"هذان المثالان وغيرهما كثير في أحداث التاريخ الإسلامي يضعانا أمام حقيقة واحدة في غاية الأهمية وهي أن فكرة الرجل التاريخي والقائد المنقذ المترسبة في أذهان كثير من المسلمين الآن لا وجود لها تاريخيا ولا واقعيا وأن التغيير لا يأتي هكذا بضربة قدر بل له نظم وثوابت ومقدمات ومعطيات لابد من أخذها والسير بها للوصول لما يعلم به كل غيور ومخلص، وأن الجانب الإيجابي من هذه القضية أننا نستطيع أن نقول لكل غيور ومخلص وأيضا حالم أنت الرجل التاريخي أنت الذي ستقود الأمة أنت الذي ستغير واقع الأمة أنت الذي ستكتب عنه غدا كتب التاريخ ويقرأ أخباره أولادنا وأحفادنا, فكل واحد منا مطالب بأن يكون هو الرجل التاريخي في مجاله ونطاقه وعلى قدر عطائه واستطاعته وعندما يستشعر كل واحد منا بأنه هو الرجل التاريخي والمنقذ لهذه الأمة عندها سيتحقق كل ما غاب عن بال البائسين والمحبطين من هذه الأمة."
|