بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أختنا العزيزة على هذا الطرح الهام ولي عدة نقاط أحب طرحها :
*ليس مجرد قيام الإعلام بالترويج لصورة ما كافيًا للحكم على نجاحها، فهذا يرجع إلى
ثقافة المجتمع وقابليته للاستهواء من ناحية ، ومن ناحية أخرى مدى قدرة الإعلام على
استبطان ما في دخيلة الأفراد .
على سبيل المثال : هل أفلح الإعلام في تلميع صورة التطبيع مع الكيان الغاصب.
بالطبع لا ؟ هل أفلح الإعلام -مع كل الجهود الجبارة- في تغيير صورة المجتمع عن الإنجاب
والأسرة ؟ هل أفلح في القضاء على العادات والتقاليد السيئةكالخرافات والشعوذة ؟
بالطبع لا . إذاً فإن نجاح هذا الإعلام نابع من وجود استعداد مسبق لدى المجتمع للتفاعل
مع هذه الصور .
وفيما يتعلق بالحماة تحديدًا ، والحياة الأسرية بوجه عام : يتراءى لي شعور بأن هذا النوع
من المسلسلات جاء ردة فعل على السنين التي عانت منها المرأة ظلم الرجل واضطهاده
لها ، وبالتالي جاءت هذه المسلسلات كأنها تنفيس عما في دخيلة المتعاطفين مع المرأة
. رغم أن العيب على الحماة-وهي أنثى - إلا أنه عيب يقصد منه الإشارة إلى ضعف قدرة الرجل على اتخاذ القرار فيما يتعلق بالواقع الأسري.
ربما تكون هنالك حوادث شكلتها الأساطير والتاريخ والموروثات الشعبية والفلكلور ، وقام الإعلام
بإعادتها إلى الساحة .
هناك فرق بين الحديث عن الصورة الذهنية عمومًا والحديث عن الصورة الذهنية عن الحماة.. ففي
أي موضوع نتحدث تحديدًا ؟لو أننا تحدثنا عن الصورة الذهنية عن الحماة ،
فربما تكون قضية الحماة نابعة أهميتها من شدة ردة الأفعال تجاهها ، وهي قضية ليست محلية أبدًا ، بل هي ظاهرة إنسانية في كل المجتمعات ، لكن تعاملنا معها وإيماننا بها هو الذي يحدد الحجم الحقيقي للمجتمع وطريقة ترتيبه للأولويات المدرجة على جدول الاهتمامات.
هلق بدنا نحكي صراحة 
النمط الشجري
