بيدوة (الصومال) (رويترز) - ذكر مسؤولون من الصومال واثيوبيا أن اثيوبيا سحبت اخر جنودها من الصومال يوم الاثنين بعد تدخل دام أكثر من سنتين لمواجهة حركة اسلامية في الصومال.
ويعلن انسحاب نحو ثلاثة الاف جندي اثيوبي من الصومال عن عهد جديد للصومال. ويتوقع البعض أن تؤدي تلك الخطوة الى المزيد من اراقة الدماء بينما يرى اخرون أنها تعطي البلاد البالغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة فرصة للمصالحة الوطنية.
وقال المتحدث الحكومي عبدي حاجي جوبدون ان اخر قوات اثيوبية في الصومال انسحبت ليل الاحد من بلدة بيدوة التي يقع بها مبنى البرلمان وعبرت الحدود صباح يوم الاثنين. وأضاف "أوفى الاثيوبيون بوعدهم. عبرت اخر قواتهم الحدود صباح اليوم."
وقال شهود عيان ان ميليشيا عشائرية وأفرادا من الشرطة المحلية نهبوا القواعد الاثيوبية الخاوية في بيدوة وقتل اثنان منهم في الفوضى التي عمت هذه الاماكن. وقال ضابط الشرطة علي ابراهيم "أطلق رجال الميليشيا والشرطة النار بينما كانوا يتقاتلون للاستحواذ على الاثاث والخيام وأشياء أخرى."
وأكد مسؤولون اثيوبيون عملية الانسحاب لكنهم قالوا انه سيكون للجنود الاثيوبيين وجودا مكثفا على الحدود الممتدة مع الصومال.
ودخل الاثيوبيون الصومال لاخراج حركة المحاكم الاسلامية من مقديشو في نهاية عام 2006.
وأثار ذلك ثورة قادها الاسلاميون وقتل خلاله 16 ألف مدني على الاقل وأحدث كارثة انسانية كما أجج موجة من القرصنة قبالة ساحل الصومال.
واعتمدت الحكومة الصومالية الضعيفة والمدعومة من الغرب على الاثيوبيين لمساندتها عسكريا وباتت الآن تواجه بمفردها عددا من جماعات المعارضة الاسلامية. غير أن قتالا بين الاسلاميين أنفسهم تفجر في الاسابيع الاخيرة.
وفي بيدوة استعد السكان الذين يعانون بالفعل من جفاف ونقص في المواد الغذائية لهجوم محتمل للاسلاميين على بلدة يسعى الجاهدون منذ فترة للسيطرة عليها.
***
انسحب القوات الإثيوبية والحمد لله على هذه النعمة ، وانتُخِب شيخ شريف أحمد رئيسًا للصومال بعد الانتخابات التي قام بها البرلمان ، وبعد التصارع المؤسّي مع اتحاد شباب المجاهدين ..
ترى ما الذي سيقوم به شيخ شريف أحمد بعد تحقق أغلى أمانيه وهو الانسحاب ؟ شيخ شريف أحمد واحد من العقلاء الذين يغلّبون النظرة الإنسانية في ظل الظروف الصعبة التي عاشها أهل الصومال ، لذا لم يمانع من التفاوض مع الحكومة الانتقالية العملية حقنًا لدماء الأبرياء .
تُرى ، هل يكون شيخ شريف أحمد ممثلاً لطموحات المسلمين وما أكثرهم بإقامة شرع الله والقضاء على وجوه الفساد ومحاربة الفقر والجوع والمرض والجهل ؟ أم أن ثمة ضغوطًا يتعرض لها تحول دون ذلك ؟
وما موقف الصوماليين الذين انقلبوا عليه ؟
موقف غامض نسأل الله تعالى أن يعين عليه شيخ شريف أحمد وأن يرسي دعائم الاستقرارفي الصومال ...آمين