إكرام مجموعة من الآيات القرآنية، بعد شكه في تعرضها لمرض سماه "أم الصبيان".
ثم منحها كمية من العسل وزيت الزيتون لتكتحل به ليفاجأ ووالدها باستعادة البصر قبل خروجها من بيته، ليكون أول ما تراه والدها ثم الراقي ثم المصحف الذي قدمه الراقي لها. ونزلت إكرام سلم البيت وهي ترى وسط ذهول شديد من كل من رآها.
ويؤكد والد الطفلة أن ابنته تشاهد الآن التلفزيون وترى أمها وإخوتها وهي بصحة جيدة وعازمة على تعلم الكتابة بالطريقة العادية، بعد أن تعلمتها سابقا بطريقة البرايل بمدرسة المكفوفين.
كما تعتزم حفظ سور أكثر من القرآن، بعد أن حفظت وهي كفيفة 3 أحزاب على يد أحد الشيوخ سماعا.
الأخذ بالأسباب
وفي تعليقه على قصة الطفلة، قال الدكتور مصطفى عمارة -أستاذ علم الحديث بجامعة الأزهر-: "إن الرقية ما دامت بضوابطها الشرعية -بمعنى أن الراقي والمرقي مسلمان، والرقية من النصوص المشروعة والصحيحة سندا، فلا يوجد مانع من أن تبرئ المريض ولو كان برد البصر".
لكنه أكد على ضرورة الأخذ بالأسباب؛ حيث يتداوى المريض عند الأطباء، مع اعتقاده أن الشافي هو الله وأن ذهابه للطبيب هو أيضًا من الاستجابة لأمر الله الذي أمرنا بالتداوي.
كان الداعية السعودي الدكتور محمد العريفي قد أكد في تصريحات سابقة على مشروعية الرقية قائلا: إن "القرآن الكريم شفاء، والأدلة على ذلك متواترة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يستعمل القرآن في علاج الأمراض الحسية والمعنوية".
واستشهد العريفي بعدد من المواقف التي استعمل فيها صحابة النبي -رضوان الله عليهم- الرقية في علاج أمراض حسية مثل اللدغ، وكانت سببا في الشفاء.